الأحد 5 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أنصار «كوربين» والحملة المقبلة

25 سبتمبر 2017 23:14
لا شك في أن قاعة كنيسة صغيرة في شمال مدينة مانشستر البريطانية، مع الشطائر وأقداح الشاي، ليست هي المكان الأكثر وضوحاً للتمرد الذي سيتردد صداه في جميع أنحاء أوروبا. وبعد الهزيمة الكبيرة في الانتخابات العامة البريطانية التي أجريت في شهر يونيو، يقوم مؤيدو زعيم حزب العمال «جيرمي كوربين» بالحشد لما يرون أنه أمر لا مفر منه مع حالة الفوضى التي تسود السياسة البريطانية: فبطلهم الاشتراكي الملتحي الذي يبلغ من العمر 68 عاماً أمامه فرصة لكي يصبح رئيساً للوزراء. ومن الواضح أن هذه الحكومة تفقد شرعيتها بسرعة، بحسب ما قال «يانيس جورتسويانيس»، المنظم الوطني لمجموعة «مومينتوم» الهامشية، التي تعقد جلسات تدريب في جميع أنحاء البلاد للناشطين المحتملين كما هو الحال هنا في مانشستر. وأردف قائلاً: «إننا نعد للمعركة من أجل الانتخابات، أياً كان موعدها». لقد كان هذا عاماً جيداً بالنسبة لكوربين بقدر ما هو سيئ بالنسبة لرئيسة الوزراء تيريزا ماي، حيث إن خطتها لتوحيد بريطانيا، التي تدعم رؤيتها بالنسبة لمغادرة الاتحاد الأوروبي، تأتي بنتائج عكسية. والخطر بالنسبة لحزب «العمال» هو أن إجراء انتخابات أخرى لن يكون قريباً بما يكفي بالنسبة لكوربين للاستفادة من توسيع نطاق المناشدة حتى مع مساعدة جيش من أكثر الناشطين المتحمسين له. ويتوقع بعض المحللين السياسيين، ورجال السياسة والبنوك مثل «مورجان ستانلي» إجراء تصويت آخر العام القادم، فيما تتعثر مفاوضات «بريكسيت» ومقاربة حزب المحافظين الذي تتزعمه «ماي» لها، عقب خسارتها للأغلبية البرلمانية. وفي الوقت الراهن، تم تحديد 2022 لإجراء انتخابات أخرى، بيد أن الاستعداد للسلطة سيكون هو محور تركيز المؤتمر السنوي لحزب «العمال» الجاري في برايتون، بعد أشهر فقط من تجاهل عدد كبير من المشرعين للحزب. وفي هذا السياق، قال «أنتوني ويلز»، رئيس قسم الاقتراع السياسي في مركز «يوجوف»: «إن الحصول على برلمان كامل يحتاج لوقت طويل من المعارضة والمعرفة تولد الاحتقار. فهل سأم مؤيدو جيرمي كوربين منه في خلال خمس سنوات؟». يذكر أنه في المسح الأخير الذي أجراه مركز «يوجوف»، جاء حزب «العمال» متقدماً بنقطة مئوية واحدة على منافسه حزب المحافظين. وزخم الحملة، وهو الأساس بالنسبة لأنصار كوربين، يدق أعتاب الأبواب، مستهدفاً مقاطعات عدد من المحافظين البارزين، من بينهم وزيرة الداخلية «إمبر رود» ووزير الخارجية «بوريس جونسون»، الذي سبق أن شغل منصب عمدة لندن. وقد تحولت هذه المجموعة إلى دعم محاولة كوربين لقيادة حزب «العمال» بعد فشل «إد ميليباند»، زعيم حزب «العمال» السابق، في الإطاحة بالمحافظين عام 2015. وواجهت هذه المجموعة اتهامات من قبل بعض كبار المشرعين في الحزب باختطاف الحزب، وتوجيه سياسته، وجعله في النهاية غير قابل لخوض الانتخابات. ومع ذلك، نما نفوذها، بينما اكتسب كوربين زخماً أكبر بين الناخبين من الشباب والساخطين بعد سنوات من خفض الإنفاق الحكومي. وسرعان ما اتسع هذا الزخم على الإنترنت التي سمحت للآلاف من المتطوعين بالاصطفاف معاً وتبادل السيارات والذهاب إلى مقر المعركة للقيام بحملة لمدة يوم واحد خلال انتخابات يونيو. وفي النهاية، حصل حزب «العمال» على أكبر نصيب من الأصوات منذ الانتصار الساحق الذي حققه توني بلير في عام 2001، على رغم أنه قد حصل على عدد مقاعد أقل بكثير في نظام الانتخابات البريطاني «الفوز أصواتاً». ومع ذلك، فإن عدد المشاركين في هذا الزخم من الأنصار تضخم بأكثر من 10 آلاف شخص في العام الماضي، ليصل إلى 27 ألفاً، وفقاً للمنسق الإعلامي «جو تود». وبدورها وقالت «بيث فوستر - أوج»، 20 عاماً، وهي إحدى المنظمات لفعاليات التدريب في قاعة كنيسة مانشستر «كنا دائماً نريد القيام بشيء، لكن الانتخابات أعطتنا هذه الدفعة». وقالت لقد حان الوقت للاستعداد للانتخابات القادمة، حتى وإن كانت ستجرى في 2022: «إننا نستعد ونضع الأساس؛ لأن الانتخابات لا يمكن الفوز بها في الواقع إذا اقتصر العمل على الأشهر الثلاثة التي تسبقها، ولكن يمكن الفوز بها إذا بذلنا جهوداً في السنوات الخمس القادمة». * صحفية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©