هل يلعب منتخب الجزائر أمام روسيا مهاجماً وضاغطاً، كما فعل مع كوريا، أم يلعب مدافعاً وحذراً، كما لعب مع بلجيكا؟، هناك عوامل تحكم أداء أي فريق وأسلوبه، ومنها قدرات لاعبيه، والهدف القريب والبعيد من المشاركة، ومستوى المنافس ونقاط ضعفه وقوته، ولكن إذا كانت كوستاريكا، لعبت لعبها مع أوروجواي وإيطاليا، فلماذا لا يلعب منتخب الجزائر دون محاذير مع روسيا؟
تلك أسئلة صعبة، يمكن أن يطرحها صحفي مثل حالاتي يتابع المباريات من مكتبه، ويقدم النصائح للمدربين، وهم أول من يتمنى أن أجلس في أماكنهم، وأتولى المسؤولية، على أن يحتلوا هم موضعي أو أي مقعد في استوديو تحليلي. المدربون هم من يقولون دائماً لأمثالنا: «اللي إيده في الميه مش زي اللي ايده في النار»، ووحيد خليلودزيتش تبدو يده في الزيت المغلي، فقد تعرض لهجوم عنيف من الإعلام الجزائري بعد المباراة الأولى، لأسباب كثيرة، ومنها الدفاع والتراجع، لكنني أعتقد أن اسم خليلودزيتش أصبح أغنية بعد الفوز على كوريا بأربعة، ولأنه لعب مهاجماً، بل ضاغطاً منذ الدقيقة الأولى، إلا أن روسيا وموقفها الصعب مع مدربها الكبير فابيو كابيللو لن تكون صيداً سهلاً.
لم أجب عن السؤال الذي طرحته، كيف يلعب منتخب الجزائر أمام الفريق الروسي بحثاً عن التأهل؟
الإجابة: يلعب بتوازن، (أسمعك تقول: يا سلام)، معك حق فهذه ليست إجابة، وهي تساوى تماماً أن تقرأ تقريراً صحفياً يقول فيه كاتبه أن سكولاري طالب لاعبيه بالفوز على كرواتيا في مباراة الافتتاح، وهو تقرير يضحك، ويموت من الضحك، ونحن منذ 40 عاماً نضحك على أنفسنا أو يضحك علينا الذين يقرأوننا، فماذا يمكن أن يطلب مدرب من لاعبيه قبل مباراة في كأس العالم خصوصاً حين يكون مدرباً للبرازيل أو العين أو الأهلي؟!
مرة أخرى: كيف يلعب منتخب الجزائر أمام روسيا؟
الإجابة: أكبر خطأ أن تبدأ الحسابات الإعلامية كما يلي: الفريق الجزائري يحتاج إلى نقطة واحدة كي يتأهل إلى الدور الثاني، وهذا الكلام يعد دعوة صريحة للدفاع، ولو كان الفريق العربي واثقاً في نفسه، ولو كان مدربه يثق في لاعبيه، فإنه من الضروري الضغط ومقابلة الروس مبكراً وفي المقدمة، وهو أسلوب دفاعي جيد، لأنه في مضمونه لمسات هجومية قد تربك الروس، خصوصاً أني واثق تماماً من أن كابيللو يضع في حساباته أن منتخب الجزائر سيلعب مدافعاً، من أجل نقطة التعادل والتأهل، والمفاجأة أن نلعب على النقاط الثلاث.
أشكرك يارب أنني امتهنت الصحافة، ولم أمتهن التدريب، والحمد لله أن خليلودزيتش لن يقرأ هذه الكلمات، ولن يأخذ بنصيحتي، وأنه هو صاحب الرأي والقرار ما دام سيكون هو محل التقدير أو الحساب، الحمد لله أني لست خليلودزيتش، ولا حسن دزيتش، ولا وحيد المستكاوي.
hmestikawi@hotmail.com
عدد اليوم
