السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علوم مزيّفة.. وعلماء مزيّفون

علوم مزيّفة.. وعلماء مزيّفون
25 يوليو 2018 19:56
في حقل العلم الزائف Pseduscience هناك نظريات وفرضيات كثيرة، منها تلك التي تسمى بفرضية onautuss أو الغرباء أو اللامنتمين القدماء Ancient alliens، وترى أن هناك كائنات ذكية جاءت إلى الأرض من الكواكب الأخرى واتصلت بالبشر في عصور قديمة أو سحيقة (ما قبل التأريخ)، وأثرت في تطوير الثقافات والتقنيات، بل وترى أن كل الأساطير القديمة جاءت معهم، وأنهم استعانوا بأدوات ومركبات مكنّتهم من إحداث تلك التغييرات النوعية في طبيعة وسلوك ومعارف الإنسان القديم. والحقيقة أن مثل هذه الأفكار لا تلقى أي دعم من العلماء الأكاديميين في حقولهم بل هم يرفضونها كلياً. والملاحظ أن أغلب من يمارس نسج مثل هذه الفرضيات هم ليسوا من العلماء الأكاديميين أو العاملين في الحقل العلمي.. بل هم طارئون عليه. يرى أهل فرضية الاتصال القديم أن الإنسان نتاج تعديلات جينية قام بها هؤلاء الفضائيون للجنس البشري القديم أو السحيق، أو أنهم تزاوجوا مع هذا الجنس ونتج عن ذلك جيل الإنسان الذكي أو العاقل أو المنتصب القامة وغيره والذي يختلف عن الأجناس القديمة من البشر. ويعتبرون أن ثقافة الفضائيين التي أتى بها هؤلاء هي بمثابة (الثقافة الأولى) أو (الثقافة الأم) التي ظهرت في تاريخ البشر والتي نتج عنها بناء المعابد والهياكل والعمران على الأرض، ومنها (الأهرام، وأساسات هياكل بعلبك الضخمة، وتماثيل رؤوس الموي في جزيرة القيامة في المحيط الهادي الجنوبي التابعة لتشيلي وغيرها).. وكان البشر هم العمّال الذين ساعدوا على بنائها فقط. ويعتمد أنصار هذه النظريات على النفاذ من الثغرات التي تظهر، عادة، في السجلات التأريخية والآثارية، وعلى تهويل حجم المنجزات من الناحية الكمية والنوعية بحيث يصعب تصور إنجازها من قبل الإنسان العادي، ولذلك لا بد من (معجزات فضائية) ساهمت فيها.وكذلك يعتمدون على طبيعة الأساطير التي تُظهر أحداثاً خارقية وتلجأ إلى الحديث عن وسائل خارقية أيضاً، وهو جزءٌ من نسج الأساطير، لكنهم يأخذونها بتفسير حرفي على أنها حدثت من قبل كائنات حقيقية خارقة جاءت من خارج الأرض. وتقف جميع هذه النظريات بالضد من النظريات العلمية التي تقول بأن الإنسان تطور بشكل بطيء طيلة عصور ما قبل التاريخ ثم تسارع تطوره في نهاية هذه العصور مع اكتشاف الزراعة، وحين ظهرت الحضارات الأولى أصبح التسارع أشد قوة وصولاً إلى عصرنا الحديث. وهناك تسميات متعددة تطلق على هؤلاء الفضائيين منها: 1. الغرباء، اللامنتمون، الأجانب، الألينيون القدماء Ancient Alliens. 2. أذكياء خارج الأرض (ETI) Exraterrestrial Intelligence. 3. الفهود القدماء Ancient Ufonauts. 4. الفضائيون القدماء Ancient Space Pilots. 5. المتصلون القدماء Paleo contract. 6. الفلكيون Astronauts. 