الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فيديو .. شواطئ الإمارات .. سباحة ورياضة وتنزه

فيديو .. شواطئ الإمارات .. سباحة ورياضة وتنزه
25 يونيو 2014 16:01
تتمتع الإمارات بشواطئ ذات نكهة خاصة تمتد على سواحلها المترامية الأطراف، وبهذه الخواص الممتعة، فهي تشكل واحة هادئة للتأمل والامتزاج مع الهواء العليل المنبعث من بين ثنايا الماء لكل من يرغب في استعادة الراحة والطمأنينة، ومن ثم الاستجمام، واستحضار ذكريات قديمة، وعلى الرغم من جمال هذه الشواطئ وجاذبيتها وقدرتها على دغدغة مشاعر مرتاديها، إلا أن الاهتمام المتزايد بها خلال السنوات الماضية أضفى عليها المزيد من التألق، ما يجعلها بحق وجهة سياحية صيفية بامتياز. في الصيف الجميع يذهب إلى البحر لكي يستعيد المرء علاقته بالماء، ويجدد إيقاع حياته بمواجهة الأمواج التي تندفع نحو الشواطئ، ثم تعود لتحمل شحنات أخرى مشبعة باليود، وفي ظل هذه الرحلة المستمرة يزداد ارتباط الناس بشواطئ الإمارات، خاصة لكونها تتمتع بمرافق متكاملة ومقاه قريبة منها تجمع كل أفراد الأسرة في أجواء حميمية، فستعيد العلاقات الإنسانية بريقها من جديد، فشواطئ الإمارات قصة تروي فصولها بصوت الماء وصورة الحياة المنتعشة لتكتمل اللوحة بجميع عناصرها من الضوء واللون والظلال. سر العلاقة بين الإنسان والبحر، تختلف من فرد إلى آخر، لأنه يحتوي على عناصر حيّة مختلفة الأشكال والألوان، وانطلاقاً من هذه المعاني جسّد البحر، بالنسبة للإنسان، صورة واضحة تكشف الغموض والأسرار، فتواصل معه وصار نديمه في أحايين كثيرة، ووجد الإنسان شبهاً كبيراً بينه وبين البحر. وفي لقاءات مع مرتادي شواطئ البحر في دبي يقول عبيد الحمادي، أنا من رواد البحر الدائمين، من أجل السباحة والغوص أو التنزه مع أفراد أسرتي والأقارب، ويضيف: لقد تعلمت هواية الغوص من خالي الذي كان يسكن قرب البحر في منطقة الخان في الشارقة، ويومياً أقضي من ساعتين إلى ثلاث ساعات في البحر، حيث أصبح عندي هوس للبحر فأرتاده في المساء بعد عودتي من العمل وبعد قيلولتي، وعشقي للبحر لا حدود له ففيه أجد السكينة والهدوء ومن خلاله تتجدد طاقاتي، وترتفع معنوياتي، وبالمناسبة إذا صادف أن تخلفت عن الذهاب إلى البحر لا يأتيني النوم في تلك الليلة وأشعر أن شيئاً ينقصني لأنني تعودت عليه وأصبح شيئاً مهماً من حياتي وأحتفظ بالكثير من الذكريات والقصص المتنوعة. الكثير من التفاؤل أما سالم السويدي، فيضيف: من عادتي أن أخذ معي إلى البحر قهوتي الصباحية وأواظب على شراء الصحيفة اليومية وأبدأ يومي الجميل مع نسمات البحر العليلة وأشعة الشمس التي تعطينا الكثير من التفاؤل وراحة البال والطمأنينة، موضحاً أن الملاحظ أن أغلب مرتادي البحر في الصباح من الأجانب نساء ورجال فتجدهم يمارسون الرياضة أو السباحة ويحرصون على قضاء ساعات طويلة تحت أشعة الشمس الدافئة. ويقول نجيب الرياسي الذي جاء بصحبة أبنائه إلى البحر: إن علاقتي مع البحر تمتد إلى سنوات الطفولة، حيث كنت أسكن في بيت الوالد - رحمة الله عليه - الذي اصطحبني إلى العديد من شواطئ الدولة مثل شاطئ الجميرا، والشواطئ المتاخمة بين الشارقة ودبي، وبما أنني أحببت البحر عن طريق الوراثة تجدني