كشفت تقارير صحفية عالمية عن اعتزام الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» فتح تحقيق في واقعة، لها أبعاد عنصرية، حدثت في مباراة غانا مع ألمانيا، ضمن مباريات الجولة الثانية للمجموعة السابعة، والتي انتهت بالتعادل بهدفين لمثلهما السبت الماضي.
وأفاد التقرير، الذي نشرته صحيفة «الجارديان»، نقلاً عن المتحدثة الرسمية لـ «الفيفا»، بأنه في طريقه لفتح تحقيق يتعلق بقيام عناصر من جماهير ألمانيا بتوجيه إهانات عنصرية لجماهير غانا، تتعلق بلون البشرة.
وأضاف التقرير: «ظهر مشجعون لمنتخب ألمانيا، وهم يلطخون وجوههم بالألوان السوداء، ولم يقتصر الأمر على هذا الحد، بل حرصوا على الظهور بقميص منتخب غانا، وشعار مستعار يوحي بأنهم من أصول إفريقية، وهو ما سوف يتعامل معه «الفيفا» باعتباره فعلاً عنصرياً يستوجب التحقيق»
ونقلت الصحيفة عن المتحدثة باسم «الفيفا» قولها: «سوف نجمع أي أدلة تتعلق بهذه الواقعة، ونقدمها إلى لجنة الانضباط، وحينما تقوم اللجنة بفحص هذه الأدلة والتحقق من حدوث الواقعة، فسوف يتم اتخاذ العقوبات المناسبة».
ويحمل «الفيفا» مسؤولية أي تجاوزات عنصرية أو شغب أو غيرها من السلوكيات التي تحمل تجاوزات بعينها للاتحادات الوطنية لكرة القدم، مما يعني أن في حال أثبتت التحقيقات تورط جماهير ألمانيا في توجيه إهانات عنصرية لجماهير غانا، فسوف يتم توقيع عقوبات على الاتحاد الألماني لكرة القدم.
وكان موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» قد انفجر غضباً بسبب الواقعة المشار إليها، مما دفع الصحف العالمية للاهتمام بالقضية، ليتم تصعيدها لـ«الفيفا»، وقال أحد المغردين من الجماهير التي حرصت على متابعة مباريات كأس العالم في البرازيل: «لا يمكن أن يظل «الفيفا» صامتاً مكتوف الأيدي في التعامل مع مثل هذه التجاوزات العنصرية، لقد شعرنا بالحزن من حرص جماهير ألمانيا على صبغ وجوههم باللون الأسود في مباراتهم أمام غانا».
ويبدو أن مباراة ألمانيا وغانا تستحق لقب المواجهة الأكثر إثارة في المونديال حتى الآن، سواء على المستوى الكروي أو حتى فيما يخص الأرقام القياسية التهديفية التي سجلها ميروسلاف كلوزه«15 هدفاً» ليصبح شريكاً في عرش هدافي المونديال على مر التاريخ مع رونالدو، وكذلك هدف أسامواه جيان نجم نادي العين الذي عادل رقم روجيه ميلا برصيد 5 أهداف لنجوم القارة السمراء في المونديال.
وجاءت واقعة عنصرية جماهير «المانشافت» الألماني ضد جماهير ونجوم منتخب «النجوم السوداء» الغاني لتضيف أبعاداً أخرى تثير الجدل حول المباراة، التي شهدت أيضاً كذلك نزول أحد المشجعين إلى أرض الملعب، أثناء سير المباراة، بعد أن نزع ملابسه، وأثبتت التحقيقات أنه بولندي، كتب رقم هاتفه وبريده الإلكتروني على الجزء العلوي العاري من جسده، وتدخل سولي علي مونتاري لاعب منتخب غانا لحماية المشجع وإخراجه من الملعب في سلام، بعيداً عن أيدي رجال الأمن، وقال المتحدث باسم اللجنة المنظمة للمونديال سانت كلير ميليسي أن المشجع البولندي تم اعتقاله من جانب السلطات البرازيلية.
وفي واقعة عنصرية أخرى بدأ «الفيفا» التحقيق في مزاعم تتعلق بتوجيه جماهير المكسيك إهانات عنصرية لحارس الكاميرون شارل إيتانجي، ومن المتوقع أن يقر «الفيفا» عقوبات على الاتحاد المكسيكي لكرة القدم، كما شهدت المدرجات لافتات عنصرية وسياسية من جماعات يمينية متشددة في مباريات أخرى، وفقاً لما كشفت عنه وكالات الأنباء العالمية، وينوي الفيفا التعامل مع هذه المشكلات بجدية تامة، لكي لا تنتقل العنصرية من مباريات الأندية إلى مواجهات كأس العالم. (ريو دي جانيرو - الاتحاد)
عدد اليوم
