الاسكندرية- الاتحاد: لقي شخص مصرعه واصيب 43 آخرون لدى تجدد الصدامات الطائفية في ثاني كبرى المدن المصرية امس· كما اعتقلت قوات الامن نحو 50 شخصا في احداث العنف التي اندلعت بين المسلمين والاقباط بمدينة الاسكندرية في اعقاب الهجمات على الكنائس فيما تجددت المواجهات بعد قداس 'أحد السعف' بكنيسة القديسين شرقي المدينة·
والقتيل مسلم توفي جراء الاصابات التي لحقت به في مواجهات امس الاول، فيما ينتمي المصابون والمعتقلون للطائفتين · ودعا علماء دين مسلمون وقساوسة من الكنيسة لتهدئة الاوضاع وتفويت الفرصة على من يحاول استغلال التوتر لاشعال فتنة طائفية·
واكد شهود عيان ان الصدامات تجددت امس عند خروج الاقباط من كنيسة القديسين بحي سيدي بشر عقب ادائهم قداس احد السعف· وكانت اعتداءات بالاسلحة البيضاء وقعت الجمعة الماضي على المصلين في ثلاث كنائس بالاسكندرية واسفرت عن مقتل شخص واحد واصابة خمسة اخرين·
وقالت الشرطة ان منفذ هذه الهجمات عامل يدعى محمود صلاح الدين عبد الرازق وانه يعاني من 'اضطراب نفسي'· وهو التبرير الذي رفضه الاقباط محملين السلطات المسؤولية بسبب ما اعتبروه عجزا عن توفير الحماية لمواطنيها الاقباط·
وقد قام 2000 من قوات مكافحة الشغب بفرض طوق امني حول كنيسة القديسين للحيلولة دون وقوع المزيد من الاعتداءات·
وقد ارتفع أمس عدد المصابين في الصدامات التي وقعت امس الاول بين الجانبين في الاسكندرية اثر الاعتداءات على الكنائس الجمعة، الى 22 شخصا، حسب ما ذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية·
واكدت الوكالة ان ثلاثة من رجال الشرطة وسبعة مسيحيين و12 مسلما اصيبوا في هذه الاحداث ونقلوا الى المستشفى·
وكان اصيب ما لا يقل عن 15 شخصا بجروح في صدامات وقعت امـــــــــس الاول بين الجانبين خلال تشييع القتيل الذي سقط في اعتداءات الجمعة، حسب ما ذكر مصدر في وزارة الداخلية·
ونقلت الوكالة عن مصدر أمني، ان الشرطة القت القبض على 15 شخصا من المسلمين والمسيحيين الذين شاركوا في الصدامات·
واوضح المصدر الامني ان 'بعض العناصر من المتشددين والمتعصبين جنحوا لمواقف ثأرية حيث تبادلوا التراشق بالحجارة وتمادوا في اتلاف ممتلكات عامة وخاصة'·
واضاف انه 'تم تحطيم زجاج عدد من السيارات واحراق سيارتين واتلاف بعض المحال التجارية'·
وكانت صدامات امس الاول قد جرت اثناء تشييع جنازة نصحي عطا الله جرجس (78 عاما) والتي تحولت الى تظاهرة شارك فيها مئات الاقباط الغاضبين بسبب الاعتداءات بالاسلحة البيضاء التي وقعت الجمعة على المصلين في ثلاث كنائس بالاسكندرية·
وقد فرضت الشرطة المصرية طوقا أمنيا حول جميع الكنائس في صعيد مصر امس لتأمين احتفالات المسيحيين الاقباط بـ'أحد السعف' عقب أحداث مدينة الاسكندرية الطائفية التي قتل فيها شخص وأصيب أكثر من 25 آخرين·
واستخدمت الشرطة المصفحات وقوات كبيرة من جنود الامن المركزي في تأمين الكنائس التي فوجئ المصلون فيها بتبكير موعد قداس واحتفالات أحد السعف وإخراجهم من الكنائس قبل الموعد المحدد بساعتين بناء على تعليمات كنسية من كاتدرائية الاقباط الارثوذكس في القاهرة تفاديا لحدوث أي مصادمات جديدة بعد أحداث الاسكندرية·
وكانت مديريات الامن قد شهدت اجتماعات موسعة خلال الساعات القليلة الماضية تقرر خلالها توسيع دائرة الاشتباه السياسي والجنائي وتكثيف التواجد الامـــــني بمداخل ومخارج جمـــــــيع المدن وحول دور العبادة على مدار الاربع والعشرين ســــــاعة واتخـــــــاذ مزيد من التدابير للحيــــلولة دون تكرار أحداث الاسكندرية في الصعيد·
وبدأت نيابة مدينة الاسكندرية أمس الاول التحقيق في ملابسات اعتداءات الجمعة على الكنائس·واستمعت النيابة إلى أقوال سمير الحلواني مدير مستشفى المعمورة للامراض النفسية والعصبية حول واقعة اقتحام شخص يدعى محمود صلاح الدين حسين لكنائس بالاسكندرية·
وأفاد الحلواني بأن المتهم دخل مستشفى المعمـــــــورة من قبل ومكث فيــــــه لمدة 15 يوما عام 2004 وبقــــــــى تحت الملاحظة وأنه يعانى من انفصام في الشخصية واضطرابات عصبية لكنه خرج من المستشفى بناء على طلب والدته وتحسن حالته·
وكشفت تحقيقات النيابة أن الجاني ارتكب جريمته بمفرده وذلك بعد أن تم عرضه على شهود الحادث الذين شاهدوه أثناء ارتكابه لجريمته·
وأمرت النيابة بحبسه أربعة أيام على ذمة التحقيقات بعد أن وجهت إليه تهم القتل والشروع في القتل واقتحام دور العبادة وحيازة سلاح أبيض دون ترخيص·
عدد اليوم