الآن مع أولادي أصحبهم إلى العديد من شواطئ الدولة وأحكي لهم العديد من القصص والذكريات التي ما زالت في ذاكرتي والتي شاهدتها وعايشتها عن طريق جدي وأبي، ويختم حديثة قائلاً: إن علاقة البحر بالإنسان الإماراتي علاقة وطيدة يصعب سردها في أسطر معدودة، فسر البحر مغروس في أعماقنا وعشقة يجدد فينا العطاء والحب في الوطن. وقال محمد النبهان الذي يذهب إلى البحر للتريض: أستقل سيارتي بعد صلاة الفجر وأقوم بممارسة الرياضة في الممشى الممتد على شاطئ الممزر الذي يكتظ أحياناً بمجاميع من الناس الذين يمارسون رياضة المشي والتمارين السويدية، وقبل أن أنهي الحصة الرياضية المعتادة أقوم بالسباحة لمدة لا تزيد على خمس عشرة دقيقة كعملية استرخاء وفك العضلات للمجهود الذي بذلته في المشي والجري، وهذه عادة أحرص عليها يومياً باستثناء يوم الجمعة الذي أستسلم فيه لنوم طويل. صداقات البحر ويعني البحر الكثير لنواف المنصوري، مشيراً إلى أنه من هواة ممارسة رياضة الدراجات البحرية، ويمتلك طراداً بحرياً سريعاً يستخدمه يومياً لمدة لا تقل عن ساعتين في فترة الصيف، وبفضل البحر كون العديد من الصداقات الوثيقة مع جنسيات مختلفة، وهم من عشاق البحر ولديهم طرادات بحرية والبعض يستأجرها، وكلنا نجتمع مشكلين فريقاً واحداً نقوم باستعراضات مختلفة. الرحلات البحرية أكد مختار اليافعي، أنه تعلَّق بالبحر منذ طفولته التي قضاها في بيته المتواضع الذي كان يقع بمقربة من بحر خليج عدن، ويضيف: لقد واصلت الارتباط بالبحر بعد أن شاءت الأقدار أغترب في دولة الإمارات، وأحرص خلال أيام العطلة أن أصطحب أفراد أسرتي المكونة من خمسة أفراد إلى أقرب بحر، حيث نستعيد العديد من الذكريات التي تربطنا مع البحر عندما كنا في اليمن، وأجمل ما في الأمر أن أولادي يحبون الرحلات البحرية، وغالباً ما نقوم برحلات مختلفة عبر العبارات والقوارب الموجودة في مرسى دبي أو خور دبي الذي نجد فيهما المتعة والارتياح. (دبي - الاتحاد) شاطئ خورفكان يمتد لمسافة قد تصل إلى 4 كيلو مترات، ويبدأ من ميناء خورفكان البحري وحتى فندق الأوشينك، ويعد من أفضل الشواطئ وأكثرها تنظيماً واهتماماً من قبل البلديات في المنطقة، وتنتشر عليه المسطحات الخضراء، ويمتاز بصفاء مياهه وقلة نسبة الخطورة في أماكن السباحة المحددة، ويقع الشاطئ أسفل ربوة جبلية تشرف عليه بما يتيح للجالس أن يرى البحر بسهولة ويسر، ويتابع من على تلك الربوة أقرانه وأفراد عائلته وهم يسبحون في البحر. ويرتاد هذا الشاطئ سنوياً الآلاف من المقيمين والسياح لا سيما وقت الإجازات الرسمية. المنطاد فوق الرؤوس اعتاد الناس في خورفكان ممن يرتادون الشاطئ على رؤية المناطيد تعلو فوق رؤسهم جيئة وذهاباً، تقل الراغبين والهواة الباحثين عن المتعة ليس على الشاطئ ذاته، ولكن فوقه الممتد من فندقه الشهير وحتى ميناء خورفكان. حمد عيسى النقبي أحد الهواة والمحبين لتلك الرياضة يقول، أنا أعشق البحر، سواء الغوص في أعماقه، أو الطيران فوق مياهه بالمنطاد، وهذه الرياضة حديثة العهد في خورفكان، ولكنها جميلة وممتعة جداً، وأذهب في كثير من الأحيان لاسيما في العطلات إلى الشاطئ لممارسة تلك الهواية المحببة إلى نفسي كثيراً، واصطحب معي أصدقائي، حيث