لأننا ساخرون، ينبغي أن نؤخذ على محمل الجد، صحيح أننا نغلف «جدنا» بالكثير من الفكاهة والمزاح، لكننا نفعل ذلك، لذات السبب الذي يضعون فيه الدواء المر مغلفاً بمواد سكرية حلوة، حتى يسهل تذوقها وابتلاعها.
الكلمات التالية هي لكاتب عالمي ساخر هو الأميركي مارك توين (1835 - 1910)، وقد عمل توين في بداية حياته عاملا في مطبعة، بعد وفاة والده، وبدأ من هناك يكتب الاسكتشات الساخرة في جريدة هانيبال التي كان يملكها شقيقه، وفي سن الـ18 ترك العمل وتنقل في المدن الكبرى، وشرع يعلم نفسه عن طريق ارتياد المكتبات العامة في الفترة المسائية مكتشفاً منهلاً من المعرفة، لم يكن ليصل إليه لو التحق بالمدارس التقليدية.
وقد عمل مارك توين في عدة مهن في البحر حتى وصل إلى مرتبة قائد سفينة بخارية في نهر الميسسبي، وأقنع شقيقه هنري بالعمل معه ذات المهنة، وقد مات هنري في حادثة انفجار السفينة البخارية «بنسلفانيا». وحمل توين إحساسه بالذنب والمسؤولية عن مصرع شقيقه طوال حياته، لكنه ظل يعمل في النهر إلى أن اندلعت الحرب الأهلية الأميركية عام 1861، وتوقفت الملاحة في الميسسبي.
وفي سنة 1906 بدأ توين ينشر سيرته الذاتية في جريدة «نورث أميركان ريفيو»، وفي سنة 1907 منحته جامعة أكسفورد درجة الدكتوراه الفخرية في الآداب.
وقد اخترت لكم هنا بضعة مقولات لساخرنا العظيم مارك توين، تحتاج كل واحدة منها إلى فترة صمت وتأمل، قبل الانتقال فعلاً إلى المقولة التالية، وأنقلها هنا بلا تدخل مني:
? أن تحنث بالوعود، خير من أن لا تعطيها.
? من الأفضل أن تظل صامتاً، فيشك الناس أنك أحمق، من أن تتكلم فتزيل أي شك.
? اشتر أرضاً، فهم لم يعودوا يصنعونها ثانية.
? الحضارة هي نتيجة تراكم الاحتياجات غير الضرورية.
? الثياب مهمة جداً، فالناس العراة ليس لهم دور مؤثر في المجتمع.
? لا تدع المدارس تفسد تعليمك.
? لا تحك قصصاً عن براعتك في صيد السمك أمام أناس يعرفونك، والأهم ألا تحكيها، حيث يوجد ناس يعرفون السمك.
? لا يكون الإنسان صادقاً في حياته، إلا عندما يعترف بأنه كذاب.
? الرجل الذي يحمل قطة من مخالبها يتلقى درساً لا يمكن تعلمه بطريقة أخرى.
? كل ما تحتاج إليه هو الجهل والثقة بالنفس، وسوف يكون النجاح حليفك.
? الرجل الذي يعرف القراءة ولا يقرأ، لا يملك أي ميزة عن الذي لا يعرف القراءة أصلاً.
? الغضب، حمض يؤذي الوعاء الذي يحفظ فيه، أكثر من أي شيء يصب عليه.
? كن حذراً وأنت تقرأ الكتب الطبية، ربما تقتلك غلطة مطبعية.
? كمثال للآخرين على السيطرة على النفس، صممت أن لا أدخن وأنا نائم أبداً، ولا أمتنع عن التدخين أبداً وأنا متيقظ، والأهم أن لا أدخن إلا سيجارة واحدة في ذات الوقت.
? هناك أساليب كثيرة تحملك على مقاومة الإغراء، لكن أقواها هو الجبن.
? رفض الجوائز هو طريقة أخرى لقبولها بقدر أكبر من الضجيج.
? لا أريد التورط في الحديث عن الجنة والنار، فلدي أصدقاء كثر في الجانبين.
? لم أتمكن في حياتي من رؤية الفرص، إلا عندما تكف عن أن تكون كذلك.
? لا تعتقد أن الكون مسؤول عن إطعامك، الكون ليس مسؤولاً عن أي شيء، فقد جاء إلى هنا قبلك.
يوسف غيشان
ghishan@gmail.com
عدد اليوم
