الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

عواقب الاستثمار في العلاقة مع تيارات الإسلام السياسي

عواقب الاستثمار في العلاقة مع تيارات الإسلام السياسي
26 سبتمبر 2017 13:58
أعدها للنشر: طه حسيب استضافت الاتحاد بمقرها الرئيس في أبوظبي، يوم الثلاثاء الماضي، حلقة نقاشية بعنوان «قطر والإسلام السياسي..تحالف مصالح أم أيديولوجيا؟»، وسلط المشاركون على مدار ثلاث جلسات الضوء على محور مهم في الأزمة القطرية، وهو علاقة الدوحة بتنظيمات الإسلام السياسي، وجذور هذه العلاقة وأبعادها وانتهازيتها، وعواقب الاستثمار فيها. وتوصل المشاركون إلى استنتاجات مهمة وتفسيرات لنهج النظام القطري، الذي ثبت أنه قد بات مختطفاً من التنظيمات المتطرفة ويأتمر بأمرها، وينفذ مخططاتها..لم يعد نظام الحمدين يسعى لتحقيق مصالح وطنية منطقية لبلاده، بل بات ينفذ أجندة التنظيمات الإرهابية، يغوص في مستنقع من لاعقلانية حيّرت علماء السياسة وأعيت المحللين السياسيين. الاتحاد فتحت نافذة عبر هذه الحلقة النقاشية تسعى من خلالها لتشريح وتفسير نهج نظام الحمدين، وتبصير الرأي العام بخطورته، وكشف تحركاته الرامية لشق الصف الخليجي وبث الفوضى في العالم العربي. سلّطت الجلسة الثالثة من حلقة «الاتحاد» النقاشية الضوء على «عواقب الاستثمار في العلاقة مع تيارات الإسلام السياسي». وأدار الأستاذ محمد الحمادي رئيس التحرير مداخلات الجلسة، مشيراً إلى أن جزءاً كبيراً من الأزمة الراهنة يتعلق بقيام النظام القطري خلال قرابة 20 عاماً باستثمار المليارات في دعم التنظيمات الإرهابية، والآن مشروع النظام القطري يسقط ويتهاوى. الحمادي نقل الكلمة إلى الإعلامي السعودي د. سليمان الهتلان الذي تطرق إلى محور مهم في الجلسة جاء بعنوان «محاولات قطر تدمير مجلس التعاون الخليجي والانضواء في تحالفات غير عربية». الهتلان أكد في البداية أن مساعي قطر لتدمير مجلس التعاون الخليجي لا تحتاج إلا لمجرد رصد إعلامي. وقال: عندما صار خلاف حدودي بين قطر والسعودية، وعندما علم الملك فهد- الذي كان خارج السعودية وقتها- أرسل الأمير نايف وزير الداخلية السعودي آنذاك لحل المسألة ودياً، وعندما سافر الأمير نايف للدوحة والتقى الشيح خليفة أمير قطر في ذلك الوقت، دخل الأمير حمد إلى مكان انعقاد اللقاء وفتح الباب بطريقة مهينة لوالده، وطلب من الأمير نايف أن يناقش معه المسألة هو شخصياً وليس مع والده الأمير خليفة، أي أن هناك عقدة قطرية تجاه السعودية. وأثناء الغزو العراقي للكويت، وعندما انعقد مؤتمر في الدوحة، حاول النظام القطري آنذاك تشتيت الموقف الخليجي. ضد المنظومة الخليجية ويرى الهتلان أنه قبل الأجندات الأميركية هناك موقف شخصي للأمير حمد ضد المنظومة الخليجية، صحيح أن الخلافات الحدودية بين دول الخليج موجودة، لكن المهم أن يتم التعامل معها في إطار المصلحة الخليجية الكبرى. الأمر يتعلق بنية قطرية مُبيتة ضد منظومة دول الخليج. ومنذ اليوم الأول لقناة «الجزيرة»، هناك موقف ضد مجلس التعاون ومنظومة التعاون الخليجي، القناة أصبحت أداة لتفتيت هذه المنظومة. ويسرد «الهتلان» قصة تتعلق بأهمية «الجزيرة» بالنسبة للنظام القطري، فعندما اشتكى الأمير حمد بن خليفة لمحمد حسنين هيكل، الكاتب الصحفي المصري الشهير من الضغوط التي يتعرض لها جراء تغطيات القناة، لدرجة أنه يفكر في إغلاقها..