يقدم البعض منهم على الطيران، والآخرون يخافون ويتراجعون. الشواطئ تمتد 64 كيلو متراً أمواج رأس الخيمة تأخذنا بعيداً عن الحر عماد عبدالباري (رأس الخيمة) تتناغم أمواج بحر إمارة رأس الخيمة الممتدة شواطئه على ساحل الخليج العربي بطول 64 كيلومتراً، لتسرد وتحكي قصص كرم حضارة مواطنو جلفار الممتدة إلى عبق آلاف السنين التي خلت الذين كانوا يستقبلون أهالي الحضارات القديمة بالترحاب والمودة، وبطولاتهم في دحر الغزاة الطامعين على مدى التاريخ، حيث شجع هبوب نسيم البر والبحر أهالي رأس الخيمة من مواطنين ومقيمين بمختلف أعمارهم، أيام الجمع والعطلات للتوجه إلى البحر الذي على السباحة والهروب من الرطوبة وحرارة الصيف. وقالت آمنة راشد: مع دخول الصيف نتوجه مع أبنائنا قبل غروب الشمس إلى شاطئ منطقة المعيريض للاستحمام بالبحر ولتخفيف شدة حرارة الطقس، حيث إن الهواء الدافئ أخف من البارد، وعلى إثر ذلك يبدأ الهواء الدافئ الخفيف في الصعود إلى أعلى، وبالتالي يصبح الضغط أقل ‏من الضغط فوق سطح البحر، وبذلك يحل هواء البحر محل هواء البر المتصاعد، وهذه الظاهرة تسمى نسيم البحر بالنسبة ‏للمتواجدين على الساحل وأهل الإمارات على علم بهذه الظاهرة.‏ وأضافت: أن هذه الظاهرة تستمر بتواجد الاختلاف الكبير بين درجة حرارة البر والبحر وحتى غروب الشمس، يصير الهواء فوق البر الأرض بارداً.‏ وأشار سيف علي خلال وجوده على شاطئ مدينة رأس الخيمة إلى أن علاقة أهالي رأس الخيمة قديمة ومتجددة مع البحر وتحظى بمكانة متميزة في نفوس الكبير والصغير منهم على الرغم من خضم الحياة العصرية التي نعيشها حالياً، ونرى ذلك من خلال تجمع عدد كبير من الأسر على شواطئ البحر في الصيف سواء للسباحة أو الجلوس أو المشي على رمال الشاطئ. وقال الطفل أحمد عيسى: إنه مع بدء الصيف يتوجه مع أصدقائه في الساعة السادسة من مساء كل يوم إلى البحر للسباحة واللعب على شاطئ البحر، ومن ثم العودة إلى منازلنا، وأيده في الرأي تامر نصر، بقوله إن شواطئ رأس الخيمة تعتبر رائعة وآمنة لممارسة السباحة لعدم تواجد صخور وحيوانات بحرية بالقرب من الشواطئ، مما يساهم ذلك في تشجيع الأهالي على ممارسة السباحة بكل أمان ويسر. وقال راشد محمد إبراهيم: إن إمارة رأس الخيمة تتميز بشواطئها الجميلة التي يقصدها المواطنون والمقيمون من داخل الإمارة وخارجها للسباحة، ولكنها تفتقر لكافة الخدمات الأساسية والضرورية التي يحتاج إليها مرتادوها المتمثلة بعدم توفير دورات مياه وأماكن لاستحمام بالمياه العذبة باستثناء لوحات إرشادية مكتوبة بالعربية والإنجليزية والأوردية توضح أن هذا الشاطئ رملي صالح للسباحة مع تسجيل أرقام هواتف الشرطة ووحدة الإنقاذ البحري ودائرة الأشغال. وقالت فوزية أحمد: إن شواطئ رأس الخيمة تعج خلال العطلات الرسمية وأيام الجمع بأعداد كبيرة من المواطنين والمقيمين الذين يقصدون البحر للاستجمام أو السباحة، وأضافت: شواطئ رأس الخيمة من أجمل وأكثر الشواطئ أماناً لعدم وجود صخور صلبة ولعدم وجود حيوانات بحرية خطيرة تؤذي من يرتادها بقصد السباحة. دوريات شاطئية لرصد المخالفات البيئية أطلقت دائرة الأشغال في رأس الخيمة مؤخراً، خدمة راقب الشواطئ الجديدة، والتي تتولى رصد