السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ثعلبٌ في الغابة

25 يوليو 2018 21:37
المكان: الغابة الزمان: قبل مغيب الشمس الاجتماع: الأسد: النمر، الفهد، الحصان، والثعلب. كاتب الجلسة: الذئب وقائع الاجتماع: بعد ما أرسل الذئب إيميلات وفاكسات إلى كل من النمر والفهد والحصان والثعلب - سرعة الحضور والتواجد في صرح الأسد للاجتماع قبيل مغيب الشمس، بناء على طلب الأسد، وجاء في النص: نظراً إلى تكرار الهجمات التي تقوم بها بعض الجماعات المتوحشة من فئة القردة المتمردة، وذلك وبالتواطؤ العلني مع ابن آوى، ونتج عن تلك الهجمات السائبة مناوشة مملكتنا وأراضينا والتسلل في جناح الليل المدلهم، والعبث بالمزروعات وتحطيم السدود ومن ثم نبش التربة وإلحاق الضرر في الأشجار والثمار، فإننا نناشد المعنيين ضرورة الاجتماع العاجل دون تأخير أو مبررات جوفاء. ومن يتخلف عن الاجتماع، إلا للضرورة القصوى، سيؤخذ في حقه مصير مجهول، ويعتبر متواطئاً مع القردة وجماعات ابن آوى دون أدنى دليل. وقبل مغيب الشمس تم تهيئة منصات الاجتماع الذي يرأسه الأسد، من اليمين جلس النمر ومن اليسار وقف الحصان، وتخلف الثعلب عن الاجتماع، ثم ساد الصمت الجميع. وإن هي إلا لحظات حتى صرخ الأسد وضرب برأسه قاعة الاجتماع صائحاً أين أنت أيها الثعلب، حقاً إنك بنا تلعب، في جعبتك المكر يتمرد، وفي رأسك جُلّ المتاعب... على كلٍ حسابك في الغد يكون أصعب، ويبدو أن القردة قد ألفوا دهاءك واستحسنوا مكرك، ولا عجب، فهذا ابن آوى هو من طينتك بل من جلدتك.. لا شك هناك اتفاقية بينكما..! بلى قد أخفاها عنا جميعاً وعني أيضاً أنا الأسد خاصة أليس ذلك يا ساكني الغابة؟ فقال النمر: يبدو أنه مريض، وأنت تعلم أيها الأسد الغضنفر.. إنه كان في السابق يغافل الرعاة، وربما يعاود تلك السابقة حيث ورثها كابر عن كابر.. دعني ألحق به وأتحسس مكانه. ثم أردف الفهد قائلاً: إن سمحت لي أيها الأسد، دعني أخرج سريعاً أبحث عنه في الناحية الجنوبية، لعله قد أراد أن يتنسم هواء جنونياً، ثم يرفث في أنوفنا جميعاً. وفي أقل من دقائق معدودة آتيكم بالخبر اليقين، دعني ألحق في أثره، وأتحقق من طريقه. وجاء دور الحصان الذي عقَّب قائلاً: أظن أنه قد ذهب صوب الناحية الشمالية يتنسم ريح الشمال، وقد استراح قليلاً وأخذه النعاس وتراه يغفو تحت شجرة، ويتظاهر في سبات عميق، كي يحظى بصيد وفير. وإذ يعوي الذئب بأعلى صوته، قائلاً: كأنني أسمع صوته خارجاً يخرخر، إنه يأتي ويمضي إلينا رويداً رويداً، فهل تسمح لي أيها الأسد أن أخرج وأستطلع الأمر، وهنا انتفض الأسد مزمجراً.. لا عليكم، ابقوا هنا وأكمل أيها الذئب تسجيل وقائع الاجتماع، أنا سأعالجه بنفسي.. بنفسي.. وخرج مسرعاً هائماً حائراً، لا يدرى أيذهب إلى الشمال أم إلى الجنوب، مزمجراً يملأ فضاءات الغابة، متوعداً الثعلب، وقد نسوا جميعاً هجمات القردة وابن آوى التي ما زالت تهدد مقرهم وتقض مضاجعهم. واستمر الذئب يسجل وقائع الاجتماع حتى غربت الشمس وأفلت، ولسان حال المجتمعين تيقنوا... (اجتمعنا.. واتفقنا على أن لا نتفق). فجأة يدخل الثعلب غرفة الاجتماع، معتمراً جبة الأسد. فانتفض الجميع، النمر، الفهد، الحصان والذئب، قائلين بصوت واحد: أيها الأسد الضرغام، يبدو أن الثعلب قد هادن جماعات القردة وابن آوى.. ونسي الجميع فيما كانوا يجتمعون. محمد عوض الجشي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©