7. الآلهة الغريبة Allien Gods. ومن هؤلاء المزيفين الذين طرحوا مثل هذه الأفكار نذكر الأسماء الآتية مع تعريف بسيط بفرضياتهم غير العلمية، وسنتناول بمقالةٍ خاصة أكبر مزور في التاريخ الحديث وهو زكريا ستشن لأهمية ما يجب التنبيه له من تزويره الواسع النطاق. * هارولد توم ويلكنز صحفي وكاتب ومؤرخ مزيف (1960 - 1891) وهو أول من طرح بجدية نظرية الفضائيين، والتي كانت تدور حول الأجسام الطائرة الغريبة في كتابه (الألغاز محلولة وغير محلولة)، وعن الآلهة البيضاء الذين هم جنس أبيض احتل أميركا الجنوبية ثم اختفوا. وكتب عن نظرية الأرض المجوفة حيث أحفاد أتلانتس في أنفاق تحت الأرض في أميركا الجنوبية وخاصة في البرازيل وفي جبل الأنديز، وعن ماري سيليست والاختفاء في جبل غلاستنري، وأسرار القرون الوسطى، واختفاء الطائرات والسفن والناس وغيرها. جاء الرد على أفكاره عنيفاً من العلماء الحقيقيين، فقد وصفه عالم الأنثروبولوجيا (جون ألدن) بأنه كاتب كاذب وأن بياناته غير صحيحة، وظهرت مراجعات لكتبه حول أميركا الجنوبية القديمة ووصفت بأنها كتب خيال علمي. ووصفت مدنه السرية في أميركا الجنوبية حول (أتلانتس) و(مو) بأنها كاذبة. ولاحظ جيسون كولافيتو أن ويلكنز كان منتحلاً في كتابه (المدن السرية لأميركا الجنوبية القديمة) وأنه قد أخذ مادتها من كتاب (العقيدة السرية) لمدام بلافاتسكي المعروفة بنهجها الثيوصوفي. أما أهم كتبه فهي: أسرار أميركا الجنوبية القديمة (1945)، مدن سرّية في أميركا الجنوبية القديمة (1952)، أسرار غريبة من الزمان والمكان (1952)، الصحون الطائرة (1954)، مجموعة كتب عن كنوز القراصنة. * إيوسف شكلوفسكي عالم الفيزياء الفلكية السوفيتي المعروف (1916 - 1985) وله إنجازات معروفة، لكنه كتب مع كارل ساجان كتاباً اسمه (الحياة الذكية في الكون) 1966، وكان له كتاب تمهيدي في هذا المجال هو (الكون، الحياة، الذكاء) 1962. وقد حث كتابه المشترك مع ساجان على النظر بجدية في إمكانية حدوث اتصال من خارج الأرض. ذكر شكلوفسكي مع ساجان أسطورة الحكماء السبعة السومرية والكائن (أوان) وهو الكائن السمكي الذي يعلم الزراعة والرياضيات والفنون للسومريين الأوائل، ورأى أن هذه الإشارة تشير إلى كائنات غريبة زارت الأرض. * كارل ساجان عالم فلك أميركي (1934- 1996) ساهم في تبسيط علوم الفيزياء الفلكية والفلك، وكان له دور مهم في تحرير البحث عن كائنات ذكية خارج الأرض. وهو عالم إعلامي جيد في حقله، لكنه شطح في هذا الموضوع وربما كان ذلك بسبب الشهرة والنجومية التي لا تليق بالعلماء الحقيقيين. ركز في كتبه وخصوصاً (تنانين عدن، عالم تسكنه الشياطين) على أن الكون يضم حياةً أو أكثر خارج إطار كوكب الأرض بسبب حجم الكون الهائل واحتمالية أن تنشأ الحياة في أماكن أخرى غير الأرض.. ونحن لا نختلف مع هذا المبدأ نظرياً لعدم وجود ما يشير، عملياً، الآن لوجود حياة ذكية أخرى، لكنّ العودة إلى الماضي وتفسيره بهذه الطريقة أمر لا يليق بعالمٍ حقيقيّ يدرك جيداً أن علم الآثار وعلماء الآثار هم أكثر العلماء صمتاً في هذه المواضيع ولم يخرجوا يوماً عن وظيفتهم العلمية في وصف الآثار بدقة واقعية لا تلمّح لأية أمور خارقية كالتي تحدث