المخالفات البيئية والتجاوزات المتصلة بالنظافة العامة، والحفاظ على المظهر الجمالي والمشهد الحضاري على امتداد الشاطئ، وأفاد مدير الدائرة المهندس أحمد الحمادي بأن الدائرة خصصت نوعية من المركبات صغيرة الحجم، وسهلة الحركة على الرمال لمراقبة الشاطئ الواقع خلف المعهد السعودي في المرحلة الأولى، مشيراً إلى تعميم تلك الخدمة على بقية شواطئ الإمارة الأخرى في العام الجاري. وأشار إلى أن المرحلة الأولى من «راقب الشواطئ» تضم 3 مركبات صغيرة، وإن الدوريات الجديدة هي جزء من دوريات «راقب»، والتي تضم راقب الشوارع، والكورنيش، وراقب الصغير في مدارس الإمارة، بالتعاون مع القيادة العامة لشرطة رأس الخيمة، مشيراً إلى أنه تم منح المفتشين أمر الضبطية القضائية لضبط أي شخص مخالف. وأوضح أنه سيتم تغريم المخالفين من مرتادي الشواطئ 500 درهم فورياً عند المخالفة، وفي حال امتناع المخالف عن الدفع سيتم سحب هويته ليدفع الغرامة في مبنى الدائرة، وفي حال سحبت رخصة القيادة فستطبق الغرامة على الملف المروري في حال امتناعه عن الدفع. وأكد أن الهدف من الإجراء منع المخالفات بصورة نهائية، وليس فرض غرامة، مضيفاً أن الدوريات في المرحلة الأولى سيكون عليها دور كبير في توعية مرتادي الشواطئ بضرورة الالتزام برمي المخلفات في أماكنها، لافتاً إلى وضع لوحات إرشادية للزوار والعائلات للحفاظ على المظهر الحضاري. شاطئ السعديات أيقونة أبوظبي بالوصول إلى شاطئ السعديات المعروف برماله الناصعة النقية، يتمحور الكلام حول ترف الخروج إلى الطبيعة البكر بما لا يزيد على 10 دقائق من وسط العاصمة، إذ تحتل جزيرة السعديات بكل ما فيها من معالم طبيعية ومجتمعية موقعاً استراتيجياً وركناً رئيسياً لأعلى معايير الجودة ونمط الحياة المثالية، وبمجرد التوجه إليها بالسيارة وعبور الجسور المطلة على التنسيق المعماري الأخاذ، يدخل الزائر في جدول زمني آخر ليس فيه إلا متعة الاستجمام الخاص، ولا يختلف اثنان على أن جزيرة السعديات أصبحت من أكثر العناوين اللافتة على قائمة السياحة الراقية في المنطقة. والأمر ينطبق بحذافيره على شاطئها الذي يمتد على طول 9 كيلومترات ويتلألأ عند أرقى البقع الحديثة لإمارة أبوظبي، فهو بلا منازع وجهة مثالية لقضاء العطلات. ومن الأيقونات البارزة فيه نادي الجولف المطل على مياه الخليج العربي ويعتبر أول ناد شاطئي من نوعه، ومارينا السعديات التي يتم تطويرها لتكون مركزاً للمرافق التجارية والخدمات الترفيهية في الجزيرة، ومن ضمنها المتحف البحري الذي يحتفي بالتراث البحري العريق في الخليج، لا سيما برنامج الحفاظ على بيئة شاطئ السعديات الذي يعتبر موطناً طبيعياً لتكاثر السلاحف البحرية التي تناسب مياهها حياة الدلافين. تتعدد الوسائل والمتعة واحدة الفجيرة والمنطقة الشرقية إبداعات على الرمال السيد حسن (الفجيرة) تحمل ذاكرة كل إنسان ذكريات ومواقف محددة تجاه الشواطئ، سواء كانت تلك الشواطئ محلية أو عالمية، وتظل الشواطئ تمثل للإنسان الراحة والاستجمام والنزوع نحو التفكر، ومحاولة تصفية ما علق بالذهن من مشكلات ومواقف ناجمة عن بيئات العمل المختلفة. وتقع أجزاء كبيرة من إمارة الفجيرة على شريط ساحلي ممتد لمسافة 70 كيلو مترا على