قامت شركة الدار العقارية بتأجير جميع الوحدات المتوافرة ضمن المرحلة الأولى من مشروع «موتور وورلد» بمنطقة الشامخة، والبالغ عددها 117 معرضاً للسيارات، بحسب مصدر مسؤول في الشركة.
وقال المصدر لـ «الاتحاد» إن معارض السيارات في أبوظبي، بدأت مؤخراً بإجراءات الانتقال إلى المشروع، موضحاً أن الشركة تعمل حالياً على تزويد المشروع بالعديد من الخدمات المساندة مثل البنوك والتأمين والمرافق الضرورية مثل المطاعم والمقاهي وغرف الصلاة.
وأكد أن الشركة تدعم تسهيل أعمال أصحاب المعارض لممارسة نشاطهم التجاري واستقبال عملائهم بشكل يومي، مشيراً إلى أن هناك العديد من المعارض التي بدأت تفتح أبوابها أمام الزوار من الجمهور.
ويقع موتور وورلد في الجهة الجنوبية الغربية من مطار أبوظبي الدولي في منطقة الشامخة، وتبلغ مساحته الإجمالية 3 ملايين متر مربع، ويوفر نحو 2700 موقف للسيارات.
وأسهم بدء نقل معارض السيارات من جزيرة أبوظبي، بتخفيف الضغط على المساحات المخصصة لمواقف السيارات، إذ باتت مواقع المعارض القديمة في شوارعها خالية من المركبات المكدسة.
ويشكل المشروع نقلة نوعية في قطاع تجارة السيارات في أبوظبي والانتقال به إلى مرحلة جديدة من شأنها أن تجعل من الإمارة مركزاً لهذه التجارة على مستوى المنطقة.
وأوضح المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن المشروع يهدف إلى إنشاء مدينة متكاملة تجمع تحت سقفها مرافق شراء وبيع وصيانة السيارات الجديدة والمستعملة، إلى جانب المرافق المساندة، بحيث يتمكن العملاء من تأمين جميع الاحتياجات المتعلقة بسياراتهم، بما في ذلك خدمات التمويل والتأمين والتسجيل.
وأكد أن فكرة مشروع «موتور وورلد» تطرح إمكانية جعل تجربة شراء وبيع السيارات تجربة متكاملة، بما توفره من خدمات ومرافق وتسهيلات متنوعة تصلح لجميع أفراد العائلة.
ارتفاع الإيجارات
من جانبهم، رحب عدد من أصحاب معارض السيارات، بالانتقال إلى مدينة «موتور وورلد» للسيارات، مؤكدين أن المشروع يتميز بالجودة العالية في الخدمات المقدمة.
وقال يوسف أبوسلطان المدير التنفيذي بشركة ذا بست كارز إن الشركة استأجرت مؤخراً معرضاً للسيارات في «موتور وورلد»، وتباشر حالياً إجراءات الانتقال للمعرض الجديد.
وأكد أن إنشاء مدينة متخصصة تجمع كل ما يتعلق بالسيارات، يعد فكرة متميزة وعصرية، لاسيما أن الخدمات المقدمة في المدينة تتميز بالجودة العالية.
ولكن التجار يترقبون في الوقت الراهن أداء القطاع والمبيعات بعد الانتقال إلى الموقع الجديد، ويواجهون صعوبات في المواصلات، للوصول إلى الموقع.
وقال أبوسلطان «هناك بعض الصعوبات، فالمشروع يقع خارج أبوظبي، وبالتالي فإن أصحاب المعارض يواجهون مشاكل في النقل، بعض العاملين اضطر إلى تغيير محال سكنهم، للإقامة بالقرب من المشروع، ناهيك عن ارتفاع أسعار الإيجار بالمشروع».
وأضاف أبو سلطان «كنت أدفع 60 ألف درهم في المعرض القديم، واليوم يبلغ الإيجار السنوي 168 ألف درهم».
ومن جانبه، أكد يوسف بكري المدير التنفيذي للمبيعات في معرض مسعود حارب للسيارات، أن المشروع يقع في منطقة متميزة، ويمكن أن تمثل عامل جذب رئيسي للعملاء المقيمين في المناطق المحيطة بالمشروع، فضلاً عن المقيمين كذلك بدبي والعين.
ورغم ذلك، فإن أصحاب المعارض يترقبون حالياً أداء السوق خلال الفترة المقبلة.
وقال بكري «هناك العديد من التخوف من تحمل المعارض لخسائر مالية بعد هذه الخطوة، لاسيما في ظل زيادة التكاليف مع ارتفاع أسعار الإيجار إلى نحو 168 ألف درهم سنوياً، في حين تصل إيجارات بعض المعارض القديمة داخل أبوظبي إلى نحو 40 ألف درهم».