عنها ساجان مثلا. * إريك فون دانكن كاتب ألماني مثير للجدل ولد في 1935 اشتهر بكتابه الأول (عربات الآلهة)، وهو أحد أهم مروجي نظريات الباليو كونتاكت، وهو أحد كتاب التأريخ والآثار المزيفين. وتشير حياته العملية لذلك أيضاً؛ فقد أدين كمدير فندق في سويسرا بالاحتيال والجرائم المالية وسُجن بسبب ذلك. وبسبب شيوع أعماله وكتبه أصبح أحد مؤسسي جمعية بحوث الآثار وريادة الفضاء وقام بإنشاء وتصميم حديقة الغموض (يونغفراو بارك) في سويسرا. القاسم المشترك لمؤلفات دانكن في اعتقاده بأن هناك كائنات كونية زارت الأرض في الماضي السحيق وحملت معها العلوم والحضارة والثقافة، وبنت هياكل ضخمة منتشرة في أنحاء العالم مثل الأهرامات وتماثيل جزيرة وستونهينج، وخطوط نازاكا وخارطة بيري ويس..إلخ. ويدلل على ذلك بوجود الأعمال الفنية القديمة التي تصور هؤلاء الفضائيين ومركباتهم وطائراتهم وتقنياتهم وأدواتهم. ورأى دانكن أن هؤلاء الفضائيين أثروا في تركيب الحكايات والأساطير الدينية ومنها ما ورد عنهم في التوراة باسم (نفليم) أي الملائكة الساقطين. وترجمت كتبه إلى (32) لغة. ورد الأكاديميون عليه بقوة وفنّدوا أفكاره، وقامت مجلة (سكايبتيك) بفضح سرقاته من الأفكار عن أعمال أدبية سابقة مثل: (صباح الحرة، نداء سيتولهو، جبل الجنو). من كتبه: مركبات الآلهة، معجزات الآلهة: نظرة إلى عالم الخارق، العودة إلى النجوم، آلهة من الفضاء الخارجي، ذهب الآلهة، البحث عن آلهة الأقدمين: أدلتي المصورة عن المستحيل 1976. * روبرت تيمبل كاتب أميركي ولد عام 1945 اشتهر بكتابه (لغز سيريوس – نجم الشعرى اليمانية)... عن دلائل علمية جديدة عن اتصال الغرباء منذ 5 آلاف سنة، الذي نشر عام 1976، ورأى فيه أن شعب قبيلة دوغون يحافظون على تقليد الاتصال مع كائنات ذكية خارج كوكب الأرض من نجم الشعرى اليمانية (سيريوس)، وقد استند في استنتاجاته هذه على تفسير أعمال الإثنوغرافيين مارييل غراول وجيرمين ديتيرلن. قبيلة الدوغون مجموعة تعيش في (مالي) غرب أفريقيا في منطقة الهضبة الوسطى، وعدد سكانها بين (400- 800) ألف نسمة، ويرى تيمبل أن هؤلاء كان لهم اتصالات، قبل 5000 سنة، مع كائنات فضائية برمائية وغريبة الشكل جاءت من كوكب يدور حول الشعرى (سيريوس) الذي يبعد حوالي 806 سنة ضوئية من الأرض والذين قدموا لهم بعض المعلومات. ويعتقد أن معرفتهم الفلكية ثانوية بالنسبة لهم، رغم أن أسطورة الدوغون تدور حول نجم الشعرى وأنه يشكل محور اهتمامهم. كانت الكائنات الفضائية التي يعتقد أنها اتصلت بهم تسمى (نومو) واسم الكويكب الذي يدور حول الشعرى هو (الشعرى ب أو B) ويستغرق مداره خمسين عاماً. ساهمت كتب تمبل مثل (الشمس الكريستالية، وحي العبقرية الصينية، لغز أبو الهول، فجر مصر، نبوءات الميت.. إلخ) في تكريس فرضية الاتصال القديم، لكن أعماله كان يشوبها الحماس والمبالغات غير العلمية * ديفيد فوغان آيكه كاتب إنجليزي ولد عام 1952، كان حارس مرمى محترف في كرة القدم، ثم صحفياً ثم مقدم برامج تلفزيونية ومراسلاً رياضياً ل (بي بي سي)، وهو