الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غدا في وجهات نظر..الصراع مع إيران سياسي

غدا في وجهات نظر..الصراع مع إيران سياسي
9 يونيو 2015 21:58

الصراع مع إيران سياسي
يرى محمد خلفان الصوافي أنه وبكل وضوح وشفافية، فنحن نعيش صراعاً مع إيران منذ أكثر من ثلاثة عقود، وهي استطاعت أن تبلور حربها هذه مع دول المنطقة بأكملها على أنها «حرب طائفية»، وتحاول أن تستغل شيعة الخليج مع أنها تعرف أنهم مكون خليجي أساسي للتدخل في الشؤون الداخلية تحت ادعاء وزعم حمايتهم من «المظلومية». وإذا كانت قد فشلت في محاولات سابقة في تحقيق انقسام في المنطقة، فإن ما كشفته بعض الصراعات، مثل ما يحدث في العراق ولبنان، يوضح أنها نجحت إلى حد ما، وإذا لم يتم تدارك الموضوع فربما يأخذ أبعاداً أخرى.
عملياً، إيران لا تنظر إلى كل الخليجيين، سواء سنة أو شيعة، إلا من خلال كونهم عرباً فقط، وهذه نقطة مهمة جداً في فهم ذهنية دفاع إيران عن الشيعة، ويدركها من يتردد على إيران، كما ينقل البعض ممن أحتك بالإيرانيين، وفي ذلك دلالة سياسية ومجتمعية على مسألة الفوقية الإيرانية. وبالتالي، فالصراع هو سياسي خالص قائم على التناقض بين مصالح الإمبراطورية الفارسية مقابل مقابل العرب ومصالحهم، ومنذ أزمنة سحيقة، ولا علاقة له بالشيعة والسنة إلا في استغلال الدين سياسياً. والدليل أن هذه الخلافات لم تظهر قبل الثورة الإيرانية.
هناك فرق كبير بين الخلاف مع إيران، الدولة التي تستخدم التشيع كمدخل لإثارة البلبلة والمشاكل وبين الاختلاف الطائفي بين أبناء الدولة الواحدة، فالخلاف بين الحكومات الخليجية وإيران ليس له علاقة بالطائفية إلا من خلال محاولة إيران استغلال بعض أبناء المنطقة، بل هو في الحقيقة خلاف سياسي بالدرجة الأولى.

«الأسد»..هل مازال رئيساً؟
يقول د. وحيد عبد المجيد إن سوريا باتت مقسَّمة إلى «كانتونات»، ولم يبق من نظام «الأسد» إلا الشكل، فيما تسيطر «الميليشيا» التابعة لإيران على كل شيء .
وصل تخبط السياسة الأميركية في الشرق الأوسط إلى مستوى غير مسبوق، بينما تزداد الدلائل على أن مشكلتها لا تعود إلى غياب رؤية واضحة فقط، بل ترجع أيضاً إلى الاستهانة بمتغيرات كبرى تشهدها المنطقة الآن.
وينطبق ذلك بصفة خاصة على تضارب تصريحات بعض المسؤولين الأميركيين بشأن موقع بشار الأسد من أي حل سياسي محتمل للأزمة السورية، فهناك من يراه الآن جزءاً من الحل، ومن لا يزال ينظر إليه كجزء من المشكلة. وينطوي هذا التضارب على إغفال التغيير الجوهري الحادث في سوريا، ولا يقتصر هذا التغيير على تناقص مساحة المنطقة الخاضعة لسيطرة القوات المدافعة عن الأسد، وتحولها إلى مجرد «كانتون» بين «كانتونات» عدة متصارعة، فقد تحول نظام الأسد من سلطة مسيطرة على دولة إلى «ميليشيا» أصبح مصيرها مرتبطاً بطهران وقواتها والقوات الشيعية متعددة الجنسيات، لكن التغيير الأكثر أهمية على الإطلاق هو أن الأسد لم يعد الزعيم الفعلي لهذه «الميليشيا»، فقد أصبح آخرون (إيرانيون، ولبنانيون، وعراقيون، وأفغان، وطاجيك..) هم القوة الرئيسية فيها، بعد تراجع دور ما بقي من جيش الأسد.
ولذلك أصبح قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري، قاسم سليماني، هو الزعيم الفعلي للقوات المدافعة عن الأسد، وصارت كلمته، والقادة الإيرانيون التابعون له، هي العليا في أوساط المقاتلين تحت راية دولة لم تعد موجودة إلا اسماً، ونظام كان مسيطراً على هذه الدولة، وصار مجرد طرف في الصراع عليها.

نجم الشِّيعة.. سطوع أم أفول؟
يرى رشيد الخيون أن سطوع نجم الشيعة لا يُقاس بوجود رئيس وزراء في العراق، وحزب مسلح في لبنان، وقنبلة نووية إيرانية. أُقتبس العنوان، في جانب منه، مِن «سطوع نجم الشيعة..الثورة الإيرانية من 1979-1989» للباحث الألماني جرهارد ردكونسلمان، وجانبه الثَّاني مِن مقال للباحث العراقي غالب حسن الشَّابندر «أُفول نجم الشيعة في العالم» (المدى 21/5/ 2015). اعتبر ردكونسلمان قيام الثورة الإيرانية (فبراير 1979) سطوعاً لنجم الشيعة الإمامية، وجعل الإمام علي بن أبي طالب (اغتيل40هـ) محوراً في كتابه، وهذا ما ظهر على غلاف النسخة العربية (سيف ذو الفقار وعبارة: أيا علي)، فيوحي بأنها ثورة علي، وهكذا قدمها مَن هيمن عليها مبكراً من أصحاب العمائم!
خلال ثلاثة وعشرين عاماً، وهو الزمن بين الكتاب والمقال، حدثت حوادث جسام، منها ما أثبت أن الثورة الإيرانية، في ظاهرها، جاءت سطوعاً لنجم الشيعة والتشيع، لكن في التفاصيل تبدو لك آلام شيعية كارثية، لم يتوقف الكتاب عندها، فظهور مرجع شيعي أعلى بحجم آية الله محمد كاظم شريعتمداري (ت 1985) في التلفزيون الإيراني معلناً توبته تحت التهديد، ويحبس في داره وتُمنع الصلاة على جنازته، كان في حقيقته حدثاً كارثياً على الشِّيعة، إلا لدى الذين اعتبروا شريعتمداري عدواً! وماذا سيقولون لو حصل له هذا في ظل حاكم آخر؟

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©