حاتم فاروق (أبوظبي)
قالت اليازيه الكويتي، مدير دائرة استثمارات الاستكشاف والإنتاج والنقل والطاقة في شركة الاستثمارات البترولية الدولية «آيبيك»: «إن المجموعة تراجع وتقيّم وتراقب مختلف القرارات الاستثمارية للشركات التابعة لها، من خلال المساهمة في تحسين شروط العقود والأعمال في قطاع المصافي والتكرير في تلك الوحدات المنتشرة حول العالم».
وأكدت الكويتي، خلال مائدة مستديرة عقدت أمس على هامش فعاليات اليوم الثاني لمعرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول «أديبك 2016» أن «آيبيك» اعتمدت استراتيجية جديدة للاستثمار طويلة الأمد للشركات التابعة لها تمتد إلى 2030 عبر وجودها الفعال في مجالس إدارات تلك الشركات للمساعدة في اتخاذ القرارات التي تواكب استراتيجيات وخطط الشركة الأم.
وأعربت عن التزام «آيبيك» دعم شركة النفط والغاز «سيبسا» التابعة لها، لتطوير أعمالها في منطقة الشرق الأوسط، انسجاماً مع رؤية دولة الإمارات واستراتيجية المجموعة في بناء قيمة مضافة، وخلق فرص التكامل ضمن الاستثمارات الدولية، مؤكدة أن «آيبيك» أجرت بالفعل تحسينات كبيرة في خطط «سيبسا»، خصوصاً فيما يتعلق بمراجعة التكلفة التشغيلية، واعتماد نهج الأعمال المتكامل من خلال تعاونها مع الشركاء المحليين، وفي مقدمتهم شركة «أدنوك».
وأضافت الكويتي أن «آيبيك» تتبع نموذج الشراكة مع الشركات التابعة لها في مختلف بلدان العالم لتعزيز النمو المستدام في هذه الكيانات الدولية، وتحاول في المقابل الاستفادة من الممارسات الإدارية والتشغيلية المتبعة عالمياً، ونقل الخبرات إلى الوحدات المحلية العاملة في مجال الإنتاج والاستكشاف والتكرير، خصوصاً الوحدات العاملة بالتعاون مع شركة «أدنوك».
وأشارت الكويتي إلى أن «آيبيك» مستمرة في عقد الاجتماعات والمناقشات مع شركاتها التابعة لتقييم بعض المنصات البحرية والبرية، بالتعاون مع «أدنوك»، مع تحسين شروط العقود المبرمة، للوصول إلى أفضل النتائج فيما يتعلق بجودة الإنتاج والاعتماد على التكنولوجيا المتقدمة المستخدمة في إنتاج المواد الأولية.
وقالت مدير دائرة استثمارات الاستكشاف والإنتاج والنقل والطاقة في «آيبيك»: «ساهم نموذج الأعمال المتكامل لـ«سيبسا» في مساعدتها على التكيف مع الانخفاض الحاصل في أسعار النفط، خصوصاً بعدما قلصت النفقات التشغيلية بنحو 30?. وبفضل استنادها إلى التكنولوجيا والابتكار، أصبحت الشركة مؤهلة للاستفادة من إرثها العريق من أجل تعزيز حضورها في منطقة الشرق الأوسط وغيرها من الأسواق ذات معدلات النمو المرتفعة».
وتأسست شركة النفط والغاز الإسبانية «سيبسا» في العام 1929، فيما استحوذت «آيبيك» في العام 1988 على حصة مهمة في أسهم الشركة مما ساهم في تعزيز نموها وتطورها في منطقة الشرق الأوسط حتى استحوذت عليها بالكامل في العام 2011.
وتعمل «سيبسا» اليوم على مشاريع التنقيب والاستخراج في منطقة الشرق الأوسط بالتعاون مع شركة التكرير اليابانية «كوسمو»، وتدير العديد من عمليات التخزين في الفجيرة، ولها أيضاً مكاتب تجارية في دبي وأبوظبي، إضافة إلى شراكتها مع «آيبيك» في مشاريع تشمل وحدات أعمالها في مجالات التكرير، والكيماويات، والغاز والطاقة، والاستكشاف والإنتاج.
