الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

زواج وتأهيل مهني على نفقة الشرطة

20 ابريل 2006
دبي - بسام عبدالسميع:
تدرس إدارة سجن النساء في دبي استقدام أبناء السجينات لزيارتهن على نفقة الشرطة في بادرة تعد الأولى من نوعها على مستوى العالم بهدف ربط الأواصر بين أفراد المجتمع وهو ما يعبر عن مقاييس عالمية لتطبيق حقوق الإنسان في شأن السجينات·
بدأت إدارة السجن بحصر أعداد النزيلات اللاتي تنطبق عليهن الشروط لاستقبال أبنائهن وخصوصا المحكوم عليهن بالسجن لمدة طويلة وأظهرن نتائج ايجابية في الاستفادة من برامج التأهيل·
وكشفت الرائد فوزية الملا مدير إدارة سجن النساء في دبي أن شرطة دبي أول من يقدم هذه الخدمة للسجينات على مستوى العالم، وطالبت بضرورة متابعة السجينات بعد قضاء فترة العقوبة وعدم تركهن دون آلية للرعاية عبر نظام يحفظ خصوصية المرأة الإماراتية وطبيعتها وقيمنا الإسلامية والعربية·
وطالبت بأن تشمل الرعاية والدعم المادي والمعنوي توفير فرص عمل لهن حتى البرامج التأهيلية في السجون قاعدة للانطلاق إلى الحياة بصورة سوية وآمنة·
رعاية لأطفال السجينات
وأوضحت ان المرضعات الحوامل يمثلن حوالي 10 بالمئة من إجمالي نزيلات السجن، وأنه طبقا لقواعد وقوانين المؤسسات العقابية والاصلاحية تتم رعايتهن بشكل مختلف حتى لو تساوين في مدة الحكم مع أخريات· وكشفت عن الرعاية الصحية الكاملة للطفل تستمر منذ ولادته ولمدة عامين كاملين وهي فترة الرضاعة الطبيعية، ثم يتم ترحيله إلى موطنه الأصلي بعد التنسيق مع سفارة دولته·
وأضافت أن حالات الولادة تتم في مستشفى الوصل مؤكدة أنه يتم استخراج شهادة ميلاد للمولود·
وقالت ان نسبة المواطنات تصل بحد أقصى 5 %من اجمالي السجينات وان كثيرا منهن حصلن على دبلوم الخياطة والذي يمكنهن من ممارسة عمل يعينهن على مشاق الحياة ·
مشروع حفظ القرآن الكريم
وأشادت الرائد فوزية الملا بمشروع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الخاص بالعفو عن حفظة القرآن الكريم أو من حفظ بعضاً منه وهو ما بدأت تأخذ به دول الخليج لما له من ثمار كبيرة على مستوى اصلاح الفرد ونشر الدين الإسلامي ، مشيرة إلى ان العامين الماضيين شهدا اعتناق 27 سيدة للإسلام· وقالت ان سجن النساء بدبي يطبق المعايير الدولية في حقوق الإنسان ويعتبر افضل سجن على مستوى العالم في الحفاظ على آدمية الإنسان فلا توجد تفرقة بين النزيلات وسواء في الجنس أو اللون أو الدين·
وأوضحت ان إدارة السجن توفر المساعدة القانونية والإنسانية، وفي العام الماضي تم جمع أكثر من 70 ألف درهم من الجمعيات الخيرية وقدمت للسجينات المنتهية مدة عقوباتهن في صورة تذاكر سفر إلى بلادهن·
لا مظاليم في السجن
واعترضت الملا على القول بتواجد أبرياء في السجون وان المقولة الشهيرة (ياما في الحبس مظاليم) غير صحيحة على الأقل بالإمارات· مؤكدة ان من تأتي إلى السجن يتعذر براءتها بسبب دقة الاجراءات التي تتم على ثلاث مراحل بدءاً من التحريات والضبط ومرورا بتحقيقات النيابة وحتى مرحلة القضاء·
وأشارت إلى انه قد يحدث تورط لشخص ما في جريمة دون الدافع المعنوي إلا ان الأدلة المادية تدينه، ويأتي التورط بسبب الجهل أو الطمع أو المفاهيم الخاطئة، وهو ما يتطلب اعادة التأهيل والتثقيف والتوعية·
استغلال المرأة
وترفع الملا شعار (وراء كل امرأة مجرمة رجل) موضحة أن الرجل يقوم باستغلالها وتوريطها والمتاجرة بها احياناً ودفعها إلى السير قدماً في طريق الجريمة· وتقول إن الإجرام قرار يختاره الإنسان من تلقاء نفسه وسلوك مكتسب،مؤكدة أنه لا مبرر لارتكاب الجريمة في الإمارات وان مفهوم الظروف المحيطة والبيئة التي تؤدي للجريمة تكاد تكون منعدمة بالدولة·
وأضافت أن هناك منظمات عالمية تدعم الاجرام ولديها (مشروع مجرم) ويتم فيه تدريب وتأهيل الشخص على ارتكاب سلوك معين بشكل محدد وفي ظروف توضع بدقة متناهية·
وضعت وليدها
وفي سجن النساء التقينا بحالات متنوعة كان أبرزها فتاة أوروبية كانت تعبر مطار دبي قادمة من دولة آسيوية متجهة إلى أخرى أوروبية حاملة معها المخدرات وألقت الشرطة القبض عليها وصدر الحكم بالسجن 15 عاماً، تقول انها عقب دخولها السجن في شهر رمضان منذ 6 سنوات بدأت تسمع صوتاً لطلق ناري ثم نداء وقت الغروب يتكرر 5 مرات يوميا فيرتجف قلبها، فتساءلت عن الصوت والكلمات، وتدريجيا وجدت نفسها تذهب إلى طريق الله فأعلنت إسلامها وأتمت حفظ القرآن الكريم لتخرج قريباً، وتشيرإلى انها ستعود إلى بلادها داعية للدين الإسلامي وشارحة لمبادئه وقيمه العظيمة، مؤكدة انها ولدت من جديد حينما تعرفت على الإسلام في السجن·
وعلقت على المعاملة التي تتلقاها بأنها نوع من الرحمة تتمنى ان تتواجد في دول العالم حتى يعود الكثيرون إلى رشدهم ويمارسوا حياتهم بشكل آمن·
أما زميلتها فهي افريقية بدأت تقضي عقوبتها وهي في الشهور الأولى من الحمل وقد وضعت وليدها منذ عام ونصف،
تقول الافريقية المسيحية انها وجدت رعاية طبية وإنسانية كبيرة جداً ولا توجد معاناة سوى السجن الذي يمنعنا عن الحياة الخارجية فقط·
واضافت ان رجال الكنيسة يزورونها بشكل دائم وتمارس حياتها الدينية دون أدنى مضايقة بل تجد المساعدة حينما تطلب وتريد·
أما ثالث الحالات فكانت مواطنة تقضي حكما لمدة عامين بسبب النصب والاحتيال، انتهى منها 6 شهور وتعاني من الاكتئاب ويزورها الأطباء النفسيون وتلقى رعاية صحية سليمة، وتنصح أي إنسان بعدم الاقدام على مشروع لا يعرف كيف يديره ولا يكلف أكثر من قدرته الحقيقية·
وتحذر المواطنين من الاندفاع وراء معلومات خاطئة أو اغراءات للكسب السريع ·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©