الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ملامح آفاق جديدة للاستخدام الفعّال للطاقة

ملامح آفاق جديدة للاستخدام الفعّال للطاقة
27 سبتمبر 2017 20:34
خلال هذا الأسبوع، أعلنت الإمارات العربية المتحدة عن بدء عمل محطتها الأولى للطاقة النووية محطة ’براكة‘، في العام المقبل، وهو ما يضع دولة الإمارات على المسار الصحيح للمضي قدماً في تحولها نحو حقبة جديدة من طاقة المستقبل. وعلى الرغم من أن ذلك يعد إنجازاً مهماً بحد ذاته لكل من دولة الإمارات ولكامل المنطقة التي تقود النمو العالمي للطاقة النووية، فإن سعي بعض أغنى دول العالم بالنفط نحو الطاقة النووية مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، يعكس مدى أهمية الطاقة النووية بكونها طاقة نظيفة تتيح خيارات طاقة مستدامة ودون انبعاثات ودون مخلفات كربون. إن امتلاك عدد من دول في المنطقة مثل مصر والأردن والمملكة العربية السعودية مشاريع قيد الإنشاء لتطوير برامج وطنية للطاقة النووية، يجعل منطقة الشرق الأوسط تمثل الأفق الجديد للطاقة النووية على مستوى العالم، وهو الأمر الذي يشجّع الشركات الرائدة في قطاع الطاقة النووية للتوجه نحو المنطقة كسوقٍ واعد على مستوى العالم، ويدفع مشغلين رئيسيين لدعم تطلعات الشرق الأوسط في الطاقة النووية والعمل على تلبيتها. على ضوء ذلك قامت روساتوم بافتتاح مكتب إقليمي في الإمارات تنطلق منه لتنفيذ سلسلة من المشاريع الضخمة في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (مثل مشاريع إنشاء محطات الطاقة النووية في مصر والأردن وتزويد اليورانيوم للإمارات العربية المتحدة). ويعود تاريخ الشركة في المنطقة إلى خمسينيات القرن الماضي عندما بدأ الاتحاد السوفييتي السابق بالاستثمار في التنمية التقنية والعلمية لدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وإعداد مفاعل الأبحاث الأول في المنطقة والمساعدة على تدريس المختصين العرب في الجامعات الروسية وتنفيذ برامج التبادل التعليمي والتقني. وفي يومنا هذا، تمتلك شركة روساتوم ضمن مرحلة التشييد 34 مفاعلاً في 12 دولة تمتد من فنلندا وحتى الصين. تاريخياً، لطالما كان الابتكار جزءاً لا يتجزأ من مهمة الصناعة النووية الروسية، وارتبطت إنجازات هذا القطاع ارتباطاً وثيقاً مع معالم الصناعة النووية العالمية. ومنذ البداية، عزم الاتحاد السوفييتي على تحقيق الريادة النووية على مستوى العالم. وحتى قبل افتتاح أول محطة نووية تجارية في العالم سنة 1954، كان الاتحاد السوفييتي السابق الدولة الأولى في أوروبا وآسيا التي تشغّل مفاعلاً نووياً لأغراض الأبحاث. ففي العام 1964، تم إطلاق أول مفاعل نووي من فئة VVER يعمل بالماء المضغوط، والذي أصبحت التقنية المستخدمة فيه من أكثر التقنيات النووية موثوقية والأكثر استخداماً حول العالم، فالعشرات من المفاعلات التي تعمل بهذه التقنية ما تزال في طور التشغيل حتى يومنا هذا. تلا ذلك المزيد من التطورات التي رسمت معالم هذا القطاع، فكانت أول كاسحة جليد تعمل بالطاقة النووية ومنشأة تحلية المياه النووية الفريدة من نوعها حول العالم ومفاعل النيوترونات السريعة (الذي يستخدم وقوداً نووياً مُعاداً تدويره ما يساعد في زيادة الكفاءة وتقليل النفايات)، وهو ما يمثّل جزءاً يسيراً من التطورات الكبيرة التي فتحت آفاقاً جديدة في قطاع الطاقة النووية العالمي. ومن بين أحدث الابتكارات، يأتي مفاعل النيوترونات السريعة الأقوى (BN 800) والجيل الثالث بلس من المفاعلات النووية وأحدثها من حيث التصميم، والذي أصبح عند تشغيله بالمرحلة التجارية في مطلع 2017 الوحدة الأولى من نوعها في العالم، في حين من المخطط أن يصل إلى منطقة الشرق الأوسط مفاعل آخر بنفس النوع VVER-1200 ليكون المفاعل النووي الأول في مصر بمنطقة الضبعة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©