الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الحوثيون يتخذون المدنيين دروعاً بشرية في محاولة لإيقاف انتصارات الشرعية

الحوثيون يتخذون المدنيين دروعاً بشرية في محاولة لإيقاف انتصارات الشرعية
28 يوليو 2018 19:52
علي سالم (عدن) هزائم متتالية تتلقاها ميليشيات الإجرام الحوثية المدعومة من إيران، وضربات موجعة في كل الجبهات في ظل إسناد قوات التحالف العربي للألوية وقوات المقاومة الشعبية، بينما واصلت الميليشيات على استخدام المدنيين العزل دروعاً بشرية ووضعهم بشكل متعمد في أهداف عسكرية، وقصفهم العشوائي للمنازل والمستشفيات في مختلف المدن، ولم تكترث قوى الانقلاب للعدد المتزايد من الضحايا المدنيين، فما انفكت من استخدام أسوأ الأساليب والطرق القذرة، منذ سيطرتها على مؤسسات الدولة في سبتمبر 2014م، لإطالة أمد الحرب ولتجنيب نفسها الهزيمة المرة المحدقة بها في كل الجبهات، ورغبة في جلب التعاطف الشعبي والدولي معها بصورة درامية ولو على حساب الضحايا المدنيين الذين لا حول لهم ولا قوة، ودليل على أن قواهم خارت، ولم يعد لديهم رصيد عسكري، وهي جرائم يندى لها جبين الإنسانية، ويجرمها القانون الدولي. إرهاب الحوثيين..»إيراني» شبّه الدكتور محمد عسكر، وزير حقوق الإنسان، ما تقوم به ميليشيات الحوثي الانقلابية بما فعله تنظيم «داعش» الإرهابي في العراق، واستخدامه المدنيين كدروع بشرية وقطع المياه والخدمات عليهم، مؤكداً أن الميليشيات وبارتباط وثيق ببعض اللوبيات الإيرانية في الخارج تسعى لاستغلال الورقة الإنسانية وتوظيفها سياسياً على عكس ما يدور على أرض الواقع، فهي تمارس الانتهاكات المستمرة ضد المواطنين الأبرياء العزل. وأضاف الوزير، أن الميليشيات الانقلابية لم تتوانَ عن استخدام المساعدات الإنسانية كمجهود حربي، كما يحدث في الحديدة ومناطق أخرى تسيطر عليها تلك الجماعة، ما أدى لانتشار الأوبئة والمجاعة بشكل كبير، موضحاً أن 25% من سكان الحديدة يعانون سوء التغذية والمناعة طوال الـ3 سنوات الماضية بالرغم من أن 70% من الإغاثة الإنسانية تمر عبر ميناء المدينة. أسلوب إجرامي شيطاني إلى ذلك شدد المحامي والناشط الحقوقي عبد الرحمن برمان، أن استخدام المدنيين دروعاً بشرية من أبشع الجرائم التي يجرمها القانون الدولي، وذكر أن ما يقارب الـ300 مواطن قد لقوا حتفهم وهم من المدنيين العزل أجبرتهم الميليشيات الحوثية على تواجدهم في أماكن وأهداف عسكرية كدروع بشرية، ولفت إلى أن الميليشيات الحوثية تسعى بأسلوب إجرامي شيطاني الترويج بأن المسؤول عن تلك الجرائم هو التحالف العربي والجيش أمام الرأي العام والمجتمع الدولي. انتهاكات على جميع الصعد في ذات السياق تسير الحقوقية أقدار مختار ناصر، وتؤكد أن ميليشيات الحوثيين وأنصارهم وعلى مدار السنوات الثلاث لم يتهاونوا في ارتكاب أبشع الانتهاكات على جميع الأصعدة فقد اخترقت كل الأعراف الحربية بل وتجاهلت الأعراف المحلية والأخلاقية والقبلية، وأشارت لبعض أساليب الميليشيات في تعاملها مع المدنيين العزل، ومن أبشعها استخدام أسر بأكملها دروعاً بشرية، واحتجازهم في مباني قريبة من مناطق الصراع، وفي أحسن الظروف تمنع الأسر من النزوح من المواقع المستهدف، مما أدى إلى خسائر فادحة في الأرواح. وذكرت الناشطة أقدار أن هناك تقريراً سرياً أعده خبراء الأمم المتحدة الذين يراقبون العقوبات المفروضة على اليمن وأشاروا إلى استخدام الميليشيات الحوثية لسياسيين وصحفيين مدنيين كدروع بشرية في مواجهة قصف قوات التحالف، وأضافت أن الميليشيات تتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية والإنسانية أمام العالم بأسرة بشكل عام وأمام الشعب اليمني بشكل خاص. تقارير