الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بريطانيا تصفع تميم بإعادة تحريك قضية «باركليز»

بريطانيا تصفع تميم بإعادة تحريك قضية «باركليز»
25 يوليو 2018 00:24
شادي صلاح الدين، دينا محمود (لندن) استقبلت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي أمس، أمير قطر تميم بن حمد على وقع تحرك مكتب مكافحة الاحتيال البريطاني لإطلاق معركة قضائية جديدة ضد مصرف «باركليز»، بتهمة منح قرض مشبوه بمليارات الدولارات إلى قطر عام 2008 ،وذلك عبر تقديم طلب لدى المحكمة العليا لإعادة توجيه الاتهامات التي كانت محكمة أدنى درجة قد رفضتها في وقت سابق حول تفادي «باركليز» مصير مصارف بريطانية أنقذتها الحكومة، فجمع 11.8 مليار دولار من مستثمرين أغلبهم من قطر، وبعد مضي فترة قصيرة قدم المصرف قرضا لقطر قدره 3 مليارات دولار. وعلى مدى خمس سنوات من التحقيقات، اكتشف المكتب ضخامة التعامل مع قطر، فاستجوب نحو 45 شخصاً، بعضهم لأكثر من مرة. ووجه المكتب اتهامات بالتآمر لارتكاب التزوير ضد البنك العام الماضي، وضد رئيسه التنفيذي السابق جون فارلي، وغيره من كبار المديرين التنفيذيين روجر جنكينز، وتوماس كالاريس وريتشارد بوث، بتهمة الاحتيال والفساد في قرض تمويل قطري يعتقد أنه استخدم بشكل مباشر أو غير مباشر لشراء أسهم في المصرف، ما اعتبره المكتب عملية مساعدة مالية غير قانونية. واستقبلت ماي أمس، أمير قطر، وأجرت معه محادثات ثنائية وسط دعوات صادرة من منظمات حقوقية، بينها منظمة العفو الدولية، للضغط على تميم لوقف الانتهاكات بحق العمال الأجانب، والإجراءات التعسفية حيال المعارضين. وكانت لندن شهدت تظاهرة حاشدة أمام مقر البرلمان، احتجاجاً على زيارة تميم، لاسيما بعد إعادة هيئة الإذاعة البريطانية تسليط الضوء على فضيحة المليار دولار التي قدمتها قطر إلى تنظيمات إرهابية في العراق وسوريا. وكتب الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني «الزيارة الجديدة التي يقوم بها رئيس النظام القطري إلى لندن لن تحمل معها أي جديد للشعب القطري، مثلها مثل زيارات أخرى لف بها العالم، وفي النهاية المقاطعة باقية والعناد يستمر والخاسر وحده المواطن القطري»، وأضاف على حسابه في «تويتر» «في ظل التقرير الفضيحة للبي بي سي عن أكبر فدية في التاريخ مولت جماعات إرهابية، ما الذي سيقوله تميم للسياسيين البريطانيين؟ وما تبريره لهذه الفضيحة؟ الزيارة فشلت قبل أن تبدأ»، ليختم «يدورون في الدائرة نفسها، لم يتقدموا خطوة واحدة، ويوهمون شعبنا الصابر أنهم منتصرون صامدون كلنا نعرف حجم الخسائر التي تتعرض لها بلادي بفعل سياساتهم الكارثية المتواصلة.. لن تنفعكم زيارات العالم شرقه وغربه.. الحل في الرياض في الرياض يا تميم!». وواصلت وسائل الإعلامٍ البريطانية توجيه انتقاداتها اللاذعة لزيارة تميم، حيث أبرز موقع «رويال سنترال» الإخباري المستقل التظاهرات الغاضبة، واصفاً ذلك بلهجة تهكمية بأنه ترحيب خاص أعده النشطاء المناوئون للسياسات التي ينتهجها نظامه. وأشار إلى أن هذا الترحيب تمثل في استقبال عاصف لاقاه تميم في شوارع بريطانيا، وذلك في صورة مظاهرة صاخبة. وأكد أن جذوة الاحتجاجات تأججت بفعل الإدراك المتزايد لأفعال قطر، التي تؤدي إلى زعزعة الاستقرار على الصعيد الإقليمي، مشيراً في هذا الصدد إلى الأدلة الجديدة التي كُشِفَ عنها النقاب مؤخراً، وأثبتت أن فدية المليار دولار التي دفعتها السلطات في الدوحة إلى جماعاتٍ إرهابية. وأشار التقرير إلى أن هذه الفدية الهائلة كانت محل هجومٍ عنيفٍ من جانب النشطاء الذين نظموا التظاهرات المناوئة لتميم، ونددوا بقبول حكومة ماي استقبال الزائر القطري. وقال التقرير إن رافضي زيارة تميم كتبوا على بعض اللافتات المناوئة والتي انتشرت في العديد من الطرق في لندن، إنه كيف يمكن لحكومة المملكة المتحدة أن تبسط البساط الأحمر لأمير قطر رغم أن نظامه متهمٌ بدفع مليار دولار لجماعات إرهابية». وأبدى التقرير استياءً ضمنياً من أجواء السرية المفروضة على زيارة تميم رغم أنها بدأت الأحد الماضي، قائلاً إنه لم يُكشف عن جدول أعمالها رسمياً حتى الآن. وأفسح مساحةً لا يُستهان بها للحديث عن المظاهرة الحاشدة المنددة بقطر التي خرجت أمام مقر البرلمان. وأشار كذلك إلى الوسوم التي دُشِنتْ على»تويتر«لرفض زيارة تميم. كما نقل عن محللين سياسيين تأكيدهم على ضرورة أن تستغل حكومة ماي زيارة تميم لطرح أسئلةٍ بشأن الدعم الذي تقدمه الدوحة باستمرار لجبهة النصرة وتنظيماتٍ متطرفةٍ أخرى في سوريا، على الأصعدة المالية والسياسية والعسكرية. وقال المحللون إنه من المعروف أن الدوحة تساند جماعاتٍ ومنظماتٍ متطرفةً ترفض الاندماج في البلدان الغربية التي ينتمي إليها أعضاؤها»، مُشيرين كذلك إلى أن «نظام الحمدين» يوفر أيضاً «التمويل والمساعدة المادية لجماعاتٍ عازمةٍ على تقسيم المجتمعات الإنسانية في العالم. وجدد موقع «بوليتيكالايت» الإخباري البريطاني المستقل هجومه على التزام المسؤولين البريطانيين الصمت حيال زيارة أمير قطر. وقال إن مسؤولين من أمثال صادق خان عمدة لندن، لا يزالون يحجمون عن التعليق على التقرير الذي يندد بصمتهم إزاء وجود الزائر القطري غير المرغوب فيه على التراب البريطاني، رغم أن صحفييه حاولوا التواصل مع مكتب خان للحصول على تعقيبٍ في هذا الصدد. وشدد على أن هناك العديد من الأسباب التي تدعو للتنديد بزيارة تميم، باعتباره حاكماً يقود دولةً ذات سجلٍ كئيبٍ في مجال حقوق الإنسان وتأوي الإرهابيين وتموّلهم وتنتهج سياساتٍ تمييزيةً ضد المرأة. وجدد استنكاره حيال عدم اتخاذ عمدة لندن موقفاً مناهضاً لهذه الزيارة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©