ساعتها قال له هيكل: (أغلق قطر ولا تغلق «الجزيرة»). وأكد «الهتلان» أن النظام القطري يتدخل في السياسة التحريرية لقناة «الجزيرة»، واستدل على ذلك بما تكشف لديه من قيام أمير قطر بمراجعة مادة فيلمية قبل أعدتها الجزيرة عن صفقات السلاح بين السعودية وبريطانيا، تحمل اسم «سوداء اليمامة»، راجعها الأمير شخصياً، ما يؤكد دور القناة التخريبي. دور سياسي استخباراتي وحسب «الهتلان»، فإن «الجزيرة» كانت مظلة لاستضافة الضيوف وتقديمهم للأمير، القناة كانت تمارس دوراً سياسياً استخباراتياً، وهي ليست مؤسسة إعلامية للرأي والرأي الآخر. والجزيرة وما تبعها من مشروعات إعلامية هي أداة للنظام القطري لتفتيت منظومة مجلس التعاون الخليجي، وهدفها الإساءة والتشويه والتحريف وإثارة البلبلة. ويصف الهتلان «الجزيرة» بأنها حاولت ضرب المنطقة باستخدام لغة - للأسف- يدافع عنها الغرب، وهي حرية الإعلام. ويرى «الهتلان» أن الأمر لا يتعلق بالحرية الإعلامية، فليس هناك صوت واحد في قطر يستطيع الاعتراض على بلدية الدوحة، لكن يدعي النظام القطري أنه «كعبة المضيوم»، وأكد أن هناك مؤامرة واضحة لمحاولة استهداف المملكة، ويقول لمن يدّعي أن هناك مبالغة في التحذير من الخطر الذي يمثله النظام القطري: تذكروا المحادثات الهاتفية بين القذافي والأمير حمد بن خليفة وحمد بن جاسم، حيث إن مضمون المحادثات يعكس مؤامرة واضحة وصريحة كشفت نوايا قطر ومساعيها لتفكيك السعودية. صناعة«الطابور الخامس» وحسب«الهتلان»، فإن إيران وتركيا و«حزب الله» و«الحوثيين» جهات تحالفت معها الدوحة من أجل مشروع لتدمير دول المنطقة وتفتيت السعودية تحديداً. وهناك- على حد قول«الهتلان» عتب على دول مجلس التعاون الخليجي لمجاملتها قطر طوال هذا الوقت، ويرى الهتلان أن النظام القطري يقوم بصناعة طابور خامس من خلال بعض الدعاة والوعاظ، هناك بعض من تم إلقاء القبض عليهم في السعودية، خلال الآونة الأخيرة، وهؤلاء يتلقون رواتب شهرية من الدوحة، كاتب مقال يأخذ 60 ألف درهم شهرياً، قطر بالنسبة لنا طابور خامس في المنطقة، هي تستثمر الوعاظ، ومن لهم تأثير على الرأي العام في مكان مهم مثل السعودية. استغلال الروابط القَبلية ولفت«الهتلان» الانتباه إلى قيام نظام«الحمدين» باللعب على«حبال القبلية»، واستغلال الانتماء القبلي لأسرة آل ثاني، وضمن هذا الإطار زار حمد بن خليفة منطقة أشيقر (الواقعة في نجد وسط المملكة العربية السعودية)، بغطاء قبلي والإعلان عن التبرع بمليار دولار لتجمع لأبناء قبيلة بني تميم. وهذا- من وجهة نظر الهتلان- استفزاز للرياض بشكل صريح. ومن بين مساعي النظام القطري لتدمير دول مجلس التعاون، كما يلفت«الهتلان» الانتباه إلى قيام النظام القطري بإنشاء مئات إن لم يكن الآلاف من حسابات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي تستهدف السعودية والإمارات. وهذه الحسابات التي تحمل أسماء سعودية وهمية تعمل على تضخيم المشكلات من خلال عمل استخباراتي لخلق الفتن وتشتيت الرأي العام، خاصة وأنها تبث صوراً من الشارع السعودي. وأكد«الهتلان» أن عدواً واضحاً شديد الوضوح أفضل مليون مرة، ممن يزعم أنه صديقك ويتآمر عليك من داخل بيتك، الخطوة التي اتخذتها الدول الأربع التي قاطعت قطر كان لابد منها. هناك أدلجة في صناعة القرار القطري خاصة في ظل وجود «الحمدين». دول المقاطعة وجدت نفسها أمام حقيقة مطلقة وهي أنه لا أمل في هذا النظام. وأكد«الهتلان»أن مجتمعاتنا الخليجية اكتشفت اللعبة ولم تعد شعوبنا مخدوعة بخطاب «الجزيرة»، نحن بحاجة لتأسيس خطاب إعلامي نرى تأثيره لمنع دعاية هذه القناة.. نحن أصحاب حق، والشعارات والكلام الزائف لن يوصلنا إلا لمزيد من الانقسام. وانتقلت الكلمة إلى مدير الجلسة أ.