بحر عمان، ويتخلل هذا الشريط الساحر بمقوماته البحرية مدينتي كلباء وخورفكان، إضافة إلى مدينة دبا الحصن الواقعة على آخر حدود هذا الشريط الساحلي مع سلطنة عُمان، حيث توجد دبا البيعة التابعة للسلطنة. وتعج شواطئ تلك المدن بالكثير من الجنسيات العربية والأجنبية أوقات العطلات الرسمية وفي المناسبات والأعياد، حيث يأتي إليها الكثير من المقيمين من أبوظبي ودبي والشارقة ورأس الخيمة، وعلى الرغم من أن الآلاف من مرتادي السواحل البحرية في الفجيرة هدفهم دائماً واحد هو البحر، فإن لكل واحد أو مجموعة طريقة مختلفة في الاستمتاع بهذا البحر الممتد بشواطئه وزرقته غير المعهودة كما في الفجيرة وكلباء وخورفكان ودبا الفجيرة. وجهة سياحية وبحسب آخر إحصاءات هيئة الفجيرة للسياحة والآثار ووفقاً لرئيسها الدكتور أحمد خليفة الشامسي، فإن عدد السياح الذين زاروا الفجيرة خلال العام الماضي تجاوز المليون سائح، 90% من بين هؤلاء السياح كانت وجهتهم الرئيسية الشواطئ البحرية سواء كانت داخل مضمار الفنادق الخمس نجوم أو الأربع نجوم أو الشواطئ الأخرى المتاحة أمام الجميع. يقول سعيد راشد على اليماحي الشاطئ يعني لي الكثير والكثير، لأن الشاطئ يعني البحر، والبحر في حد ذاته يعني مصدر الرزق الوحيد لنا، في وقت لم يكن لنا أي صنعة أو عمل سوى الصيد في زمن ما قبل النفط، وبالتالي إحساسي بجمال الشواطئ ليس مثل إحساس باقي الناس الذين يأتون خصيصاً للاستمتاع بالبحر وشواطئه، فالبحر والشاطئ بالنسبة لي هما الرزق، ودوماً كنت أخرج إليه للصيد. ويختلف الأمر لدى خليفة عامر الكعبي، حيث يقول نقصد البحر في المناسبات بالرغم من أنني أعيش في مدينة الفجيرة، ولكن في الأعياد والمناسبات والإجازات الطويلة نتفق أنا والأصدقاء على التخييم، حيث نأخذ كل احتياجاتنا الخاصة بالتخييم، ونحمل معنا جميع صنوف الطعام خاصة لحوم الشواء والأرز وغيرها، وبالطبع يكون الهدف الرئيسي للرحلة هو الاستمتاع بالبحر ومياهه، وأحياناً يقوم البعض منا بالغوص في أعماق البحر، والبعض الآخر يظل على الشاطئ يسبح ويستمتع بأجواء البحر الجميلة، ثم يقوم بعضنا بأعمال الطهي، حيث تبدأ رحلة الشواء اليومية، وهنا تقع وتحدث مواقف جميلة تخزن داخل الذاكرة ونظل نتندر بها لسنوات طويلة. ونحن نستمتع في هدوء يتناغم ويتماشى مع أجواء البحر الساحرة. أحلام على الرمال وتبقى السواحل برمالها البيضاء والصفراء أرضاً خصبة لخيال الصبيان والفتيات وحتى الأطفال الذين لم يتجاوزوا سن العاشرة، يأتون إلى شواطئ الفجيرة وخورفكان وكلباء ودبا ليس للاستمتاع بمياه البحر فحسب، وإنما الاستمتاع بالشاطئ أكثر، حيث يطلق هؤلاء خيالهم الخصب ليشكل أشكالاً مختلفة برمال الشاطئ. تقول مريم خميس 12 سنة البحر بالنسبة لي مخيف، أشعر بالرهبة الشديدة منه خاصة عندما تقترب مياهه بقوة نحو رمال الشاطئ، وأضيق منه كثيراً وقد أغضب وأترك الشاطئ، عندما يثور ويدفع بمياهه وزبده الأبيض تجاه أعمال النحت التي قمت بها في الرمال ليطيح بكل هذا في ثوان معدودة، وقد استغرق عمله ساعة أو ساعتين تقريباً، ولكن يظل هذا البحر في مخيلتي ثائرا تارة ولطيفا غاية اللطف تارة أخرى. ظاهرة فريدة يحتل شاطئ الفجيرة مساحة 50 كيلو متراً من الشاطئ الممتد على مسافة 70 كيلو متراً، بما فيها شواطئ خورفكان، وكلباء، ودبا الحصن، وتمر شواطئ الفجيرة، بدءاً من مدينة الفجيرة، ثم مناطق مربح وقدفع، ثم البدية وشرم ورول ضدنا وضدنا، ورول دبا، ثم شواطئ دبا الفجيرة. ولا زال الاستغلال الأمثل لشواطئ مدينة الفجيرة لم يصل إلى الحد المأمول، مقارنة بشواطئ مدينة دبا التي ينتشر على شواطئها العديد من الفنادق والمنتجعات الراقية، وتعد دبا من المناطق التي يؤمها الكثير من السياح العرب والأجانب والمحليين. وتنتشر على شواطئ الفجيرة في أوقات العطلات الكثير من الخيم التي تخص العائلات والرحلات الشبابية في ظاهرة فريدة. شاطئ دبا الفجيرة يعد هذا الشاطئ من الشواطئ الفريدة في المنطقة لكونه يجمع ما بين أغراض عدة أولها السباحة والغوص، حيث إن مياه دبا من أنقى وأصفى المياه على هذا الساحل، ثانياً يمكن التخييم عليه سواء على الشاطئ ذاته أو في البر القريب منه، حيث توجد مساحات وأماكن فسيحة لهذا الغرض. وتوجد أكثر من 6 فنادق ومنتجعات من فئة الخمس نجوم على هذا الشاطئ تقدم خدماتها وشاطئها لجميع النزلاء. الحنين إلى الماضي في كل حبّة رمل مياه بحر الخان الزمردية درّة الشارقة أزهار البياتي (الشارقة) من على شاطئ بحر الخان بالشارقة ومياهه الزمردية، وهي تهدر بأمواجها الفوارة لتداعب الرمال، يتدفق حديث الذكريات ومعه يرنو المواطن السبعيني «خليفة بن قصمول السويدي» إلى الأفق متأملاً ومستذكراً حنينه لزمن الماضي الجميل، وحيث كانت الشارقة ما زالت في بداياتها الأولى لعصر النهضة والعمران، مسترجعاً محطات من طفولته ونشأته آنذاك، والتي بقيت آثارها متشبثة في الذاكرة، ومتأصلة في أعماقها لتطفو أشواقها بين الفينة والأخرى، وتعود بصور وملامح من طبيعة الحياة على سواحل تلك المنطقة الاستثنائية من إمارة الشارقة، والتي لطالما ارتبط سكانها بعلاقة وطيدة مع البحر، معتمدين على خيراته وما يطرحه من رزق وثمار. جمال أخاذ وينتقي «بن قصمول» مقتطفات عن تلك الأيام، ويصفها: «أنا من مواليد الخان وقضيت كل عمري بين أحضان شواطئها ورمالها البيضاء النقية، والتي كانت تتميز بنظافة وجمال أخاذ، ممتدة بأفقها إلى النظر البعيد، ومحاطة بأمواج البحر المتلاطمة من ثلاث جهات، وهناك حيث قضينا أجزاء من طفولتنا ومرحنا مع بقية أقراننا من الفتيان والفتيات، عشنا معاً أجمل مراحل العمر، إذ تميّزت تلك الفترة من بدايات الستينيات من العصر الماضي بكونها محطة وسط، وحلقة وصل بين عهدين، وكأنها جسر يربط الأجيال، وكان البحر فيها هو عصب العيش وشريانه، ومحوره الذي تدور حوله أسباب الحياة كافة، حيث كنا نسكن على ضفافه، ونعتاش من خيراته، وتحط قواربنا على شواطئه، كما يحمل في أعماقه العديد من آمالنا، طموحاتنا، وأحلامنا في المستقبل». علاقة حميمية ولعلَّ العلاقة الحميمية والارتباط الوثيق بين البحر وأهل الخان لا تعد بالأمر الغريب أو غير المعتاد، فطالما افترشت شواطئه «عرائش» من خوص النخيل، لتحتضن الأسر والعائلات في مواسم القيظ والحر، مكونة بيوتاً صيفية مفتوحة ومرحبة في الهواء الطلق، مستغلة نسائمه العليلة في الترويح والاستجمام عن السكان، ويضيف بن قصمول: «قديماً كان هنالك أربعة فرجان في منطقة الخان