الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

هادي: المبادرة الخليجية في اليمن محور الحل

هادي: المبادرة الخليجية في اليمن محور الحل
8 يونيو 2013 23:50
عقيل الحلالي (صنعاء) - قال الرئيس اليمني الانتقالي، عبدربه منصور هادي، أمس ، إن عملية تحقيق عملية التغيير والإصلاح السياسي في بلاده مرهونة بتنفيذ “كامل” بنود اتفاق “المبادرة الخليجية”، الذي ينظم عملية انتقال السلطة في هذا البلد منذ أواخر نوفمبر 2011.وقال هادي، لدى افتتاحه في صنعاء الجلسة العامة الثانية مؤتمر الحوار الوطني الشامل بحضور أمين عام دول مجلس التعاون الخليجي، عبداللطيف الزياني، ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، جمال بن عمر، إن “المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية هي محور الحل السياسي والتي من خلال تطبيقها بكامل بنودها سوف نتمكن من التغيير والإصلاح وتحقيق آمال وتطلعات شعبنا اليمني العظيم في العدالة والمساواة والحرية والحكم الرشيد”. وذكر الرئيس اليمني أن الجلسة العامة الثانية للمؤتمر، والتي تستمر 30 يوماً، تنعقد “في ظل متغيرات ومستجدات وإنجازات إيجابية وخطوات كبرى” تحققت في سبيل إنجاح الحوار الوطني، منها إعادة توحيد القوات المسلحة في 10 أبريل الماضي، بعد أكثر من عامين على انقسامها على خلفية احتجاجات 2011 التي أجبرت الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، على التنحي العام الماضي.ولفت هادي إلى أنه باستكمال هيكلة الجيش “انتهت وإلى الأبد هواجس الاقتتال وأصبحت بنية قواتنا المسلحة بنية وطنية تعلو على العصبيات الضيقة”. وقال إن “العودة إلى الوراء غير ممكنة بعد أن دارت عجلة الزمن إلى الأمام”، مشيراً إلى بناء اليمن الجديد “يتطلب من الجمع إرادة قوية وعزماً لا يلين”. ودعا الرئيس اليمني جميع أعضاء مؤتمر الحوار الوطني إلى إدراك “حجم المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقهم وحجم الأخطار الجسيمة التي تواجه الوطن”، والتي قال إنها تستوجب على المتحاورين “العمل بروح الفريق الواحد”، و”التخلص من مكائد السياسة”. وحثهم على مغادرة الماضي “بكل تفاصيله”، وعدم استحضار “موروثات الصراع” إلا لأخذ العبرة “لأن المهمة الموكلة إليكم هي رسم معالم المستقبل”، مؤكداً أهمية “التمسك بقيم التضحية ونكران الذات ونبل شباب اليمن البواسل” الذين ثاروا قبل عامين ضد الرئيس السابق.وقال هادي إن القضية الجنوبية هي “مفتاح الحل للأزمة اليمنية”، مُذكراً بتشكيله في يناير لجنتين رئاسيتين لمعالجة تظلمات الجنوبيين بشأن الإبعاد القسري من الوظيفة العامة ونهب أراضيهم من قبل نافذين، وأضاف أن “العمل يسير بوتيرة عالية حرصاً منا على عودة الحقوق لأصحابها ورفع المظالم في أقصر فترة زمنية ممكنة تنفيذاً للنقاط العشرين التي أقرتها اللجنة التحضيرية للحوار” في أغسطس العام الماضي. وأكد أن “نهج الوفاق الذي ارتضيناه خياراً لا بديل عنه سيظل ملازماً لنهج الحوار” حتى الخروج من الأزمة الراهنة التي وضعت البلد في 2011 على شفير الحرب الأهلية، مشيراً إلى أن اليمن “لم يعد يحتمل المزيد من الأزمات”، خصوصاً في ظل ما يواجهه بسبب “الكثير من التراكمات السلبية”، و”التحديات الجسيمة” وعلى رأسها تنظيم القاعدة الذي يحاول استغلال الاضطرابات الحالية لبسط نفوذه على مناطق في جنوب البلاد ، محذرا الرافضين لمؤتمر الحوار الوطني والداعين لمقاطعته أو الانسحاب منه “لممارسة ضغوط سياسية” بأنهم “يعرضون أنفسهم لغضب الشعب”.