الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«المالح» يشكو غياب المهارة وضعف جودة الصنعة وتدخل الآسيويين

«المالح» يشكو غياب المهارة وضعف جودة الصنعة وتدخل الآسيويين
26 يوليو 2018 22:37
محمد صلاح (رأس الخيمة) أكد عدد من التجار في رأس الخيمة أن تراجع الإقبال على شراء «المالح» في السوق المحلي بالإمارة، جاء انعكاساً طبيعياً لدخول وسائل التواصل الاجتماعي على خط الترويج لهذه المنتجات على مستوى الدولة، مشيرين إلى أن الأسعار المتدنية التي يتم عرضها في هذه الوسائل لا تغطي تكلفة صناعة «المالح» في الوقت الحالي بالطرق التقليدية كونها أصبحت مكلفة مقارنة بالسابق نظراً لأجور الأيدي العاملة وإيجار مستودعات التخزين بالإضافة لأسعار الأسماك التي سجلت ارتفاعات كبيرة خلال السنوات الماضية. وقال علي خالد أحد تجار المالح في رأس الخيمة إن هذه المهنة بدأت تتراجع حالياً مقارنة بالسنوات الماضية، فحالياً لا يوجد إلا حوالي 20 تاجراً متخصصاً في صناعة المالح بالطرق التقليدية، والبقية يقومون بهذه الصناعة في بيوتهم وتراجعت أعدادهم أيضاً. وأضاف: هناك عوامل عديدة ساهمت في تراجع هذه الظاهرة حالياً في مقدمتها دخول وسائل التواصل الاجتماعي على خط الترويج للمالح، وهذه الوسائل أصبحت الأقرب للجمهور، لكن المشكلة أن العديد من الدخلاء على هذه المهنة دخلوا في عمليات الاتجار والصناعة والنقل، لافتاً إلى أن الكثيرين من العاملين في تلك المهنة التراثية لا يزالون متمسكين بالطرق التقليدية لهذه الصناعة التي اشتهرت بها إمارة رأس الخيمة في السابق، وكانت تصدر هذا المنتج للعديد من الدول قبل تراجعها مؤخراً. وتابع: هناك ثلاثة أنواع من الأسماك تستخدم في صناعة المالح على مستوى كبير في مقدمتها القباب ثم الخباط والكنعد، ولو نظرنا لأسعار هذه الأسماك طازجة حالياً فالقباب كان خلال الفترة الماضية بسعر حوالي 45 درهماً للسمكة الواحدة، وتباع القطعة من المالح بسعر يتراوح بين 20 25 درهماً، وكانت هذه الأسعار في السابق تتراوح بين 10 25 درهماً، مشيراً إلى أن الخباط ارتفع سعره خلال الفترة الأخيرة ليصل سعر السمكة الواحدة في موسم الذروة لحوالي 80 درهماً. وأضاف: لدينا زبائن على دراية كبيرة بصناعة المالح ويشترون فقط من التجار المواطنين الذين يلتزمون بأصول هذه المهنة التي تحتاج لجهد كبير للحفاظ على قيمتها وطعمها وسلامتها، خاصة بعد اعتماد البعض على الأصباغ والبهارات التي تساهم في نضح الأسماك في فترة قليلة. من ناحيته أكد علي إسماعيل الشحي أقدم تاجر ومصنع للمالح في رأس الخيمة أن المبيعات تراجعت في الوقت الحالي مقارنة بالسنوات السابقة نظراً للعديد من العوامل، وفي مقدمتها ارتفاع أسعار الأسماك، ووجود الكثير من منافذ البيع الأخرى في الأسواق المجاورة، والتي كانت تعتمد في السابق على سوق رأس الخيمة كمصدر رئيسي للمالح، لافتاً إلى أن الكثير من الزبائن يفضلون أسماك القباب، الكنعد، الصدى، البياح، بالنسبة للمالح وهي مناسبة للصناعة أيضاً، مشيراً إلى أن عملية التصنيع تستمر حوالي 80 يوماً من بدء تقطيع الأسماك ووضعها في الملح حتى نضجها وبيعها للزبائن. وأكد أن تراجع جودة المالح المعروض في بعض الأسواق يعود للدخلاء على هذه المهنة الذين ليس لديهم الخبرة الكافية بهذه الصناعة، حيث توجد إضافات كثيرة على تلك الصناعة الهدف منها تقصير فترة التصنيع، مشيراً إلى أن بعض تجار الأسماك الآسيويين هم السبب الرئيسي وراء تراجع صناعة المالح خلال الآونة الأخيرة بسبب قلة الخبرة، وعدم العناية باختيار الأسماك الجيدة والأواني الملائمة، التي يتم فيها حفظ هذه الأسماك بالإضافة إلى استخدام بعض الصبغات في عملية التصنيع. وقال سعيد محمد تاجر مالح: إن هناك عدداً قليلاً من التجار والصيادين المواطنين يعملون في المهنة اليوم ومعظم إنتاجهم يباع خارج الإمارة، وخاصة في أبوظبي ودبي والشارقة نظراً لجودته العالية وأسعاره المعقولة، مشيراً إلى أن ضعف المردود من هذه المهنة حالياَ وراء هجر العديد من الصيادين لمهنة تصنيع المالح خاصة مع ارتفاع أسعار الأسماك، لافتاً إلى أن غير المتخصصين في هذه الصناعة لديهم تجاوزات تنعكس بشكل مباشر على الطعم الذي تغير نظراً لوجود بعض الإضافات المتمثلة في الأصباغ التي تستخدم في بعض الأطعمة، كما أن هناك تجاوزات متعلقة بجودة الأسماك التي يجب أن تنظف ويتم شقها في نفس يوم صيدها قبل وضعها في الملح بطريقة صحيحة، وفي أوان نظيفة ومعقمة ثم حفظها في مكان جيد التهوية لمدة ثلاثة أشهر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©