وأشارت الكويتي إلى أن الاستثمارات الذكية التي تنوي «سيبسا» الدخول فيها خلال الفترة المقبلة ستعزز من وجودها في الأسواق العالمية، خصوصاً في أسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والهند والصين، فضلاً عن تعزيز نمو وحدات التابعة للشركة في أسواق أميركا اللاتينية، مؤكدة أن «آيبيك» تعكف في الوقت الراهن على دراسة مختلف العقود والأعمال في قطاع المصافي والتكرير من خلال مراجعة وتقييم ومراقبة مختلف القرارات الاستثمارية للوحدات التابعة لها المنتشرة حول العالم.
وأوضحت الكويتي أن «آيبيك» أصبحت اليوم شركة رائدة تمتلك أصولاً بقيمة تتجاوز 58 مليار دولار تتوزع على محفظة مؤلفة من نحو 20 شركة تعمل في 30 بلداً حول العالم، مؤكدة أن محفظة عمليات المجموعة في قطاعات التكرير والتوزيع تلعب حالياً دوراً أساسياً في تزويد المستهلكين بالمنتجات البترولية يومياً، وذلك يشمل تكرير وتوزيع منتجات النفط والغاز، والبتروكيماويات، وتوزيع الوقود، والمواد البلاستيكية.
وأضافت: «تملك «آيبيك» سجلاً حافلاً بالعمليات الناجحة، ومن ضمنها زيادة حصتها الأولية البالغة 10% في أسهم شركة الطاقة الإسبانية «سيبسا» لتصبح اليوم مملوكة لنا بنسبة 100%»، لافتة في هذا الصدد إلى الشراكة في تطوير بعض المشاريع المحلية الأكثر أهمية في دولة الإمارات العربية المتحدة، مثل مشروع «الإمارات للغاز الطبيعي المسال» ومشروع خط أنابيب أبوظبي للنفط الخام «أدكوب».
مشاريع «سيبسا» في المنطقة تخرجها من الانكماش
توقع بيدرو ميرو، الرئيس التنفيذي لشركة النفط والغاز الإسبانية «سيبسا»، المملوكة بالكامل لشركة الاستثمارات البترولية الدولية «آيبيك»، أن تقلص الشركات الدولية العاملة في قطاع الطاقة استثماراتها في المشاريع الجديدة، بواقع تريليون دولار بين عامي 2015 و2020. وأرجع ميرو هذا النهج الاستثماري الجديد للشركات الدولية إلى تراجع أسعار النفط في الأسواق العالمية، مؤكداً أن تراجع الاستثمار في قطاع الطاقة الدولي لن يستمر طويلاً، وأن إعادة هيكلة استراتيجيات الاستثمار في قطاع الإنتاج والاستكشاف مرهون بعودة التوازن إلى أسواق النفط الدولية.
وقال: «نحن حريصون في سيبـسا على أن نتحلى بالواقعية وبعـد النظر من الناحية التكتيكية من خلال إقامة علاقات راسخة مع شركائنا عبر كامل سلسلة القيمة. وانطلاقاً من ذلك، نعمل على عدد من المشروعات في منطقة الشرق الأوسط، لضمان خروج سيبسا من حالة الانكماش المستمر، مشيراً إلى أنها
تعتزم إقامة عدد من المشاريع، بالتعاون مع شركائها في أبوظبي والشرق الأوسط، بما يتماشى مع سعيها لتعزيز حضورها في قطاع الأعمال في المنطقة ، ولفت إلى أن نهج الأعمال المتكامل الذي تتبعه «سيبسا» في الوقت الراهن ساهم في تجاوز الشركة واحدة من أكثر الفترات اضطراباً في تاريخ القطاع.
عدد اليوم