وعبر الرئيس اليمني عن الشكر والعرفان لقادة دول مجلس التعاون الخليجي “الذين قدموا خريطة الطريق للخروج بالوطن إلى بر الأمان عبر التسوية السياسية الممثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية”. من جانبه، أكد الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف الزياني، اهتمام “أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون ووزراء خارجيته لليمن وأمنه واستقراره وازدهاره. وهنأ الزياني الرئيس هادي والحكومة اليمنية الانتقالية بنجاح المرحلة الأولى من مؤتمر الحوار “وما سبقها من قرارات وخطوات تم اتخاذها في سبيل تنفيذ المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية”، معتبراً هذا النجاح “يعزز من قناعتنا في دول مجلس التعاون بأن الإرادة الوطنية اليمنية قادرة على تخطي كافة التحديات والصعاب والانتقال باليمن إلى مشارف الاستقرار المنشود”. وقال إن دول مجلس التعاون الخليجي “ستظل تراهن على هذه الإرادة من أجل استكمال تنفيذ ما تبقى من بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية”، مؤكداً دعم دول المجلس للقرارات والخطوات التي سيتخذها الرئيس عبدربه منصور هادي بهدف “ترجمة بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية”. وأشار إلى أن افتتاح مكتب تنفيذي لمجلس التعاون في اليمن والذي ارتقى مستواه إلى بعثة دبلوماسية كاملة ومزاولة أعماله في مدينة صنعاء، يأتي ضمن اهتمام دول المجلس باليمن وحرصها على متابعة تنفيذ المبادرة الخليجية بما في ذلك مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي تحرص الأمانة العامة على متابعة جلساته أولاً بأول من خلال البعثة وتسعد بنجاحاته وذلك تأكيدا من دول المجلس على أهمية دعم اليمن وتعزيز قدراته لتجاوز تحديات المرحلة الراهنة.وقال إن “دول مجلس التعاون تعول كثيراً على الإرادة اليمنية وحرص كافة القوى السياسية والاجتماعية الممثلة في مؤتمر الحوار الوطني في مواصلة العمل، مستحضرين مصلحة اليمن والشعب اليمني العزيز والعمل بروح الفريق الواحد لإنجاح هذا الاستحقاق الوطني الهام الذي يمثل السبيل الوحيد للخروج باليمن من أزماته الراهنة وبناء اليمن الجديد”. وأكد دعم وتأييد دول مجلس التعاون “لأي مخرجات توافقية يخلص إليها مؤتمر الحوار الوطني وتكون معبرة عن الإرادة الجماعية للشعب اليمني وتسهم في الحفاظ على وحدة اليمن وسيادته واستقراره”.وقال :”إننا نتطلع بكل أمل وتفاؤل ان نشارككم اختتام أعمال مؤتمر الحوار المبارك بعد إنجاز المرحلة الثانية بنجاح”، معبرا عن أمله في يشكل مؤتمر الحوار الوطني “خطوة مهمة في صياغة ورسم مستقبل اليمن الجديد”. من جهته، أشاد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن ب”الإنجازات” التي تحققت منذ انطلاق مؤتمر الحوار الوطني منتصف مارس.وقال جمال بن عمر :”أهنئكم أولاً لأنكم اخترتم الحوار على الاقتتال، والتوافق على فرض الأمر الواقع، والتعاون على التفرّد، والمشاركة على الانعزالية”، مشيداً باجتماع مختلف ألوان الطيف اليمني تحت سقف واحد “من أجل هدف واحد هو إيصال اليمن إلى بر الأمان”. وخاطب بن عمر المتحاورين قائلاً :”أرفعوا رؤوسكم وافتخروا لأنكم جنّبتم بلادكم ويلات حرب بل حروب أهلية، وان عزيمة الحوار والتوافق انتصرت على لغة السلاح”، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي فخور ومعجب بالتجربة اليمنية التي قال إنها “فريدة من نوعها”. وتمنى المبعوث الدولي أن يتغلب المتحاورون على “الخلافات الضيقة”، مشدداً على أن مؤتمر الحوار الوطني هو “الفرصة التاريخية” لليمنيين للخروج من أزمتهم الراهنة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©