الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إيران نموذج لعقدة «شعب الله المختار»

22 يوليو 2018 21:24
ما كان الخلاف بين ابني آدم - هابيل وقابيل - ليتعقد ويتطور بتلك السرعة، في اتجاه جريمة القتل البشعة المكتملة الأركان، لولا وساوس النفس الأمارة بالسوء، وما تسوله لصاحبها من وهْم وقوع الظلم عليها ووهمْ الشعور بالسمو والتميز عن باقي الأجناس، ورؤية الفضل على الغير، وصولاً إلى ظنون النقاء والاختيار الإلهي، وخصوصية القدرات الذاتية، وبالتالي تراها تستمتع بإيقاع الأذى في الآخرين واضطهادهم، والتلذذ بآلامهم!، ويبدو أن العقلية الإيرانية الفارسية نسخة مطابقة بما يسمى بشعب الله المختار، فهي لا تكف بالعزف على عقدة المظلومية، ولا يخفون أطماعهم بعودة «إمبراطورية فارس»، ويبدو أن مجمل السلوك المتعلق بالعلاقات العربية- الإيرانية يرتبط ارتباطاً وثيقاً بهذه «العقدة». ويتجلى هذا في حرص النظام في إيران على أن يتخرج الطالب الإيراني من مؤسسات التربية والتعليم متعصباً لعنصره الإيراني ولمذهبه الشيعي نتيجة لما يتلقاه من تربية عنصرية في جميع مراحل التعليم، وتلقينه دروساً عن المعاناة التي لقيها الإيرانيون عبر حربهم مع العراق، والاصطفاف الدولي والعربي ضدهم، وتبرير التوسع واحتلال الأراضي من خلال تلقين الطالب وإيهامه أن كل المناطق العربية المحيطة بإيران الحالية كانت مرتبطة بالتاريخ الإيراني، وهذا ما اتضح من خلال موضوع احتلال إيران للجزر الإماراتية، حيث تركز مؤسسات التربية والتعليم هناك على إعطاء الثورة ثوباً إنسانياً وهو «جمع شيعة الشتات في أرض الإمبراطورية الموعودة». أما صورة الإيراني فهو: «العبقري، الفذ، المضحي، والذي لديه رسالة لإنقاذ البشرية»، وبالمقابل صورة العربي الذي هو «إنسان غير حضاري، ليس له تاريخ أوتراث، ولا يحمل مقومات الإرث المادي والروحي. وقد اهتم النظام في إيران بتعليم الطلاب أصول التشيع، واللغة الفارسية، والتاريخ الفارسي، وقد بلغ اهتمامها باللغة والمذهب اهتماماً فاق اهتمام غيرها من الدول، حيث تعد اللغة الفارسية والمذهب الشيعي والتاريخ الإيراني الأساس لقيام الدولة الإيرانية، إذ إن اللغة الفارسية هي وسيلة الاتصال والتفاهم، وتقوم عليها عمليات التنمية والتطور والثقافة، ويشدد على تعليمها في المدرسة، وهذا ما يطلب من المدرسة الإيرانية للاستمرار بنقل مفاهيم العقلية المذهبية الشيعية التي تبشر بقيام «الإمبراطورية الشيعية الفارسية العالمية» التي سيقودها الإمام المهدي، ومازالت تعمل إيران على حقن الناشئة بقيم معدة مسبقاً، باعتبارها حضارة رائدة مستمرة عبر التاريخ، والثورة الإيرانية كخُلاصة للتفاعل بين «المذهب الشيعي»، و«القومية الفارسية» – والناتجة عن قيم تتلخص بالتفرد، والتعالي والسعي نحو قيادة العالم. هند ناصر خلفان السويدي - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©