دولية توثق إرهاب الحوثيين في هذا الصدد نددت منظمات دولية وحقوقية بما تقوم به ميليشيات الحوثي من أساليب غير إنسانية ويجرمها القانون الدولي باتخاذ المئات من المعتقلين دروعاً بشرية عن طريق الزج بهم في بعض المواقع العسكرية، ليكونوا هدفاً للقصف. وأكد تقرير صادر عن منظمة العفو الدولية أن هناك جرائم بشعة ترتكبها ميليشيات الحوثي في الحديدة، كما نقل التقرير المعاناة الحقيقية التي يعيشها المدنيون اليمنيون، ووصفهم أنهم «يكابدون من أجل البقاء على قيد الحياة في ظل قذائف الهاون التي تتسم بعدم الدقة، التي يطلقها الحوثيون على المناطق المدنية المأهولة بالسكان». في تعز بيّنت تقارير صحفية حجم الإجرام المستخدم من قبل ميليشيات القتل الحوثية وهي تستخدم المدنيين دروعاً بشرية، في صورة بشعة انتفت معها الإنسانية، وكمؤشر على قرب أجل هذه الميليشيا المغردة خارج سرب التاريخ، وهي تتلقى الضربات الموجعة من قبل قوات التحالف العربي والمقاومة الشعبية في مدينة العز. وفقاً للاتفاقيتين الموقعتين في جنيف عامي 1929، 1949 وما لحقهما من بروتكول إضافي عام 1977 وما أكدت عليه معاهدة روما عام 1998 فإن القانون الدولي يجرم استخدام المدنيين كدروع بشرية من قبل الأطراف المتنازعة في الصراعات والحروب. فظائع وجرائم حرب ممارسات متعددة خارج نطاق النظام والقانون ترتكبها ميليشيات الانقلاب بحق الأبرياء في الحديدة، ومدن الساحل الغربي، وقبلها مارست أسوأ أنواعها في عدن، ومدن مختلفة، كلها تدخل ضمن «جرائم الحرب». يخشى محمد أنعم، رئيس تحرير صحيفة «الميثاق» السابق، أن يلعب الحوثيون بورقة الدروع البشرية لمنع تحرير الحديدة من قبضتها من خلال استخدام سكانها دروعاً بشرية، لإيقاف تقدم القوات المشتركة. بينما يوضح الصحفي والناشط الحقوقي، مجاهد القملي، أن استخدام الحوثيين للمدنيين في محافظة الحديدة الساحلية كدروع بشرية في الحرب ليست هي المرة الأولى، فلقد دأبت ميليشيا إيران الإرهابية حين سيطرتها على عدن ولحج إلى استخدام الأسرى والمدنيين الذين قامت باختطافهم من الطرقات والشوارع والأحياء ليتم حجزهم في مواقع عسكرية تتخذها لإدارة حربها تلك لتجعل منهم طوق حماية لها من غارات التحالف العربي لأهدافها، مضيفاً و«هذا الأمر تكرر كثيراً طوال سنوات الحرب الفائتة وحتى اليوم في الحديدة وبقية الجبهات فقد زجت بالأطفال والمدنيين في معارك لا ناقة لهم فيها ولا جمل، واستخدمت طلاب المدارس والموظفين والمدنيين في صنعاء والحديدة وجبهات الحرب الأخرى دروعاً بشرية لها»، وبين القملي أن تلك الممارسات اللاإنسانية كشفت عنها العديد من المنظمات الحقوقية المحلية والدولية ووثّقتها بالصوت والصورة وتم عرض تلك الجرائم والانتهاكات في المحافل الدولية كجرائم حرب ضد المدنيين، وأدان ذلك مجلس حقوق الإنسان ومنظمات الأمم المتحدة والعفو الدولية وهيومن راتس ووتش. لا تتورع تلك الميليشيا بالزج بالضحايا المدنيين الأبرياء العزل في أتون حربها البشعة التي تمارسها بحقهم، مع غياب الموقف الصارم للمجتمع الدولي بالرغم من أن القانون الدولي يجرم مثل تلك الممارسات اللاإنسانية والزج بالمدنيين كدروع بشرية. انتهاك صارخ للقوانين الإنسانية والدولية يرى الكاتب علاء عادل حنش، أن استخدام الحوثيين للمدنيين كدروع بشرية في حربها منذ مطلع العام 2015 على الشرعية ومؤسسات الدولة يعد انتهاكاً صارخاً وفظيعاً لكل القوانين الإنسانية والدولية، وللأعراف البشرية، وتعديّاً خطيراً لحقوق الإنسان، ولما حثنا عليه ديننا الإسلامي الحنيف. وأشار حنش إلى تقرير نشرته الأمم المتحدة قبل أشهر جاء فيه أن أكثر من 34 ألف شخص فروا من المناطق الساحلية والداخلية غربي