شريف عادل (واشنطن)
نما الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة بمعدل سنوي 4.1% خلال الربع الثاني من العام، حسب ما أعلنت وزارة التجارة الأميركية، في أفضل معدل نمو منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008.
وغرد ترامب على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، معبراً عن سعادته بالأرقام التي صدرت الجمعة، ثم أمضى بقية اليوم في الهجوم على الديمقراطيين، مستمداً قوة دفع كبيرة من الأرقام الاقتصادية التي يبدو أنها ستكون أكبر داعم لحزبه في انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر.
وأظهرت أحدث الأرقام الصادرة عن الاقتصاد الأميركي حدوث طفرات عديدة مؤخراً، حيث انخفض معدل البطالة إلى 4%، وهو الأقل منذ 18 عاماً، كما ارتفع التوظيف في المصانع الأميركية لأعلى معدلاته في عقدين.
لكن من الواضح أن البعض لا يرى نصف الكوب الممتلئ الذي يراه ترامب، فبعض المحللين يرى أن معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي الذي كان قريباً من ضعف ما تحقق في الربع الأول، جاء أقل من توقعات كثيرين، حيث أشار استطلاع للرأي أجرته وكالة «بلومبرج» إلى توقعات بتحقيق معدل نمو 4.2%، بينما توقعت جريدة «وول ستريت جورنال» 4.5%، في الوقت الذي توقع فيه ترامب شخصياً إمكانية وصوله إلى 4.8%.
من ناحية أخرى، رجح مكتب الموازنة التابع للكونجرس الأميركي، وبنك الاحتياط الفيدرالي، عدم استمرار معدل النمو عند هذا المستوى المرتفع في السنوات القليلة المقبلة، معتبراً أن ما تحقق في الربع الثاني كان بفعل عوامل لن تتكرر مرة أخرى على المدى القريب، مثل قانون الإصلاح الضريبي وزيادة الإنفاق الحكومي، وتأثير زيادة استيراد المنتجات الأميركية خلال الربع الثاني بصورة استثنائية، بعد أن عجلت بعض الدول شراءها المنتجات الأميركية، قبل تطبيق تعرفات جمركية عليها.
بدورها، اعتبرت مؤسسة بيتر جي بيترسون البحثية، أن معدلات النمو المرتفعة التي تحققت لن يكتب لها الاستمرارية، وأرجعت ذلك أساساً إلى تقاعد أغلب من عرفوا باسم «بيبي بومرز» Baby Boomers هذه الأيام، ويقصد بهم من ولدوا بين أوائل ومنتصف الأربعينات وحتى منتصف الستينات الذين ينسب إليهم كثير من النجاحات التي حققتها أميركا في العقود الأخيرة، حيث يؤدي تقاعد هؤلاء، وفقاً للمؤسسة البحثية، إلى انخفاض معدلات نمو القوى العاملة، وانخفاض معدلات مشاركة المرأة في سوق العمل.
عدد اليوم