محمد الحمادي، الذي أكد ما قاله الهتلان بأن«عدواً واضحاً أفضل بكثير من طابور خامس». ثم دعا د. سالم الكتبي، الكاتب والمحلل السياسي لتقديم مداخلته المعنونة بـ«التغريد خارج السربين الخليجي والعربي في اليمن ودول الربيع العربي»، استهل د.سالم مداخلته مستغربـاً من مفهومي «الإسلام السياسي» و«الربيع العربي»، الأول يضفي صبغة الإسلام والسياسة على منظمات إرهابية من «الإخوان» والقاعدة و«داعش»، وهذه كلها منظمات إرهابية ولا يمكن أن نعطيها لباساً دينياً، أو نصبغها بصبغة سياسية. المفهوم الثاني، «الربيع العربي» أتى من الخارج ووُضع مع الثورات الملونة أي أنه يأتي في سياق «دومينو» وصل إلى منطقة الشرق الأوسط. قوة ناعمة وأداة ضغط ويرى«الكتبي» أن علينا فهم قطر في سياقها التاريخي، فـ«الإخوان» دخلوا قطر في النصف الثاني من القرن العشرين خروجاً من مصر، وتوزعوا في دول الخليج، التي وجدوا فيها مناطق راحة، وتعمقوا في كل دولة حسب قوة أو ضعف النظام السياسي فيها، ووجدوا في قطر بيئة مناسبة لهم كي ينمو فيها. وأضاف الكتبي أنه في 1995 حدث انقلاب في قطر، وهذا لم يكن ليحدث دون ضوء أخضر من الخارج ودون الاعتماد على «الإخوان» بما يملكونه من تغلغل داخل الدولة القطرية، وبما يملكونه من«مشروع». متلازمة السعودية وأكد«الكتبي» أن قطر تعاني متلازمة السعودية، عقدة الحجم، مشاكل حدودية، ولكن لكي يقوم النظام القطري بمواجهة دول أكبر منه، كان لابد من أسس أولها القوة الناعمة- عن طريق الإعلام- كي تثبت للدول الكبرى بأنك ديمقراطي وتتكلم بحرية. وأشار الكتبي إلى أنه بعد أحداث 11 سبتمبر استخدمت قطر القوة الناعمة والمتمثلة في «الجزيرة» والتيارات الدينية للضغط على السعودية، ودعموا تنظيم «القاعدة» و«السروريين» و«الإخوان» للضغط في اتجاه إخراج القاعدة العسكرية الأميركية من السعودية، ليتم نقلها إلى قطر التي تنفق 60? من تكلفة تشغيلها. دعم خلايا«إخوانية» ويشير«الكتبي» إلى أن النظام القطري قام بدعم خلايا«إخوانية» داخل دولة الإمارات، وقدم أموالاً في حقائب لعوائل في صورة مساعدات بمبالغ ضخمة، ووظف ضباط مخابرات لهذا الغرض، ومع كل هذه التجاوزات الخطيرة، استخدمت دول الخليج مبدأ النصيحة والصبر مع النظام القطري والنقاش الطيب على أمل أن تعود الدوحة إلى رشدها، لكنها تدخلت في اليمن ودعمت«الحوثيين»، واستخدمت وسيلة الوساطة مع التنظيمات الإرهابية للتقرب إلى الغرب. وتوسطت لإطلاق سراح رهائن مختطفين من تنظيم «القاعدة» للحصول على مكانة لدى الدول العظمى، دعمت «الإخوان» في اليمن، ودعمت «الحوثيين» كي تسبب أزمة السعودية في خاصرتها الجنوبية، وهذا توافق مع المشروع الإيراني ودعم للتمدد التركي، الذي يسعى لحلم الخلافة العثمانية. التعامل مع الأضداد النظام القطري- حسب الكتبي- يعمل على تفتيت المنطقة العربية والتعامل مع الأضداد، فالدوحة تتعامل مع أميركا وتدعي أنها تدافع عن الديموقراطية وعند العامة تعتبر أن هذه الديمقراطية«حرام»! وهذا النظام يتعامل في لبنان مع «حزب الله»، أملاً في أخذ دور السعودية في هذا البلد.. لكن قطر ليست مصر وليست السعودية، إنها تُستخدم كوكيل لأطراف أخرى، إيران، تركيا، الغرب،«الإخوان»، تدخلت في تونس ومصر وليبيا، 65 مليون دولار وقعتها قطر خلال فترة بسيطة لدعم الإرهاب. الحل إما أن تغير قطر سياساتها وحتى الآن ليس هناك أمل في ذلك. النظام القطري لن يرضخ لأنه يقول إنه يمتلك القوة المالية ويتعاون مع الأضداد، وفي النهاية سيبقى الحل مرهوناً بتغير استراتيجي.. «تكييف» العقل الجمعي وانتقلت الكلمة للكاتب والباحث سالم سالمين النعيمي، الذي أعد مداخلة بعنوان«استغلال قطر تيارات الإسلام السياسي للتدخل في شؤون دول المنطقة»،«سالمين» أكد في مستهل مداخلته الاهتمام بالمفاهيم والمصطلحات لأنها تلعب دوراً في«تكييف» العقل الجمعي على مفردات. مثل «إسلام سياسي» أو«دولة إسلامية»، وهناك دور للإعلام في تصحيح المفردات المتداولة. وأشار النعيمي إلى أنه حمد بن خليفة الحكم تسلم الحكم العام 1995، وبعدها بعام 1996 كان هناك محاولة انقلاب أبيض- علمت قطر أن مصر والسعودية والإمارات كانت تسانده، ومن هنا بدأ عداء النظام القطري للدول الثلاث والتخطيط لزعزعة استقرارها. الإعجاب بالبرتغال الشيخ حمد كان معجباً بالبرتغال وتاريخها، وكيف أنها دولة صغيرة استطاعت استعمار وغزو أماكن كثيرة من العالم، وهو معجب بإيران، وباستخدام الدعاية مثلما فعلت الثورة الإيرانية قبل قدوم الخميني إلى طهران، حيث تم الترويج لإشاعات في المناطق الريفية سبقت قدوم مرشد الثورة الإيرانية، مثل أن صورته ستظهر على وجه القمر، هذه الأجواء القائمة على الدعاية والإشاعات حازت إعجاب حمد بن خليفة، الذي وجد أن الإعلام من خلال قناة«الجزيرة» منصة مهمة لتكييف العقول. نظام حمد بن خليفة استقبل في عام 1996 جميع المعارضين في مصر نكاية في نظام مبارك، كما استخدم هذا النظام الإعلام للسيطرة واللعب على عواطف الشعوب، فقناة«الجزيرة» يومياً تهاجم رموزاً معينة ودولاً معينة. وطريقة النقاش كانت في البداية حماسية تتحدث عن العروبة وعن الإسلام، وهذا أثر في الجماهير. ولفت النعيمي الانتباه إلى أن استراتيجية قطر تقوم على 4 محاور: أولاً، ازدواجية السلطة (ولاية الفقيه - ولاية الأمير)، الآن حمد بن خليفة ما زال موجوداً، والأمير تميم أشبه بمدير مكتب الإرشاد، ثانياً، نشر الخلافات والإبقاء على محيط متأزم، وأيضاً التحالف مع الأضداد، ودعم الإرهاب دعم متواصل، قطر دعمت«الإخواني» الإماراتي حسن الدقي وحصل على 96 مليون ريال قطري كدعم، وأبناء المعارضين والمنتمين للخلايا الإخوانية كانوا يتعلمون في أفضل المدارس، ولديهم محامون يدافعون عنهم. الترويج للمعارضة في الخليج وحسب النعيمي، فإن الدوحة روجت لمفهوم المعارضة في الخليج، على الرغم من أنه غير موجود في السياق الخليجي، أصبحت المعارضة مفردة متداولة، وباتت عرفاً. النظام القطري حاول تغيير مفاهيم الناس، وصبروا على ذلك، وحتى لو حدث تعتبر بنسبة 10?. وأضاف النعيمي أن القطريين تعاونوا مع إيران ومع إسرائيل ومع تركيا: الإيرانيون يحرسون القصر في قطر وتركيا تحرس البلد..ولدى النعيمي قناعة مفادها أنه لابد من الصبر والضغط على النظام القطري، والقيام بحملات قوية تخاطب الشعب، بحيث يتم التغيير من الداخل، وانتهاج الأسلوب نفسه الذي تستخدمه الدوحة. 