الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مثقفون إماراتيون وهنود: تجمعنا جذور عميقة لشجرة العلاقات الثقافية

مثقفون إماراتيون وهنود: تجمعنا جذور عميقة لشجرة العلاقات الثقافية
28 يناير 2017 12:14
محمد عبد السميع (الاتحاد) يصف مثقفون إماراتيون وهنود العلاقة التاريخية بين الإمارات والهند في جانبها الثقافي بأنها شجرة مثمرة ترتكز على جذور عميقة، ويستعيدون برضا وسعادة صور هذه العلاقات التي تتجلى في أكثر من عمل ونشاط، سواء من خلال المؤسسات التعليمية، أو الجهات المعنية بالشأن الثقافي في البلدين، وهو ما ينقل هذه العلاقة إلى آفاق رحبة مملوءة بالطموحات والآمال، ويركز المتحدثون في هذا التحقيق على الشغف الذي يسكن كل طرف من الطرفين تجاه الآخر، فثمة اهتمام لدى المثقف الإماراتي بمنجزات الهند الإبداعية والفكرية، ويقابله اهتمام مماثل بمنجزات العقل العربي واللغة العربية لدى المثقف والقارئ الهندي. تقول د. مريم الشانصي، مديرة جمعية الناشرين الإماراتيين والرئيس التنفيذي لدار الياسمين للنشر والتوزيع: سأتحدث وأركز على العلاقات الإماراتية الهندية الثقافية، فقد تبلورت هذه العلاقات في الآونة الأخيرة بشكل جيد وملحوظ، وهناك تبادل ثقافي ما بين الهند والإمارات، وعلى سبيل المثال نقوم بالتعاون مع جامعة كاليكوت من خلال دار نشر الياسمين في تأسيس أكبر مكتبة للأدب العربي في الهند، وتم شحن العديد من الكتب، ومنذ أكثر من 5 سنوات ونحن نقوم بتنظيم عدد من المهرجانات الثقافية، ونختص نحن بتنظيم مهرجان الثقافة العربية وتراث الإمارات والترجمة، الذي يحضره حوالى 2000 شخص من الدارسين والمتخصصين في الأدب العربي بكافة أجناسه، ومعظمهم من طلاب الجامعات ومراحل الماجستير والدكتوراه، وهو يتيح فرصة لالتقاء الأدباء العرب الإماراتيين والهنود المتحدثين باللغة العربية، ونلاحظ اهتماماً وشغفاً من الهنود باللغة العربية وخاصة في ولاية كيرلا حيث دخلت اللغة العربية فيها منذ أكثر من ألف عام وتعتبر جزءاً لا يتجزأ من حضارتها وثقافتها، ويدرس بها تعاليم الدين والقرآن وتركز على أن تنقل التفاسير باللغة العربية لمواطنيها. ويقول الشاعر خالد الظنحاني: العلاقات الثنائية بين الإمارات والهند تتسم بالقوة استناداً لجذورها الضاربة في أعماق التاريخ والمصالح المتبادلة والتعاون المشترك، وتحرص كل من الإمارات والهند على تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف القطاعات، والتي شهدت نمواً كبيراً خلال العقود الماضية بفضل التفاهم والتقارب السياسي والاقتصادي، في الوقت الذي تعمل به البلدان على تعزيز التعاون الثقافي والتبادل الفكري بينهما، وهذا الأمر يستدعي إقامة الأنشطة الثقافية المتبادلة، كتنظيم الملتقيات الثقافية والفكرية والأدبية، فضلاً عن ترجمة الأعمال الأدبية الإماراتية إلى اللغة الهندية والعكس أيضاً?.? وهذا ما زاولته شخصياً من خلال إقامة مجموعة من الفعاليات الثقافية والأدبية في ولاية كيرلا بالهند مؤخراً بهدف التعريف بالثقافة والأدب الإماراتيين، فضلاً عن مشاركاتي العديدة في الفعاليات المجتمعية والثقافية التي تقيمها الجالية الهندية في مختلف إمارات الدولة. أما الفنان والباحث علي العبدان، فيقول: العلاقات الثقافية الهندية ـ الخليجية عموماً؛ والهندية ـ الإماراتية خصوصاً، وصلت إلى مستويات كبيرة ومتأصلة، فقد حصل أدباء وشعراء الإمارات على أولى المطبوعات باللغة العربية لدواوين وتواريخ الأدب والشعر العربي من مطابع حيدر آباد الدكن، وهي الطبعات الحجرية القديمة، كذلك أنشأ الكثير من تجار الإمارات والخليج مجالس ثقافية وأدبية في مدينة مومباي، وكانت لهم أمسيات شعرية وأدبية هناك؛ منهم الشاعر الكبير أحمد بن سلطان بن سليّم، الذي كتب قصيدة فصيحة يمدح فيها بعض نواحي المدينة، كما مدحها إبراهيم المدفع في قصيدة، من جانب آخر كانت مدينة مومباي بالهند محل تسجيل وطباعة أولى الأسطوانات الحجرية الغنائية الإماراتية في فترة الخمسينيات، حيث سُجلت هناك أسطوانات شركة «دبي فون» لأول مطرب إماراتي وهو محمد عبدالسلام. وفي أواخر الثمانينيات استضافت الهند معرضاً شاملاً لجمعية الإمارات للفنون التشكيلية؛ عُرضت فيه لوحات ومنحوتات وخزف وحروفيات، كما شارك بعض نجوم الفن الإماراتي في أعمال درامية هندية مثل الفنان المسرحي علي خميس، الذي مثل دوراً في أحد الأفلام الهندية، وفي العصر الحاضر نحن بحاجة إلى مزيد من تفعيل الجانب الثقافي والفكري والأدبي من خلال العلاقات الدولية مع الدول ذات التاريخ والمكانة الراسختين كالهند. العصر الذهبي الهندي يقول د. منصور