على خط آخر من الحب

عندما فقد (بِن توماس) حبه الكبير في حادث سير، ضمن أحداث فيلم (seven ponds) الذي يعرض حاليا في دور السينما المحلية، أصبح (بِن) الذي يقوم بدوره الممثل الأميركي ويل سميث، على خط آخر من الحب، وبالرغم من بعض المشاهد التي حاولت ان تبرز الأمر بشيء من تأنيب الضمير بسبب الحادث ومحاولة التكفير عن الذنب، تحول الحب الذي في داخله لتلك المرأة التي فقدها في حادث السير، إلى حب اكبر من حدود القلب ووجه الحبيب وشكله وجسده، حب تناغم مع الروح والفضاء والماء والشجر والرمل· وفي ذلك كان (بِن توماس) على استعداد ان يقدم كل شيء للناس الذين يستحقون المساعدة والانقاذ، حتى التبرع بأعضائه الجسدية، وعندما نبض قلبه من جديد لامرأة اخرى ووقع في الحب البشري لم يتوان عن أن يقدم قلبه لمن أحب، حيث في مشهد مؤثر جدا يقرر التخلص من حياته لتقديم قلبه للمرأة التي أحب والتي كانت في الوقت نفسه تنتظر الموت وتنتظر الحياة، كون قلبها كان معطلا ولا شفاء منه ولا حياة لها إلا بقلب جديد، ولكن هذا القلب المريض قد أحب (بِن توماس) فعلا وتمنى وحلم بالاقتران به وإلى الأبد· فكيف لهذا الحب ان يتمادى ويستمر وهو يولد في كل هذا الأسى والألم والأمل شبه المفقود؟· وهو مبلل بالمطر يقرر (بِن) الانتحار بلدغات سامة من قنديل البحر، الذي اعتبره اجمل وأحب حيوان بحري لديه، حيث ملأ ''البانيوم'' بالماء وتمدد فيه وغطس قنديل البحر معه·· ومات، كي يتبرع بأعضائه الجسدية وان يكون القلب من نصيب المرأة التي احبها· هكذا تصور (بِن) أن الحب يجب ان يستمر في داخل حبه البشري الجديد، وهكذا يكون الحدث اكبر من فكرة قبوله او رفضه، حسب المنطق الواقعي، بل هو حدث يجسد قيمة عميقة في الوجود وهي القدرة·· القدرة على الحب القدرة على فعل الجمال القدرة على تغيير الواقع الشخصي وتغيير العالم من خلال الإيمان بأن الحب هو الحقيقة· يبقى هذا الفيلم مفتوحا على تساؤلات عديدة في عالم يسود فيه الصراع من اجل تحقيق الأهداف المادية على حساب كل القيم، ظنا من المتصارعين أن السعادة تجلب من الخارج وليس تخلق من الداخل بلمس الذات، وتُعاش من خلال الفهم والوعي بأن الحياة مفتوحة على كل الاحتمالات الجميلة في كل إشراقة للشمس·· في كل لحظة صفاء في عبير الوردة في وجه الطفولة في خصلات شعر الصبية وفي خيط العمر الطويل على كف الجد، كف الجدة، وعلى ابتسامة العمر، حيث مهما امتد الزمن يكون كل يوم أجمل· عندما تتناثر المشاعر على الرخام محدثة صوت انشراخ الروح لا تلتفت إلى الذي انسكب والذي تدهور في حياتك، لا تقف عند حدود الانكسار وإلا سوف تموت· Saad.alhabshi@admedia.ae