20 سنة والنظام القطري يبدع في صناعة الوهم والخداع، وهذا لابد من مقابلته بقوة لها نفس التأثير. تكلمنا مع الأميركيين، ونلفت انتباههم لمنظومة المفاهيم مثل كلمة «جهادي» التي تعطي دلالة إيجابية لدى المسلمين كافة، وطالبنا بضرورة الدقة في المصطلحات، وفي الخطاب الإعلامي. خطر الجمعيات الخيرية القطرية ويسأل الحمادي سالمين، هل تأثر الشارع القطري بخطاب الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، والشيخ سلطان بن سحيم؟ وهل يعكسان نبض الشارع القطري؟ سالمين يقول: إن التأكد من التأثير يحتاج إلى قراءة رقمية لنسبة من تأثروا ومن لم يتأثروا. وهو يرى أن الإعلام القطري يوجه رسائل للقطريين تتضمن خطاب المظلومية والحصار والوقوف في وجه «الإمبريالية»، ويتم ترديد ذلك كي يقنع الناس به، فالنظام القطري يستخدم أدوات حديثة للسيطرة على شعبه. في السنوات الأخيرة، النظام القطري ضاعف الرواتب بمعدل 4 أو 5 مرات، ويضع النظام القطريين أمام مقارنات بشعوب أخرى، واللعب على وتر الاستقرار. وحذر النعيمي من أن الجمعيات الخيرية القطرية هي أكبر داعم للإرهاب، وضمن هذا الإطار تأتي «جمعية قطر الخيرية» التي يقودها حمد بن ناصر آل ثاني، وتم تأسيسها عام 1992، تدعمها الحكومة القطرية، وهي متغلغلة في كثير من الدول العربية.د. سليمان الهتلان، يرى أن النظام القطري منذ بداية التسعينيات انتهج سياسة القوة الناعمة واستقطب خبرات من (بي.بي.سي)، واستقطب عزمي بشارة، واتبع نهجاً إعلامياً أشبه بمشروع استخباراتي، واستغرقنا نحن وقتاً طويلاً كي ندرك حقيقة ما يجري، وأنه ليس إعلاماً بل لعبة. ثلاثة أرباع المعركة إعلام وأشار «الهتلان» إلى أن الدول الأربع أيقنت أن ثلاثة أرباع المعركة إعلام، وهناك مستويات متعددة في الخطاب الإعلامي، وقد نجحنا في كشف ألاعيب المؤسسة السياسية في قطر، وهناك مستوى آخر يميل إلى الإسفاف والنزول إلى مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، الذي تلجأ إليه جهات أمنية واستخباراتية باستخدام أسماء وهمية، ويرفض الهتلان أن تتبنى مؤسسات إعلامية رصينة خطاباً بمستوى مواقع التواصل الاجتماعي، أدوات تقوم على الإسفاف. ما زلنا مقصرين- والكلام للهتلان- لكن أمامنا طريقاً طويلاً، و الجيد في هذه الظُلمة أننا أدركنا أن التعاطي الإعلامي مع الأزمات لابد وأن يكون صريحاً ومباشراً الآن القطريون مصطدمون لأنهم تعودوا خلال 20 عاماً أنهم يهاجمون دون رد، الآن نحن نتحدث عن المعارضة القطرية كي يذوق النظام القطري من الكأس نفسها، نحن نتحدث عن معارضة وبلغة لها تأثيرها. أما د. سالم الكتبي، فيرد على تساؤل طرحه مدير الجلسة محمد الحمادي حول ما إذا كانت الدوحة قد أجبرت على المشاركة مع التحالف العربي ضد «الحوثيين» في اليمن، فوزير الدفاع القطري قال: إن بلاده أجبرت على المشاركة مع قوات التحالف العربي لمساندة الشرعية، فأين السيادة إذن؟ مشاركة شكلية وخيانة ويجيب د.سالم الكتبي، القول إن قطر أجبرت على المشاركة في اليمن يتناقض مع تشدقها بالسيادة، هذا المنطق طبقه النظام القطري في أزمة البحرين، خاصة خلال مكالمة أحد المسؤولين القطريين مع قيادي في جمعية الوفاق البحرينية المعارضة، الذي قال إنه شارك مع قوات «درع الجزيرة» مشاركة شكلية. الأسوأ أن تشارك قطر في عمليات عسكرية مع دول التحالف، لكنها تخون وتتجسس وتطعن في الظهر، وتخون رفقاء السلاح، وهي مواقف اتخذها النظام القطري عن عقل ووعي وقرار. وحسب الكتبي، لم يجبر أحد قطر على المشاركة في اليمن، لكنها تحركت وشاركت لتكون ضمن الصورة العامة فقط، لكنها قدمت معلومات للحوثيين. انتقلت الكلمة لسالم النعيمي، الذي قال: هل نجحت السياسة القطرية في بعض الدول الخليجية والعربية أم لا؟ يجيب النعيمي: في اليمن ومصر وليبيا والسودان قد تكون السياسة القطرية نجحت نسبياً، لكن في دول الخليج لم تنجح. النظام القطري يحمل أجندات أميركية وإيرانية، على سبيل المثال عندما تريد إيران إيصال رسالة ما لدول الخليج، سواء في منطقة القطيف، شرق السعودية أو داخل البحرين، كان النظام القطري يقوم بتوصيل الرسالة. ودعا النعيمي إلى ضرورة توحيد الخطاب الإعلامي لدى دول المقاطعة الأربع، والقيام بجهود موحدة، سواء في الإعلام الرقمي أو الإعلام المرئي.. وهو يرى أن النظام القطري لم ينجح، لأن الوعي عند الناس ازداد، والدوحة صُدمت ولم تتوقع رد فعل دول الخليج، لابد من توعية الشعوب الخليجية عن طريق الفن والحملات الإعلامية والإنترنت و«تويتر»، بحيث تدرك أن قطر تشكل خطراً على دول الخليج. فشل«الجزيرة»الإنجليزية من جانبه يرى د. سليمان الهتلان أن قناة«الجزيرة» الإنجليزية لم تنجح، وكانت هناك قناة موجهة للأميركيين، لكنها أغلقت لأن المواطن الأميركي منهمك في قضاياه الداخلية، ويقول الهتلان: يؤسفني الحديث الآن عن مواجهة خطاب النظام القطري، صحيح أن هذا النظام استثمر كثيراً طوال 20 سنة في المسألة الإعلامية، لدينا تحد كبير قبل أزمة النظام القطري وبعدها، تتمثل في كيفية مواجهة«اللوبي الإيراني»، يمكننا دراسة تجربة«اللوبي الإيراني» في الولايات المتحدة، نحن أيضاً أمام جيل جديد إيراني يعيش في الولايات المتحدة ويستطيع التأثير داخل واشنطن. اكتشفنا بعد 11 سبتمبر أنه ليس لدينا أصدقاء، وأمامنا فرصة للخروج باستراتيجية معينة لمواجهة التحديات الإعلامية، والتأثير في الرأي العام الأميركي من خلال مشروع واضح. وقدم أحمد الحوسني مداخلة، رأى فيها أنه ينبغي التركيز أمام الغرب على مسألة دعم قطر للإرهاب..وإعطاء المعارضة زخماً أكبر، والبناء عليها. الحل في «رفع سقف المطالب» د. بن هويدن، يجيب عن تساؤل الحمادي، بأنه لم يكن أمام الدول الأربع غير ما فعلته، لأن كينونة الدول الأربع (الإمارات والسعودية ومصر والبحرين) معرضة للتهديد نتيجة السياسة القطرية، وتم تجريب الدبلوماسية مع النظام القطري في 2013 لكن لم تقدم الدوحة شيئاً. المطالب الـ13 لا ينبغي التنازل عنها وهي السقف الأعلى ولابد من رفع السقف، لأننا استخدمنا السقف الأقل في 2013 دون جدوى، أمام وضع نجد فيه دولة تهدد كياننا السياسي، ولا خيار أمامنا سوى تغليب المصلحة الوطنية، والسكوت عنها يعني تمادي نظامها في سياساته. لا للتنازل د.سلطان النعيمي يجيب عن التساؤل بتساؤل: ما هو البديل عن المقاطعة التي تطبقها الدول الأربع؟ العمل الاستخباراتي قد يستغرق فترة طويلة، ربما 20 عاماً تكون الدول المتضررة من سياسات النظام القطري قد طالها الدمار، الخطوة التي اتخذت تتسم بإيجابية تكمن في استمراريتها وعدم التنازل عن المقاطعة ولا الشروط الـ 13، كما أن لم يعد هناك وقت للصبر على قطر، وقرار المقاطعة جعل الجميع يدركون أخطاء السياسة القطرية، بل وتكشفت ملفات كثيرة تدين النظام القطري وتفضح ممارساته. أما د. سالم الكتبي، فيرى أن الدول الأربع لديها خبراء وكذلك المعلومات الكافية، وهذه الدول أخذت وقتاً كافياً لدراسة الخطوات التي اتخذتها، وحتى مصلحة الشعب القطري تم أخذها في الحسبان. المقاطعة هي أفضل الحلول حالياً. لا خيار سوى المقاطعة د. سليمان الهتلان: لديه قناعة تامة بأن لم يكن أمام الدول الأربع خيار آخر سوى المقاطعة، وهو ليس قراراً وليد اللحظة، العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله، قال للأمير تميم:( أنت كذوب مثل أبوك)، هناك تجارب مريرة ومؤمرات واضحة لإسقاط نظام بالصوت والصورة، ومهم جداً بالنسبة للأمن القومي أن أعرف من هو عدوي كي أتعامل معه.. نحن أمام عدو يتآمر علينا طوال 20 عاماً، بدأنا نكشف نقاط القوة ونقاط الضعف، ونراجع أنفسنا، تأكيد العلاقة الاستراتيجية بين السعودية والإمارات لحفظ الأمن القومي والإقليمي. ما بعد الأزمة لن يكون إطلاقاً مثل مرحلة ما قبل الأزمة، لابد أن نستفيد من هذه التجربة، ولنفترض أن الأزمة قد تستمر لعامين، أو ربما 5 أعوام، وربما نشهد تغير نظام.. الله أعلم، المهم أن نخرج برؤية استراتيجية جديدة في تعاملنا مع الدوحة. موقف سليم سالم سالمين: الموقف العربي سليم. مخططات المقاطعة تحتاج إلى تعديل، ذلك لأن الاستراتيجية الشاملة للمواجهة تتضمن الإعلام، قطر تقول (حكومة أبوظبي) هي تسمي أشخاصاً بعينهم، لكن الخطاب الإعلامي لدينا يقول«قطر»، وكأننا ضد الشعب القطري، ينبغي استخدام مصطلح«الحكومة القطرية»: ومصطلح«الفرع المتسلط من عائلة آل ثاني».. وهكذا ينبغي التدقيق في المصطلحات. الوقت ليس متأخراً كي نعدل من إجراءات المقاطعة ونعزز منها، القرار سليم لأن السيادة الوطنية لدول المقاطعة تعرضت لتهديد، وهذا يمكن اعتباره إعلان حرب رسمياً، وما تقوم به الدول الأربع يأتي ضمن إجراءات وقائية. نحو استراتيجية إعلامية واضحة الحمادي: لم تكن لدى الدول الأربع استراتيجية إعلامية واضحة مع بداية الأزمة.. بدأت الأزمة، ثم بدأ الإعلام في الدول الأربع يعمل، وظهرت تساؤلات حول كيفية ودرجة قوة المواجهة الإعلامية، نهاجم بأي شكل.. اليوم في أي أزمة لابد من استعداد الإعلام لمواكبتها في وقت مبكر، الإعلام القطري كان مرتبكاً جداً في الأيام العشرة الأولى للأزمة، لكن نحن اتخذنا القرار، وكان يفترض أن يكون إعلامنا أكثر استعدادنا، حت يكون له التأثير الأكبر، وأقصد بذلك في الدول الأربع وليس كل دولة من دول المقاطعة على حدة. وفي نهاية المداخلات، وجّه الحمادي الشكر للمشاركين عل حضورهم ومساهماتهم المميزة في الحوار والنقاش، ودعاهم لصورة جماعية. المقاطعة بعد 100 يوم أ. محمد الحمادي، قال: أهم عواقب استثمار قطر في الإسلام السياسي، هو أن النظام القطري أدى إلى نشر التطرف، وترويج الإرهاب وبقائه لفترة أطول، وتشتيت الصف الخليجي والعربي. ويتساءل الحمادي: بعد 100 يوم، هل كان قرار المقاطعة هو الأفضل، أو القرار الصحيح في الوقت الصحيح ؟! وهل هناك طرق أخرى لحل الأزمة بشكل آخر وبشكل أسرع ؟ وبدأت إجابات المشاركين في الحلقة النقاشية على التساؤل، بداية من د.