الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كرت أحمر

24 يونيو 2014 02:05
كنت ولا زلت مقتنعاً بأن البطاقة الصفراء عقوبة للاعب الذي ينالها، بينما البطاقة الحمراء عقاب للفريق، حيث تتغير موازين القوى بين الفريقين، حين يتعرض أحدهما للنقص بطرد أحد نجومه، وتتفاوت الآثار السلبية للبطاقة الحمراء، بحسب أهمية النجم والمباراة وتوقيت الطرد ونوعيته، ولعل التفصيل في الأمر يوضح أهميته. حين يتعرض للطرد أهم نجم في الفريق، أو الكابتن، أو حارس المرمى، يكون الأثر السلبي أكبر، لأن التأثير المعنوي يضاف للأثر الفني، وتتضاعف العقوبة على الفريق الذي عليه أن يدافع بقية وقت المباراة، وهو في موقف الضعيف، وهنا تبرز أهمية الوقت، حيث إن الطرد المبكر، يزيد معاناة الفريق مع زيادة وقت اللعب تحت الضغط، مع التأكيد على أن الضغط يتفاوت بحسب أهمية المباراة على مستوى الأندية والمنتخبات، مع عدم إغفال مسببات الطرد التي تمثل أهم الفوارق في التأثير، فقد يحصل اللاعب على بطاقة حمراء، لأنه أنقذ فريقه من هدف محقق، وبذلك تكون الآثار إيجابية، إذا تفاعل الفريق مع النقص وضاعف الجهد، ولكن أسوأ أنواع البطاقات الحمراء التي تنتج بسبب تصرف غبي يكلف الفريق الكثير. في كأس العالم 1998 كان منتخب إنجلترا يسير في الطريق الصحيح نحو اللقب الذي طال انتظاره، وفي ربع النهائي كانت المواجهة مع الأرجنتين تسير لمصلحة منتخب الأسود الثلاثة، حتى تصرف بيكام بحماقة ورفع رجله ليضرب بها سميوني، وشاهده الحكم ولم يتردد في منحه البطاقة الحمراء التي أدت لخسارة المباراة التي كانت في متناول اليد، وكانت ردة فعل الجماهير عنيفة ضد النجم اليافع، وتوقع الغالبية أن تنتهي حياته الرياضية، ولكنه عاد ليتألق ويبهر العالم. ربما نتفق أن أسوأ بطاقة حمراء هي تلك التي يتلقاها اللاعب في نهائيات كأس العالم، وسنشاهد في البرازيل بطاقات غبية تتسبب في نسف جهود المنتخبات مثلما فعل بيبي بمنتخب بلاده البرتغال. كرة ثابتة: من يصدق أن البطاقات الصفراء والحمراء تم ابتكارها وتطبيقها في كأس العالم 1970 بالمكسيك من قبل الحكم الإنجليزي كين انستون، الذي عايش صعوبات إدارة المباريات، حين كان أشهر حكام كأس العالم 1962 وأصبح رئيساً للجنة الحكام في «الفيفا» بين 1970 حتى 1972 فكانت لحظة عبقرية، حين توقف عند إشارة مرور، فأستلهم منها ألوان البطاقات، فالصفراء للتهدئة والحمراء للتوقف، ومنذ تلك اللحظة تغيرت كرة القدم للأبد، ومع برازيليات نتوقف غداً. hafez@medlej.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©