عند المسجد الغربي، وبيوتها جميعاً مبنية من الحجر، ولكن في فصل الصيف يخرج أهل الخان للعيش والسكن على شاطئ البحر، وتبني كل أسرة منهم «عريشة» أو أكثر من سعف النخيل، ونحفر ضمنها بئر أو «طوي» - باللهجة المحلية - لاستخراج المياه الجوفية، واستعماله في مختلف الأغراض، وعادة ما تكون هذه الفترة من السنة متميّزة لحد بعيد، خاصة لفئة الأطفال بوجه خاص، ليقضوا من خلالها معظم يومهم باللعب والسباحة بين الأمواج، ويمارسوا عبرها العديد من ألعابهم الشعبية ومسابقاتهم وأنشطتهم الشاطئية، والتي يأتي ضمنها على سبيل المثال لعبة شعبية تسمى «التبة» شبيهة بلعبة «الكريكيت»، والتي تلعب بالعادة علي البحر «العود» أي الكبير، وتجمع فريقين من الأولاد قد يصل عددهم إلى ثلاثين فرداً، ليتقاذفوا فيما بينهم ومن خلال عصا خشبية كرة متوسطة الحجم مصنعّة من المعجون والخيوط والخرق، ويفوز الفريق الذي يصل بها لأبعد مسافة ممكنة». وقال: «كان البحر هو كل حياتنا ومعاشنا، تعلمنا السباحة فيه منذ نعومة أظفارنا، فنحن شعب نؤمن بأن ما يربطه البحر لا يفكه الزمن، ولقد رسمت أمواجه عالمنا بالأحلام، كما حفرت رماله آثارها على أقدامنا، ليشّكل فيما بعد حاضرنا ومستقبلنا، ويسكن في جوف كل منا كجزء حميم، يعاودنا له حنين لا ينتهي ولا ينطفئ له الشوق بتقادم الزمن». أمواج عجمان.. حضن دافئ يجمع زوار الشاطئ في زمن آخر ومرحلة مختلفة، يظهر لنا البحر بشكل جديد، وترتدي شواطئه حلة من المدنية والتطور العمراني، فنظرة واحدة إلى كورنيش عجمان تكفي لقراءة المشهد، حيث ترنو من على ضفافه مباني زجاجية شاهقة، تعكس على مراياها مدى ما وصلنا إليه من نهضة وتنمية خلال زمن قياسي، وتعبر عن واقع مشهود وملموس لبناء دولة نموذجية، ولكن بالرغم من كل ما يحيطنا من مظاهر الحداثة والارتقاء إلا أن البحر ما زال هو العنصر الأهم في هذه المعادلة، والمعنى الذي يختزل كل الكلام، وتبقى شواطئه وأمواجه هي الحضن الدافئ الذي يجمع كل الناس، من كل الأعمار والطبقات، مشكلاً بلونه الأزرق السرمدي والتحامه بفضاء السماء، زخرفة غاية في الإبداع والجمال، رسمتها أياد الطبيعة بكل فن واحتراف، ويعبّر عن هذه الصورة الخلابة «أحمد عمران» 38 عاما. فيقول: «نحن أهل الإمارات نشأنا على حب البحر، وتربينا على احترام قوانينه وطبيعته وطقوسه المتغيرة، كما نعلم متى وأين يستقبلنا مهللاً ومرحباً، وبحرنا بالعموم محاط بأجمل الشواطئ وأنظفها على الإطلاق، والتي تعتبر هي المتنّفس والرئة التي يتنفس منها السكان، فلا شيء يضاهي متعة نزهة عائلية على شاطئ الكورنيش في عطلة نهاية الأسبوع، حيث يلتقي الأطفال ببقية أقرانهم من الصغار، ويلعبون معاً بكل حرية وانطلاق، تحيطهم أجواء مفتوحة ورمال نقية، وطبيعة ساحرة تمنحهم فرصاً لاختبار العديد من الأنشطة البدنية كالسباحة ولعب الكرة الشاطئية مع غيرها الكثير من الأنشطة، بالإضافة إلى ما يوفره كورنيش عجمان من أماكن محددة لممارسة الشباب لبعض الرياضات البحرية كسباق الزوارق و«الجت السكي» أو ركوب الأمواج بالدرجات المائية، والتي يراقبها المارة والزوار من ضفاف الشاطئ عادة بكل متعة وتشويق». (الشارقة - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©