هناء الحمادي (أبوظبي)
«البيذام» فاكهة الصيف المجانية، تزين منازل الكثير من الإماراتيين الذين يفضلون تناول ثمارها، تقدم ثمارها لكل جائع متحدية حر الصيف وجفاف الأرض، تعتبر من أهم الأشجار المحببة محلياً، يقال فيها مثل شعبي «يا اللوز بالبستان عبر في زباد»، والزباد هو الرائحة الطيبة.
تسترجع السبعينية فاطمة المطروشي طفولتها، وهي تنظر إلي حبات اللوز على الشجرة، وتتمنى تناولها ولكن بعد المسافة عنها يمنع قطفها، وتقول «والدي كان يدرك حبي للوز، فكانت حباتها أحيانا تتساقط على الأرض لتسرع خطواتي إليها والتقاطها وتناولها، لكن البعض منها يظل قابعاً في الشجرة، ليسرع والدي بعصا طويلة يقطف ما نضج منها. تتابع« كانت شجرة اللوز بالنسبة للصبيان المكان المناسب لتسلقها، بينما الفتيات فكانت بديلا لهم بصنع المريحانة عليها».
عنقاشة اللوز
وتتعالى ضحكات عبيد خميس (50 عاما) من إمارة الشارقة، حين يتذكر شجرة اللوز في حوش المنزل، حيث كان الجميع يستظل تحتها، حيث تهب نسائم الهواء العليل في زوايا البيت، فقد كانت الشجرة تزين البيت، ويقول «ما أن ثُمر شجرة اللوز، إلا ويتسلقها الصبيان، أو يتم هزها لأكثر من مرة، أو من خلال عصا أو عبر استهداف الثمرة ورميها بحجر صغير».
ويضيف بعد فترة من اللعب يستلقي الأطفال مجموعات تحت ظلال الشجرة كبيرة الأوراق ويبدؤون بأكل اللوز والتحدث والضحك، خاصة عندما يقوم احدهم بأكل ثمرة اللوز دون انتباهه لوجود الدود فيها، وبعد ذلك تبدأ مرحلة جديدة من اللعب برشق بعضهم بعنقاشة اللوز «بذرة اللوز الكبيرة»، ومن ثم يجمعون البذور في مكان مكشوف لعدة أيام حتى تجف تماما، ويقومون بكسر البذرة ليجمعوا «البيذام» الذي بداخل البذرة.
ويؤكد صالح أحمد أن أشجار اللوز جميلة وثمارها حلوة، لا تحتاج إلى عناية خاصة فقط زراعتها في البداية والمداومة على سقيها، وبعد أن تكبر لا تحتاج إلى الماء إلا في الأسبوع مرة أو على فترات متباعدة.
وشجرة اللوز من أصناف اللوزيات التي تبدأ بطرح أزهار اللوز خلال شهر مارس، لتتحول الأزهار إلى ثمار خضراء صغيرة «البرما» تكبر وتنضج مع بداية شهر يونيو ويوليو وحتى أواخر الصيف لتكون «اللوز»، وتصنف إلى ثلاثة أنواع حسب ألوانها، خاصة من الداخل صفراء وحمراء، ويعتبر اللوز الأصفر الأكثر انتشاراً، بينما يفضل الأغلب اللوز الأحمر بسبب لذة طعمه وكثرة نسبة السكر فيه.
عدد اليوم