المتحدث باسم حزب الخضر البريطاني. اشتهر بوجهات نظره بشأن ما يسميه التنوير بمحاولات «السيطرة على ما يحدث حقاً في العالم». ألف 20 كتاباً من أشهرها، حجر رشيد، لا لحشاشي المؤامرة، السر الأكبر، تمرد الروبوتات، الحقيقة تمنحك الحرية، وأطفال مصفوفون، القمر مصنوع من الجبن. يرى آيكه أن العالم تحكمه (الأخوية البابلية) التي تتكون من (عائلات ويندسور البريطانية وآل روتشيلد، وآل روكفلر، ومؤسسة الولايات المتحدة الشرقية المسؤولة عن إعداد رؤساء الولايات المتحدة). استثمر ما جاء في نظرية زكريا ستشن الخيالية، وقال إن الأخوية البابلية وريثة الأنوناكي السومرية وأنهم (الزواحف: وهي تسمية لها علاقة بكائنات إنكي السمكية وهم الحكماء السبعة أي (الأبكالو) وهم أنفسهم ما عرف في تاريخ الأديان بال (أرخونات)، وهم ورثة الإليومناتي (المتنورين) الذين ظهروا في عصر التنوير الأوروبي وما زالوا يتحكمون بثروات العالم وأحداثه وإدارته، وهناك من يتعاون مع هذه الأخوية وينفذ لها أغراضها ومنهم: جورج دبليو بوش ووالده، ديك تشيني، هنري كيسنجر، فرانك سيناترا، ونستون تشرشل، آل غور، توني بلير، بيل وهيلاري كلينتون. يرى أن (المتنورين) يتلاعبون بالعالم بأحداث كثيرة ومتناقضة، لإبقاء البشر في حالة من الخوف الدائم، وبالتالي يمكن لهم أن يغذوا «الطاقة السلبية» التي يخلقها هذا الخوف. ويعتقد أن التأثير (الآرخوني) يمكن أن يُهزم من قبل البشرية التي ستستيقظ يوماً على الحقيقة، وملء قلوب أهلها الحب. اتهم بعض النقاد إيكه بأنه ينكر الهولوكوست وأن نظرية «الزواحف» الخاصة به ونظريات أخرى هي في جوهرها تقع ضمن معاداة السامية. ولكي نتعرف على العلم الزائف الذي أتى به آيكه لابد من فصل الأحداث السياسية التي تجتاح عالمنا في العقود الأخيرة وعدم ربطها التأريخي المتعسف مع علوم الآثار أو ربطها بنظريات الخيال والمؤامرة، إنه يشبه زكريا ستشن بل هو مقلّد له، والاثنان لا علاقة لهما بالتخصص الأكاديمي العميق بالتاريخ والحضارات والأديان واللغات والنصوص القديمة. وكان يمكن لهما أن يكونا كاتبين سياسيين دون التعدي على آثار الماضي وتأويلها المزيّف. * ديفيد هاتشر تشلدريس مؤلف أميركي وصاحب دار نشر متخصصة في الموضوعات الغريبة، ترتكز اهتماماته على المدن المفقودة مثل أتلانتس وليموريا وتغييرات القطب والأرض المجوفة والاتصال عبر المحيطات ما قبل الكولمبي، والتكنولوجيا المضغوطة والطائرات الغريبة ورواد الفضاء القدماء والجمعيات السرية والسفر عبر الزمن وغيرها وتصنف أعماله ضمن العلم المزيف والاتصال القديم. جيورجو تسوكالوس ولد عام 1978، شخصية تلفزيونية يونانية سويسرية، من أشد المتحمسين لفكرة الاتصال القديم، وقدم برنامجه (الغرباء القدماء) المكوّن من 23 حلقة وله مساهمات كثيرة أخرى في هذا الحقل، تخرج تسوكالوس عام 1998 من كلية أيتاكا في نيويورك في المعلومات والاتصالات الرياضية وعمل مروجاً لكمال الأجسام ثم عمل في التلفزيون وأعمال الدعاية والإعلام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©