الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الرأسمالية تحل مشكلة المناخ

الرأسمالية تحل مشكلة المناخ
25 يوليو 2018 21:14
بقلم: فريد كروب سويا بنى العلم والرأسمالية العالم الحديث، لكن عبر الطيف السياسي، يتعرض كلاهما للهجوم، وإذا أردنا حل أكبر التحديات التي تواجهنا، بما في ذلك تغير المناخ، يجب علينا نشر قوة العلم والرأسمالية في أنحاء العالم. ويؤكد أفضل بحث متاح وجود تغيّر مناخي من صنع الإنسان، ويثبت كذلك، مساهمة البشر في تسريع وتيرة الاحترار العالمي. وكانت توقعات العلماء الخاصة بارتفاع درجة الحرارة دقيقة إلى حد كبير. وخلال العقود الثلاثة الماضية، منذ أن حذر جيمس هانسن، عالم المناخ بوكالة «ناسا»، الكونجرس للمرة الأولى من أن الاحترار العالمي قد بدأ، ضخت الولايات المتحدة ودول أخرى مليارات الأطنان من ثاني أكسيد الكربون والميثان إلى الغلاف الجوي، واستمرت درجة حرارة الكوكب في التصاعد. وتنبأت معظم دراسات المناخ التي صدرت في منتصف القرن العشرين بارتفاع درجات الحرارة في العالم بمتوسط درجة مئوية واحدة فقط بحلول عام 2016. وقد ثبتت صحة هذه التوقعات بالفعل. وعندما توقع علماء الغلاف الجوي زيادة وتيرة الأحداث المرتبطة بالحرارة الشديدة، كانوا على حق أيضاً. وتوقع العلماء أيضاً أن يكون الاحترار أكثر وضوحاً في شرق آسيا والمنطقة القطبية الشمالية، وهو ما يحدث حالياً بالفعل. وهذه النتائج ليست مفاجئة، نظراً لأنها تستند إلى العديد من مجموعات البيانات المستقلة. وتجمع هذه القياسات بوساطة الأبراج والطائرات والأقمار الصناعية وغيرها، ويقيمها آلاف العلماء في جميع أنحاء العالم. إنها علامة على مدى موثوقية هذه الأبحاث، التي تعتمد عليها شركات التأمين في تقديرها لحجم الأموال المدفوعة في حالة وجود أضرار على الصناعات أو المحاصيل الزراعية أو حركة نقل البضائع بالسفن والطائرات، فصناعة التأمين تقدر بتريليونات الدولارات ولا تستطيع معظم الشركات اعتماد الآراء «السياسية» بشأن تغير المناخ كأساس لتقدير حجم الأعمال. وبالنسبة إلى الشركات التي تواجه تأثيرات محتملة من المناخ، فإن رفض الاحترار سيكون كما لو كانت متاجر «ميسيز» الشهيرة في الولايات المتحدة للبيع بالتجزئة تقول إن البيع عن طريق الإنترنت أثر عليها سلباً فأغلقت أبوابها. للأسف، شكك المشككون في تغير المناخ عن طريق تحريف نتائج الأبحاث العلمية. وادعى البعض أن نماذج هانسن فشلت في التنبؤ بدرجات الحرارة بدقة. كما أعرب الباحثون الذين ينتقدون علم المناخ السائد عن شكوكهم في تزايد حدة الظواهر الجوية القاسية، التي هي في الواقع أكثر كثافة مما كانت قبل 30 عاماً، بسبب المحيطات الأكثر دفئاً والعوامل الأخرى المرتبطة بالمناخ. واقترح كثيرون أن ارتفاع درجات الحرارة العالمية قد توقف بالفعل مؤخراً، رغم أن السجلات الموثوقة تظهر أن الأمر ليس كذلك وأن درجة حرارة الأرض في ازدياد. جيري تايلور، نائب الرئيس السابق لمعهد «كاتو» وأحد المتشككين في نظرية التغير المناخي، غير وجهات نظره في هذا الأمر عندما أعاد قراءة نتائج دراسات هانسن وأدرك أن تنبؤاته الخاصة بارتفاع درجة حرارة الأرض تظهر على أرض الواقع بالفعل. وقد تكون النقاشات حول علم المناخ مفيدة للسياسيين الباحثين عن فرصة لجذب الناخبين، لكن المعلومات الخاطئة لا تساعدنا على التخطيط لحماية النمو الاقتصادي في المستقبل. وتقدر «سيتي جروب» أن تكلفة تغير المناخ غير المقيدة ستكون بعشرات التريليونات. ويقول رئيس جمعية إعادة التأمين الأميركية إن الاحترار العالمي يمكن أن يؤدي إلى إفلاس صناعته، حتى شركات الوقود الأحفوري مثل «إكسون موبيل» و«شل» أعربتا عن الحاجة الملحة لإدارة مخاطر تغير المناخ. وهذا يعيدنا إلى الرأسمالية، إن تغير المناخ نتيجة ثانوية للازدهار الذي يخلقه اقتصاد السوق، لكن السوق يمكن أن يكون أيضاً مصدراً لتوليد حلول فعالة دائمة لتقويض مخاطر التلوث البيئي الذي ينتج عنه زيادة حرارة الأرض. لقد تطورت بالفعل تكنولوجيات الطاقة النظيفة، مثل الرياح والطاقة الشمسية، بشكل هائل في العقدين الماضيين. والحكومات التي تفرض ضرائب ومصاريف باهظة على الشركات التي تنتج انبعاثات الكربون بنسب عالية يجب عليها أن تسرع ببناء محطات لتوليد الطاقة النظيفة. وهذا من شأنه تسريع القطاع الخاص للاستثمار في تقنيات الطاقة النظيفة. ورغم أن تغير المناخ يضع المزيد من التحديدات أمام الصناعات الأميركية ما يمثل تحدياً مرعباً، إلا أنه يمكن للحكومات الحالية إطلاق العنان للابتكار بتشجيع المستثمرين والمخترعين ورجال الأعمال، الذين سيعملون على بناء مستقبل أكثر ازدهاراً وأماناً، من خلال العمل مع الحقائق العلمية الدقيقة والحوافز المناسبة، ومن المؤكد أن السوق سيجد حلولاً تدر الأرباح.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©