جاسم الشامسي، باحث علمي: دولة الإمارات العربية المتحدة في علاقتها المتطورة المتكاملة مع جمهورية الهند تستثمر العصر الهندي الذهبي لتحقيق المصالح المشتركة. والهند دولة صديقة، وشعب صديق، وموارد بشرية عملية مؤهلة ومنتجة، وطاقة عمل جبارة، وقيمة اقتصادية مُضافة، وسِمات اجتماعية مناسبة، وقوة اقتصادية وعلمية، تُحقق تقدماً في كل النواحي، وبالتالي تعمل دولة الإمارات على تطوير وتعميق كل هذه المسارات، عبر كل أنواع العلاقات السياسية والاقتصادية والعلمية والتنموية، في عصر يؤكد على «البُعد التنموي» كأساس في العلاقات الدولية، وهذا ما ألمسه في الزيارة التاريخية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وهو استمرار للنهج الإماراتي السياسي الثابت في إقامة العلاقات على مبادئ الاحترام المتبادل، وتحقيق السلام المشترك، والتنمية. تجليات في الشعر تقول الكاتبة د. أسماء الكتبي: علاقة الثقافة الإماراتية بالثقافة الهندية لها أكثر من جانب، وتعد علاقات تاريخية قائمة على أسس راسخة من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة في العديد من المجالات، وهى تعود إلى عقود بعيدة، وتاريخ طويل ربط الهند بالإمارات عبر خطوط الملاحة التجارية، وانعكس ذلك على مختلف أشكال الفعل الثقافي، وكانت له تجليات في الشعر، والترجمة، وفنون السينما، إضافة إلى مختلف أشكال التبادل الثقافي بين الكتّاب والتشكيليين الإماراتيين والهنود، كما تم ترجمة العديد من الأعمال الأدبية الإماراتية إلى اللغة الألمانية وهي إحدى اللغات الهندية، وأيضاً هناك اندماج بين الشعبين ليس فقط على المستوى الثقافي الأدبي ولكن على مستوى الحياة اليومية وتعزيز العلاقات التجارية بين الهند والإمارات في الكثير من الجوانب مثل الأطعمة والملابس والأقمشة والعطور والذهب والإكسسوار.. وغيرها، وتوطدت العلاقات أكثر وأكثر بوجود علاقات زواج ونسب بين الكثير من العائلات الإماراتية والهندية، فهناك خيط رفيع يربطنا ببعضنا البعض. يقول عبده شيوابورام، مدير مجلة «نافودهانام» الهندية: في الظروف الراهنة تستطيع أن تتطور العلاقات الثقافية التاريخية الإماراتية الهندية ببعثات دراسية في مجال التكنولوجيا والطب والهندسة والسياحة الطبية، وفي مجال تبادل الثقافات بين الإمارات والهند. تعزيز المجال الثقافي يقول محمد أمين، نائب مدير المدرسة الهندية بالشارقة: الزيارات المتبادلة بين قادة البلدين سوف تعزز التعاون في المجال الثقافي والأكاديمي، وإيجاد قنوات جديدة ومتطورة للتعاون بين المؤسسات الأكاديمية في البلدين، وتنظيم المزيد من الندوات الفكرية والثقافية بين مفكري ومثقفي البلدين. وتشير جبينه كادين خان، مشرفة تعليمية، إلى أن العلاقة بين الهند والإمارات مهمة للطرفين، وتضيف: التاريخ الحضاري للشعبين يشهد على الارتباط والتعاون منذ القدم. ونأمل أن تمتد يد التعاون إلى مجالات أخرى مثل المتاحف والآثار وإقامة معارض لتراث وأثار البلدين للتعريف بشكل أوسع بحضارة الشعبين، وبالطبع هذا شيء مهم للطلاب والطالبات خاصةً. من جانبه يؤكد «ك.ار.رادها كريشتان ناير»، مدير المدرسة الهندية بالشارقة:« لقد تفاعلنا مع التراث الإماراتي والثقافة الشعبية الإماراتية من خلال إقامة العديد من الأنشطة الثقافية في أكثر من مناسبة وطنية واجتماعية إماراتية، إضافة إلى تدريس اللغة العربية في المدارس الهندية بالدولة، وهي إشارة وتأكيد على اهتمام الهنود بالتعرف إلى الثقافة الإماراتية والعربية بكل جوانبها. رموز ثقافة الإمارات تقول سايلاجا رافي، معلمة: في المدارس الهندية بالإمارات نحرص على اطلاع أبنائنا الهنود على رموز الثقافة والأدب في الإمارات من خلال العديد من الأنشطة المسرحية أو المكتبية. ويقول راجيف مادهافان، ناظر مدرسة: تتميز العلاقات بين البلدين بأنها متنوعة ولا تقتصر على مجالات بعينها، وتمتد إلى الجانب الثقافي، وهناك العديد من الخبرات والكوادر التعليمية وغيرها التي أضافت إلى العلاقة المزيد من التفاهم والحوار والتبادل الفكري. أما الدكتور س.د. كرنك، مستشار بدارة الدكتور سلطان القاسمي للدراسات الخليجية، فيؤكد أن «الهند والعالم العربي لديهم تاريخ طويل من الشراكة قبل ظهور الإسلام، كان هناك اتصال تجاري مع التجار العرب، حيث تحمل البضائع الهندية وخاصة التوابل إلى الأسواق الأوروبية من خلال مصر وسوريا. وفي الهند المكتبة العامة ?Khudabaksh? التي لديها الكثير من المخطوطات العربية وأندر الكتب النادرة في الثقافة العربية الإسلامية منذ القرن الثامن الهجري».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©