الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عقاقير «الهلوسة» وهْم وزيف وضلالات

23 يونيو 2014 23:01
تحذر الدوائر المعنية بمكافحة المخدرات في الدولة من أن ظاهرة انتشار المخدرات الصناعية بين الأبناء من المراهقين وصغار السن باتت تتفاقم وتبعث على القلق، نظراً لأن المراهقين وصغار السن، يتعاطون مثل هذه الحبوب من باب التجربة وحب الاستطلاع، أو للسهر، ودون إدراك لمخاطرها المحدقة، التي تؤدي بهم إلى دوامة الإدمان والضياع. إن الطامة الكبرى أن جميع ضحايا الإدمان، ومن يسيؤون استخدام مثل هذه الأنواع من المخدرات أو الحبوب والعقاقير الصناعية التي تروج على هيئة أقراص متعددة الأسماء مثل «الترامادول» أو«السبايس» أو أقراص «الهلوسة» مختلفة التسميات، لم يكن لديهم الوعي الكافي والاستبصار الحقيقي بأنهم سيصبحون مدمنين بعد حب الاستطلاع والميل إلى حب التجربة عندما تعاطى مثل هذه الأقراص للمرة الأولى، أو تصوروا بأنهم سيكونون قادرين على التوقف عن التعاطي في أي وقت يشاؤون! والمثير للدهشة أن مروجي مثل هذه الأقراص يسوقونها عبر شبكات «الإنترنت» على أنها نوع من البخور أو العطور التي تساعد على تنشيط الذهن أو من أجل «تحسين المزاج»، وأنها ذات «مفعول يستمر لفترة طويلة». سوء استخدام سوء استخدام تعاطي تلك العقاقير التي تحمل مسميات عديدة تسبب الإدمان، حيث يكون الاعتماد النفسي والعضوي على المادة المخدرة نتيجة تكرار تعاطيها، ويتجلى ذلك في صورة رغبة شديدة في الحصول على المادة المخدرة بأي ثمن، وهنا تتولد ما نسميه بظاهرة التحمل، ويحتاج دائماً إلى زيادة جرعات المخدر ليحصل على نفس التأثير الذي يريده لتخفيف معاناته الجسمية من أعراض الانسحاب، وإذا ما تأخر في تعاطي الجرعة المعتادة فإنه سرعان ما يشعر باختلال في وظائفه العصبية والجسدية، ويصاب بنوع من الهياج الشديد والرغبة في الحصول على المخدر بأي ثمن، مما قد يدفعه إلى العنف وارتكاب الجرائم بجميع أنواعها، ومن ثم يدور في حلبة الإدمان الذي قد يكون بدأ معاناته معه عن طريق صديق سوء، وحب استطلاع، وعدم استبصار بخطورة تجربته الأولى». يوضح الدكتور محسن خليل، أخصائي الطب النفسي أن عقاقير «الهلوسة» عبارة عن خليط مركب من مواد كيماوية غير متجانسة تسبب اضطرابًا في الجهاز العصبي المركزي محدثة تغييراً في النشاط الذهني العقلي، وخللاً في التفكير والإدراك، وغالباً ما تكون عقاقير «الهلوسة» عديمة الرائحة واللون، وهي من أسرع وأقوى المواد تأثيراً على الدماغ، وتأخذ عن طريق الفم على شكل أو هيئة أقراص، أو كبسولات، أو سائل، ويتم تصنيعها وترويجها على شكل طوابع البريد أو «استيكرز». ومن أهم التأثيرات توسع حدقات العينين، وارتفاع في درجة حرارة الجسم، وزيادة معدّل نبضات القلبَ وارتفاع في ضغطَ الدم، والتعرق، وفقدان الشهية، والأرق وقلة النوم، وصعوبة في التركيز والتفكير، مع جفاف في الفم، والإحساس بالعطش الشديد، مع هزّات وارتجافات في بعض العضلات وخاصة الأطراف. ويسهل التعرف على متعاطية حيث يكون في حالة هستيرية مهلوسة، ويظهر على متعاطيه أوهام وتخيلات لا معقولة وغير المألوفة في الطبيعة والواقع مما يجعله يهذي بكلمات وأفعال تنم عن تعاطيه». ضلالات ويضيف الدكتور خليل: «إن تعاطي هذه العقاقير يسبب للمتعاطي الهلاوس البصرية والسمعية، بحيث يتصور أحياناً أنه صاحب قدرات خارقة فوق العادة، ويخيل أشياء وصور غير موجودة في الواقع، أشبه بالضلالات، أو قد يصاب بإحساس آخر على النقيض، مثل الشعور بالفزع الشديد والخوف أو الاكتئاب بسبب ما يراه من خيالات وأوهام، وتصحبه فيما يسمى بالرحلة النفسية «الترب»، وغالباً ما تكون هذه الرحلة التي يشعر بها سيئة، وتؤدي إلى أغراض خطيرة وحوادث مميتة، وكثيراً ما تؤدي إلى الانتحار. فالمتعاطي عادة ما يشعر بأنه يسبح في رحلة من الأوهام السيئة، كما تسبب تغيرات في الحالة النفسية والإدراك والرؤية والإحساس بالوقت والمكان». (أبوظبي- الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©