محافظة تعز، كمثال صارخ لعبثية الحرب، وهو الأمر ذاته لو مررنا على كل المناطق والمحافظات اليمنية التي اجتاحها الحوثيون منذ اندلاع الحرب. وأكد حنش أن حجم المعاناة والآلام التي يلاقيها المواطن في أماكن سيطرة الحوثيين يزداد ضراوة، أقلها هروبهم خوفاً وهلعاً من أن يستخدمهم الحوثيون دروعاً بشرية في حربهم ضد الوطن والمواطنين الأبرياء. وجاء في تقارير مختلفة لمنظمات ومؤسسات حقوقية أن الميليشيات الحوثية خلال سنوات الحرب استخدمت المدنيين كدروع بشرية، ولم تردعها إدانات المنظمات ولا مجلس حقوق الإنسان ولا قرارات مجلس الأمن، وذكرت التقارير أن هذه ميليشيا إرهابية لا تلتزم بالقوانين الدولية لحماية المدنيين أثناء الحروب، ولا تعرف قوانين الحرب ولا يهمها السلام ولا أمن وسلامة السكان المدنيين، ولن يردعها ويوقفها من ممارسة تلك الجرائم والانتهاكات ضد المدنيين إلا بكسر شوكتها وتجريدها من سلاح الدولة الذي استولت عليه بقوة الانقلاب على الشرعية منذ نهاية 2014م. تهاوي قوى الطغيان الانقلابية تزامناً مع الانتصارات المتتالية لألوية العمالقة، والمقاومة التهامية، وحراس الجمهورية في محافظة الحديدة الساحلية وبإسناد من القوات المسلحة الإماراتية العاملة ضمن قوات التحالف العربي، وانتصارات المقاومة الشعبية في تعز والبيضاء والجوف، تتهاوى قوى الميليشيات العسكرية الانقلابية مما يجعلها تستعين بالمدنيين وتحت جبروت القوة لاستخدامهم كدروع بشرية وعرضة للقتل والقصف ولم تسلم منازلهم من الاقتحام والنهب، إضافة إلى قيامها باستخدام قذائف الهاون في محيط تجمعات المدنيين، مما أدى لسقوط قتلى وجرحى في كثير من المدن اليمنية. حيلة غير إنسانية قالت مصادر متطابقة إن الحوثيين لم يبرحوا من استخدام المدنيين كدروع بشرية لتغطية عجزهم طوال حروبهم مع الحكومة في صعدة، ثم إعلانهم الحرب الكبرى على الوطن وشرعيته منذ سبتمبر 2014م، مروراً باجتياح المحافظات الجنوبية في مارس 2015، وصولاً إلى مختلف المحافظات اليمنية. في الحديدة حيث المعركة الأهم، التي ستجبرها على الخضوع لعملية السلام، لجأت الميليشيات إلى حيلة غير إنسانية في محاولة للهروب من المعركة، إذ اتخذت من المدنيين دروعًا بشرية، في المزارع المتواجدة في محيط المطار وحولتها إلى ثكنات عسكرية ومخازن أسلحة، وقامت بمنع المدنيين بمن فيهم النساء والأطفال من مغادرة المناطق المحيطة بالمطار بعد تحريره على يد قوات الشرعية اليمنية، وهو الحال ذاته في كثير من المدن عند اقتراب معركة الحسم لصالح قوات الشرعية المدعومة بقوات التحالف العربي. في هذه الأثناء يستنكر المواطن أحمد عبدربه، الأساليب المتبعة من قبل ميليشيات الإجرام الحوثية في حربها البشعة والزج بالمدنيين كوقود حرب، وهو ما يعبر عن إفلاسها العسكري والسياسي، وعدّد المواطن عبدربه، وهو أحد الفارين من جحيم الحرب، بعض أساليب الميليشيات التي لم تتورع عن وضعهم كدروع بشرية في أماكن وأهداف عسكرية مستهدفة من قبل طيران التحالف العربي، وتجاوزوا ذلك إلى وضع الألغام في الطرقات، ومحاصرة المدنيين ومنعهم من المغادرة لاستخدامهم ورقة رابحة والزج بهم دروعاً بشرية. لم تكتف ميليشيات الانقلاب من وضع المدنيين في محرقة الدروع البشرية، بيد أن المعاناة ازدادت فظاعة، فمن يكتب له النجاة سعياً للخروج من الحديدة وتعز، وبقية المدن الملتهبة تقف أمامه الحواجز الملغومة في رحلة نزوح قسري تمتد إلى أيام، بسبب حواجز المليشيات وتلغيم الطرقات، والمخاطر الأخرى التي يشيب معها شعر الرأس، وترتعد الفرائص، بحثاً عن الأمن والأمان والحياة في وطن حولته ميليشيات الانقلاب إلى مقبرة.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©