السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الثورة الخضراء «سراب» والشعوب في قفص الاتهام بالتلوث البيئي

الثورة الخضراء «سراب» والشعوب في قفص الاتهام بالتلوث البيئي
9 يونيو 2013 19:57
شهد العالم منذ الستينيات والسبعينيات موضوعين دوليين مهمين هما، الثورة الخضراء والتلوث البيئي، وجعل هذان الموضوعان العالم أمام مسؤولياته وأمام التحديات، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من البيئة التي تلوثت، بالإضافة إلى الجفاف والتصحر العالمي، هذا ما أكده نائب مدير جامعة الشارقة للشؤون الأكاديمية، رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، الدكتور حميد مجول النعيمي، مشيراً إلى أنه تم تطبيق مفهوم الثورة الخضراء من خلال أساليب تشجع استخدام المخصبات والمبيدات الحشرية، فاعتبرت سراباً رغم ما حققته من محاصيل زراعية وفيرة الإنتاج. (دبي) - رغم الحملات العالمية الإعلامية التي تنادي بالعودة للطبيعة، لم يستيقظ الضمير العالمي من سباته، حتى أصبحت هذه الأصوات لا تسمع ونداءات الشعوب باتت روتينية، وسط كثرة القرارات. وفي هذا الشأن وغيره فيما يتعلّق بالبيئة وما لها وما عليها، يقول نائب مدير جامعة الشارقة للشؤون الأكاديمية الدكتور حميد مجول النعيمي، إن منظمات حماية البيئة في كل بلدان العالم تضع الشعوب في قفص الاتهام، متهمة إياها بأنها المسببة لتلوث بيئاتها، وبأنها سبب تلاحق الأضرار البيئية أينما كانت، لكن مقاومتها أكبر من قدراتها، لأن عالمنا أصبح موبوءاً بشتى الملوثات، التي بدورها تعددت مصادرها وأشكالها وأساليبها، بعدما تغلغلت في الطعام، والهواء، والماء، والتربة، والمياه الجوفية في كل أنحاء العالم، والكل الآن منهمك في المطالبة بالتعاون والإنفاق السخي لاستعادة حالة كوكبنا، لما كان عليه من نقاوة ونظافة بيئية، أو نعيد له التوازن الحيوي والمناخي والصحي داخل المنظومة البيئية، فطالما يوجد من يلوث البيئة بهدف الإثراء السريع، فإن البيئة لن تستعيد نقاوتها، بل ستتدهور صحتها وهيئتها وهيبتها، بل وستفقد تراثها الحيوي والطبيعي. مفهوم البيئة وأوضح أن موضوع الثورة الخضراء أطلق أملاً لإحياء الأرض، واستحدث مفهوم البيئة المبتكرة لمضاعفة إنتاجية الطعام، وانتشال دول العالم الثالث من المجاعات والفقر القاسي، إلا أن هذه الثورة اتبعت في آلياتها تشجع استخدام المخصبات الصناعية والمبيدات الحشرية، وتبين أن الثورة الخضراء « سراب» رغم أنها حققت إنتاج محاصيل زراعية وفيرة، وكان ظاهرها الرحمة بالبشر، لأن دعوتها أسفرت عن مضاعفة المحاصيل والغذاء، وكانت هناك نشرات الدعاية والترويج لمنتجات الشركات الكبرى المنتجة للمبيدات والمخصبات. ولفت إلى أن كل ذلك كان له خطورة على البيئة لأنها منتجات خلفت التلوث والسموم وضاعفت السرطانات والفشل الكلوي، وغيرت من الجينات في معظم الكائنات الحية النباتية والحيوانية، ففشل موضوع الثورة الخضراء بعدما تصدت له الموضوعات البيئية، التي قامت بها الجمعيات والمؤسسات العلمية الأهلية بكل العالم، بالإضافة إلى النداء بالعودة للطبيعة وإنقاذ الأرض، حتى أصبحت حماية البيئة مسؤولية شعوب قبل أن تكون مسؤولية رسمية، فالشعوب تتصايح هلعاً وخوفاً، والمؤسسات العلمية والتقنية تقبل أكثر على الأبحاث والدراسات، ومنظمات حماية البيئة العالمية تسرع في إبرام البروتوكولات والاتفاقيات. البيئة النظيفة وقال إن كل ذلك من أجل تحقيق برامج البيئة النظيفة والتنمية المستدامة على الأرض، في حين تزداد الأرض حرارة وتلوثاً، منذ مطلع الثورة الصناعية والتكنولوجية، وحتى هناك دوماً أسئلة، مثل تنتهي مشكلة الاستنزاف البيئي؟، ومتى يتم تنفيذ اتفاقيات حماية البيئة بالدقة المطلوبة والحصول على نتائج مطمئنة؟. وبالنسبة للأخطار التي من الممكن أن تحدث في حالة ارتفاع معدل الحرارة درجتين، فقد حددها تقرير منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «الفاو» في النقص الكبير بالمحاصيل الزراعية في الدول المتقدمة والنامية، مع حركة تهجير كبيرة لسكان شمال إفريقيا، وتعرض 2.8 مليار شخص لنقص المياه، وخسارة 97 % من الشعب المرجانية وانتشار مرض الملاريا في إفريقيا وشمال أميركا، ومن الواضح بأن الثورة الصناعية و التكنولوجية، وما حملته من تقدم صناعي وتطور تقني، أسهمت كثيراً في إحداث ذلك الخلل المشار إليه في النظام البيئي، والذي تسبب في إحداث ضغوط هائلة على التوازن العام. نقطة تحول وعلى سبيل المثال، فوفقاً لما ذكره الدكتور حميد مجول النعيمي فإن مؤتمر الأمم المتحدة الذي أنعقد في مدينة ستوكهولم بالسويد في عام 1972، كان نقطة تحول كبيرة في إحداث التغير الكبير نحو النظرة والاهتمام بجدية بالغة بالشأن البيئي العالمي، وبموجب ذلك بدأت الدراسات المتصلة بالسياسات العامة التي تعالج المشكلات المجتمعية، تنزع نحو الاهتمام بالعالم الطبيعي، وبات الاهتمام بالعالم الذي نعيش فيه واحداً من أبرز اهتمامات البشرية الآن، واكتسبت قضايا البيئة أهمية متزايدة في الاقتصاد والسياسة العالمية، وبناءً على ما تقدم، فقد برزت الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تطوير التفكير في قضايا البيئة، وجعلها من الأولويات على المستويات المحلية والوطنية في مختلف بلدان العالم. وقال: مع تنامي الاهتمام بإدارة السياسات البيئية الوطنية، فقد برز مفهوم الإدارة البيئية الوطنية المتكاملة، الذي أصبح يُشار إليه على أنه يمثل ذلك النسق الإداري العام المتكامل داخل الدولة، الذي يتحقق من خلال الالتزام بتطبيقه للوصول إلى التنمية المستدامة في داخل الدولة، حيث تتحقق الإدارة البيئية من خلال التعرف الصحي على الموارد المتاحة. إضاءة تماشياً مع التفكير البيئي العالمي، بدأت دول العالم الإحساس بخطورة الظاهرة البيئية على المستويات الوطنية والدولية، خاصة أن الدول تسعى إلى إحداث التنمية الشاملة، وتحديداً للدول النامية التي أخذت تنتهج طريق التصنيع في بدايات مشوارها التنموي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©