هل تكون «السمراء» عربية للمرة الرابعة على التوالي؟

رغم أن الكثيرين تمنوا أن تكون مواجهة الشقيقين المصري والجزائري التي جرت مساء أمس في الدور نصف النهائي لكأس الأمم الأفريقية السابعة والعشرين لكرة القدم المقامة حالياً في ضيافة أنجولا، هي عرس الختام، حتى تضمن الكرة العربية اللقب للمرة الرابعة على التوالي، في حدث لم يتكرر من قبل على مدار 57 عاماً، وبالتحديد منذ بدء النهائيات في الخرطوم عام 1957، فالشيء المؤكد هو أن وقوع “أحفاد الفراعنة” و”محاربو الصحراء” معاً في مواجهة مباشرة، يعني أن الكرة العربية سوف تتواجد في النهائي يوم الأحد المقبل بالعاصمة لواندا، لأنه لو كانت المواجهة مع نيجيريا وغانا، فربما خرج المنتخبان العربيان من “المربع الذهبي” أو يصلان معاً إلى النهائي. المهم أن البطولة شهدت سيطرة عربية، وهو ما يعني أن الكرة العربية صاحبة سيادة مطلقة على كل الألقاب السمراء سواء على صعيد الأندية أو المنتخبات، ويكفي أن نعرف أنه على مدار 26 بطولة أقيمت حتى نهائيات غانا 2008، حصدت المنتخبات العربية الكأس الأغلى والأشهر والأقوى في القارة السمراء 10 مرات، بواقع ستة ألقاب مصرية أعوام 1957 و1959 و1986 و1998 و2006 و2008 ولقب واحد من نصيب السودان عام 1970 والمغرب عام 1976 والجزائر 1990 وتونس عام 2004. كشفت فعاليات البطولة الحالية أن المنتخبات التي تعتمد على لاعبين أغلبهم من المحليين، يتفوقون على النجوم والمشاهير الذين يلعبون لأقوى وأفضل الأندية في الدوريات الأوروبية، وفي مقدمتهم الأسد الكاميروني صامويل إيتو المحترف في الإنتر الإيطالي، والإيفواري ديديه دروجبا مهاجم تشيلسي الإنجليزي. وكانت الظاهرة اللافتة للنظر خلال منافسات البطولة السابعة والعشرين أن العديد من المنتخبات الكبرى قدمت عروضاً مخيبة للآمال، خاصة الكاميرون ومالي، وكوت ديفوار، وبالتالي لم يكن هناك ما يشفع لها بالتواجد في المربع الذهبي، على الرغم مما تضمه من ترسانة من اللاعبين أصحاب الصيت والسمعة الرنانة. بدأ الحصاد العربي مع الألقاب في البطولة الأولى التي أقيمت في ضيافة السودان عام 1957 بمشاركة منتخبات مصر والسودان وإثيوبيا، ورجحت كفة “الفراعنة” بالفوز على أبناء جنوب الوادي بهدفين مقابل هدف، ثم التفوق على إثيوبيا برباعية نظيفة في المباراة النهائية، وبقى اللقب في الخزائن المصرية في البطولة الثانية التي جرت في ضيافة مصر عام 1959 بالفوز على إثيوبيا برباعية نظيفة، والسودان بهدفين مقابل هدف، وجرت البطولة بنظام الدوري من دور واحد، واحتل المنتخب المصري المركز الأول برصيد 4 نقاط، مقابل نقطتين للسودان، وجاء منتخب إثيوبيا في المركز الرابع والأخير بدون رصيد. وغابت المنتخبات العربية عن منصات التتويج في 4 بطولات متتالية بداية من عام 1962 عندما ذهب اللقب إلى منتخب أثيوبيا على حساب مصر 2/4 في النهائي، ومن بعده نجح منتخب غانا في الحصول على اللقب مرتين متتاليتين الأولى عام 1963 عندما تفوق في المباراة النهائية على السودان بثلاثية نظيفة، وكذلك بطولة 1965 عندما فاز في الختام على تونس 2/3. وذهبت البطولة السادسة التي أقيمت في أثيوبيا عام 1968 إلى منتخب الكونجو كينشاسا بالفوز في النهائي على منتخب غانا بهدف نظيف. وعاد منتخب السودان ليهدي العرب اللقب الثالث عندما جرت البطولة في ضيافة الخرطوم عام 1970 وحقق أبناء جنوب النيل نتائج رائعة من بينها الفوز على مصر 1/2 في نصف النهائي ثم غانا بهدف في المباراة النهائية. وبعد ذلك جاء الدور على منتخب المغرب الذي حصل على لقب البطولة عام 1976 والتي جرت في ضيافة أثيوبيا وهي المنافسات التي أقيمت على مرحلتين بنظام التجمع ونجح أسود الأطلس في احتلال قمة المرحلة الأخيرة على حساب غينيا ونيجيريا ومصر، وبعد ذلك توقف الحصاد العربي على مدى 4 بطولات متتالية حتى جاء منتخب مصر ليحصد ثالث ألقابه في البطولة التي أقيمت في ضيافة القاهرة عام 1986 بالفوز في المباراة النهائية على الكاميرون 4/5 بركلات الترجيح. وللمرة الأولى يدخل منتخب الجزائر القائمة الذهبية في البطولة التي أقيمت على أرضه وبين جماهيره عام 1990 بالفوز في المباراة النهائية على نيجيريا بهدف. وبعد تفوق منتخبات كوت ديفوار ونيجيريا وجنوب أفريقيا عدا المنتخب المصري ليحصد لقبه الرابع في النهائيات التي أقيمت في بوركينا فاسو عام 1998 بفوزه في النهائي على جنوب أفريقيا بهدفي أحمد حسن وطارق مصطفى، وبعد ذلك ذهبت البطولة إلى الكاميرون مرتين متتاليتين في نيجيريا وغانا عام 2000 ومالي 2002. وابتداءً من بطولة 2004 فرض العرب سيطرتهم المطلقة حيث حصل منتخب تونس على اللقب بين جماهيره على حساب المغرب 1/2 ثم منتخب مصر عام 2006 على أرضه وبين جماهيره على حساب كوت ديفوار 2/4 بركلات الترجيح، وأخيراً الحصول على اللقب السادس في البطولة التي جرت منذ عامين في ضيافة غانا بالفوز في المباراة النهائية على الكاميرون بهدف محمد أبوتريكة