عمر الكعبي: الاستمتاع بالفشل بداية النجاح

هناء الحمادي (العين ) - «الفشل» كلمة نحاول الابتعاد عنها فهي تؤثر وتحطم ما بداخلنا من آمال وطموحات وأحلام. لكن بالرغم من ذلك يستطيع الإنسان من خلاله أن يحقق هدفه، إذا امتلك الإصرار والعزيمة للتغلب عليه. فقد يكون نقطة انطلاق للنجاح وتحقيق الأحلام. عن ذلك يقول عمر فرحان الكعبي، المستشار في التنمية البشرية والذاتية «الجميع يمر بالفشل والكثير يعتبره نقمة على الإنسان أو حالة من السواد في الحياة، رغم أن البعض يستمد منه القوة لتحقيق أهدافه». موضحا «ليعلم الجميع أن الفشل هو مرحلة ومن لم يمر بها لا يمكن أن ينجح ويكتشف ذاته، باعتباره هزيمة مؤقتة تخلق فرص النجاح، لذلك على الجميع ألا يخشاه بل يستغله ليكون جسرًا نحو النجاح، فالوحيد الذي لا يفشل هو من لا يعمل، وإذا لم تفشل فلن تجتهد والفشل هو فرص وتجارب، لا يجب أن نخاف منه ولا نترك محاولة فاشلة تصيبنا بالإحباط». جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها الكعبي في دار التربية الاجتماعية للفتيات بأبوظبي، التابع لإدارة الحماية الاجتماعية بوزارة الشؤون، ضمن دورة تدربية تحت عنوان «الاستمتاع بالفشل». وحتى نستطيع الاستفادة من مواقف الفشل يقول الكعبي»لابد من عدم جعله حجر عثرة أمام تحقيق الأهداف والطموحات. ولابد من إبعاد الأفكار السوداوية، التي من شأنها أن تقلل من عزيمة الشخص. كما أن التجارب والمواقف التي تواجهنا مع تقدم العمر تتراكم في عقولنا وقلوبنا، وتأتي على شكل خبرات نستفيد منها على مر السنين وهذه يمكن أن نقدمها للآخرين على شكل نصائح وإرشادات. إضافة إلى كل هذا فلابد للإنسان أن تكون حكمته الدائمة في الحياة لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس» . ويضيف الكعبي «ابدأ من حيث انتهى الآخرون، ففي حياة الناجحين المتميزين المبدعين ليس هناك شيء اسمه «فشل»، إنما هي تجارب وخبرات، فكل سقوط تجربة، وكل وقوع خبرة، لذلك انطلق من حيث انتهيت واستفد مما سبق». من جانبها أكدت منال حسن الاخصائية الاجتماعية أن هذه الدورة نظمت وفق الخطة الاستراتيجية لإدارة الحماية الاجتماعية لوزارة الشؤون الاجتماعية، والتي تسعى لتأهيل الفتيات من الجانب النفسي والاجتماعي واكسابهن العديد من المهارات التي تساعدهن في المستقبل، وتفعيل دمجهن في المجتمع. وقالت منال «بلغ عدد حضور الدورة 40 فتاة من نزلاء الدار. ناهيك عن ذلك فقد استفاد الحضور من المحاضرة التي ألقاها عمر الكعبي، والتي كان محورها يتطرق إلى كيفية الاستمتاع بالفشل وكيف يمكن أن نتعلم من تجارب الآخرين ونصبح ناجحين في حياتنا العلمية والعملية بجانب اكتشاف الذات ومعرفة القدرات والمهارات، وكيف يمكن أن نخرج من دائرة الفشل، ونستمتع به». وأوضحت منال «خلال المحاضرة ذكر الكعبي العديد من قصص الفاشلين الذين استطاعوا أن يحولوا فشلهم إلى نجاح، وشملت الدورة أيضا بعضاً من التمارين الذهنية والحركية حول كيفية الاستمتاع بالفشل».