عبدالله جمعة الحاج الذي لديه قناعة بأن الحل يمكن أن يكون مخابراتياً من خلال إسقاط النظام. أما أحمد الحوسني، السفير السابق، فيقول: كان لابد من عمل شيء، ونحن تأخرنا، «وأن تأتي متأخراً أفضل من ألا تأتي». الاستمرار في هذا الاتجاه (أي المقاطعة) له تأثير اقتصادي على قطر نراه في بيع بعض الأصول العقارية والسحب من الأرصدة والاحتياطي النقدي. ويعتقد من سيكون لديه النفس الأطول هو الذي سيربح، ويمكن التركيز على البنود الرئيسة في شروط دول المقاطعة الأربع كي يتم إخراج قطر من أزمتها. «الجـزيـرة» خـارج السيـطــرة أكد الدكتور محمد بن هويدن، رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الإمارات، أن دعم قطر للإرهاب عاد بالشر على دول الخليج، هذا يهدد أمننا وينشر الطائفية. وبخصوص مجلس التعاون، سنجد أن قطر منذ عام 1995 إلى اليوم هي أكثر الدول التي لم تلتزم بقرارات المجلس، هي الأقل التزاماً بقرارات المجلس. ورغم أن النظام القطري هلل لفكرة «الاتحاد الخليجي»، لكنه لم يكن مع الفكرة، وفي قمة التعاون التي استضافتها الدوحة دعت قطر الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد، وهذا كان إحراجاً لدول الخليج. هذا النظام لا يهمه المجلس، ويتمنون اللحظة التي يتم فيها إخراجهم من المجلس، ويترقبون ذلك حتى يقولوا (أتت منكم)، القوة الناعمة مثل قناة «الجزيرة» خرجت من سيطرة قطر وأصبحت القناة تسيطر على قطر، القائمون عليها جاؤوا من الخارج، ولم يخضعوا لسيطرة الداخل القطري. العاملون في القناة قدِموا من الخارج بولاءات من الخارج، هؤلاء أبناء (بي. بي. سي) العربية. وولاء العاملين في«الجزيرة» للقناة وليس لقطر.. هم جاؤوا ولم يخضعوا لسيطرة الداخل القطري.. يدافعون من أجل«الجزيرة» والقناة لا تستضيف قطريين، ولم نر القطريين ضيوفاً في القناة إلا خلال الأزمة الراهنة. وأضاف بن هويدن أن النظام القطري يمول مراكز البحوث الأميركية، مثل«راند» و«كارنيجي» و«بروكينجز» مقابل أن تصمت هذه المراكز على سياسات الدوحة وتروج لها. كيـف نصـل للمشـاهـد الأميـركــي؟ د.عبدالله جمعة الحاج تطرق إلى مدى الوصول إلى المشاهد الأميركي، فهو يرى أنه ليس لدى الأميركان ثقافة مشاهدة القنوات الفضائية، وهناك تقصير خليجي في الوصول إلى هذا المشاهد الأميركي، في حين يقوم النظام القطري بتجنيد إعلاميين أميركيين، وكذلك استخدام قناة «الجزيرة» الناطقة بالإنجليزية، من أجل توصيل رسالة النظام وإيصال صوته للأميركيين، والنظام يستخدم المنطق الإسرائيلي بأنها دولة مظلومة ونقطة في بحر، ويحيط بها غيلان تريد مهاجمتها، في إشارة إلى الدول الأربع التي قاطعتها. قناة «العربية» تصل داخل الولايات المتحدة، لكن إلى الأميركيين العرب وليس للمواطن الأميركي.. ولا يوجد على «الكيبل» من خلال اشتراكات غير «إم.بي. سي» وبعض القنوات المصرية. وأضاف الحاج أنه قدم من قبل مقترحاً بهذا عام 2001، أي إنشاء قناة مشابهة لقناة «الجزيرة» الناطقة بالإنجليزية من خلال جهد حكومي من الدول الأربع، لأنه يحتاج تمويلاً ضخماً. قنوات «الكيبل»، تصل لكل بيت، لأن الأميركان ليس لديهم ثقافة القنوات الفضائية، أي يكون لنا منفذ في قنوات«الكيبل»، من خلال التعاون بين الدول الأربع، ذلك لأن وصول الصوت العربي للمشاهد الأميركي مهم جداً ومؤثر. الأميركيون- حسب سالم سالمين- يتعاطفون مع المظلوم، وهذا ما تسعى قطر لتوصيله للأميركيين. ولدينا إيران التي تمتلك إذاعة قوية في أميركا اللاتينية، وتخاطب الأوروبيين عبر وسيلة إعلامية The press.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©