وقال بكري إن نقل المعارض خلال هذه الفترة تحديداً يزيد المخاطر، حيث تتسم فترة الصيف بركود النشاط، تزامناً مع موسم الإجازات والسفر، مؤكدا أهمية تقديم تسهيلات للمعارض خلال السنة الأولى من الانتقال للمشروع، لحين التأكد من تحسن النشاط.
بدوره، أكد طارق الجبوري مسؤول المبيعات في معرض الصحراء للسيارات ضرورة إنجاز جميع الخدمات المساندة بالمشروع مع انتقال المعارض، لاسيما تلك المتعلقة بخدمات فحص السيارات وإجراءات المرور، بخلاف المطاعم والمقاهي. وقال الجبوري «بخلاف ارتفاع أسعار الإيجار بالمشروع، فإن هناك حالة تخوف بين أصحاب المعارض من تردد العملاء المتواجدين داخل أبوظبي في التوجه إلى «موتور وورلد»، نظراً لبعد المسافة».
حملات تفتيشية
السبت الماضي، بدأت دائرة التنمية الاقتصادية بأبوظبي تنفيذ حملة على جميع معارض السيارات المستعملة التي لا تزال في جزيرة أبوظبي للتأكد من انتقالها بشكل نهائي إلى مدينة موتور وورلد، وذلك بعد انقضاء المهلة المحددة للانتقال يوم 31 مايو الماضي.
ووجهت الدائرة إخطارات لجميع معارض السيارات المرخصة في جزيرة أبوظبي، للانتقال إلى خارج الجزيرة، وتحديداً إلى المرحلة الأولى من مشروع موتور وورلد، حيث أكدت أنها ستقوم بتجديد تراخيص المعارض التي تبادر بالانتقال قبل نهاية الفترة المحددة.
وأفادت أنه تم إخطار أصحاب المعارض الذين لم يبادروا بإبرام عقود إيجار مع شركة الدار العقارية، المطور الرئيسي لمشروع موتور وورلد، والبالغ عددهم 26 معرضاً، بضرورة حجز مواقعهم ضمن المرحلة الأولى للمشروع، وإزالة سياراتهم المعروضة ومكاتبهم واللوحات الإعلانية من مواقعها القديمة.
ووضعت دائرة التنمية الاقتصادية عدداً من الخيارات أمام هذه المعارض من أهمها تعديل نشاط المنشأة الحالي إلى تجارة الشاحنات والحافلات مع الالتزام بالانتقال إلى منطقة مصفح الصناعية، أو تغيير نشاطها إلى أنشطة تجارة أخرى تتناسب مع الأنشطة التجارية في شارع المطار في أبوظبي، وكذلك تعليق الترخيص التجاري للمنشأة لمدة سنتين مع الالتزام بإخلاء المحل التجاري وإزالة اللوحة الإعلانية.
وبشأن المعارض التي أبرمت عقود إيجار مع شركة الدار في مدينة «موتور وورلد»، أوضحت الدائرة أنه تم توجيه جميع المستأجرين بضرورة نقل السيارات كافة الموجودة أمام معارضهم القديمة بشارع المطار فوراً إلى الموقع الجديد بمنطقة الشامخة، حيث سيتم تحرير مخالفات في حال عدم تنفيذ هذه القرارات.
وأشادت الدائرة بتجاوب أصحاب المعارض مع قرار دائرة التنمية الاقتصادية بنقل المعارض إلى مدينة «موتور وورلد»، مما كان له كبير الأثر في مساهمتهم في المحافظة على مظهر المدينة وتفعيل رؤية الدائرة في تطوير وتنمية نشاط بيع وشراء السيارات المستعملة في موقعها الجديد بالشامخة.
ويتوقع أن يضم «موتور وورلد» عند إنجازه بالكامل نحو 300 معرض للسيارات المستعملة، و40 معرضاً لوكالات السيارات الجديدة، ومن المرجح أن تستوعب منطقة المشروع نحو 35 ألف شخص بعد اكتمال جميع المراحل بما فيها المنطقة السكنية.
وتمنح ساحة تجربة السيارات متعددة الاستخدامات المخصصة لسيارات الصالون والمركبات ذات الدفع الرباعي بموتور وورلد الفرصة للعملاء بتجربة مركباتهم قبل إتمام إجراءات الشراء، كما يوفر لوكالات البيع فرصة لإقامة الفعاليات المختلفة وغيرها من أنشطة التدريب المتعددة لموظفيها.
عدد اليوم
