الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«نسور قرطاج» يسعى للتحليق مجدداً بكأس أفريقيا

«نسور قرطاج» يسعى للتحليق مجدداً بكأس أفريقيا
17 يناير 2012
القاهرة (د ب أ) - عندما يشارك المنتخب التونسي لكرة القدم في نهائيات كأس الأمم الأفريقية الثامنة والعشرين 2012 التي تستضيفها غينيا الاستوائية والجابون من 21 يناير الحالي حتى 12 فبراير المقبل، سيكون هدف نسور قرطاج هو تحسين الصورة واستعادة مكانتهم الأفريقية التي اهتزت كثيراً عبر السنوات الماضية من خلال مجموعة متتالية من الإخفاقات. وبعد ثماني سنوات فقط من فوز الفريق باللقب الأفريقي الوحيد له في تاريخ مشاركاته العديدة بكأس الأمم الأفريقية يسعى المنتخب التونسي بقيادة مديره الفني سامي الطرابلسي إلى الظهور بشكل جديد ولكنه يسعى في نفس الوقت إلى حصد اللقب الأفريقي الثاني له خاصة في ظل غياب العديد من القوى الأفريقية الكبيرة وقصر المنافسة على عدد قليل من المنتخبات. وبعد اختفاء العديد من نجوم الجيل الذهبي للكرة التونسية والذين شقوا طريقهم إلى نهائيات بطولة كأس العالم ثلاث مرات متتالية أعوام 1998 و2002 و2006، بدأ التغيير في نسور قرطاج قبل بطولة كأس الأمم الأفريقية 2008 بغانا. ولكن هذا التغيير سواء في اللاعبين أو الأجهزة الفنية لم ينجح في مواصلة نجاح نسور قرطاج سواء في بطولة كأس الأمم الأفريقية أو في التصفيات المؤهلة لبطولة كأس العالم حيث غاب الفريق عن نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا. كما خرج المنتخب التونسي صفر اليدين من بطولة كأس أفريقيا 2008 بغانا بعد الهزيمة أمام الكاميرون في دور الثمانية، بينما احتل الفريق المركز الأخير في مجموعته بالدور الأول لبطولة 2010 بأنجولا ليخرج صفر اليدين مبكراً. لذلك، يطمح المنتخب التونسي إلى تحسين صورته واستعادة توازنه بعد هذه الإخفاقات المتوالية. حياة أو موت ويتعامل نسور قرطاج مع البطولة الأفريقية الجديدة في غينيا الاستوائية والجابون بشعار “حياة أو موت”. ويحظى المنتخب التونسي بسمعة رائعة ليس على مستوى القارة الأفريقية فحسب وإنما أيضا على المستوى العالمي نظراً لمشاركته في بطولة كأس العالم أربع مرات سابقة أعوام 1978 و1998 و2002 و2006. ورغم تذبذب نتائج المنتخب التونسي في تصفيات كأس الأمم الأفريقية منذ مشاركته الأولى في البطولة عام 1962 وحتى مطلع التسعينيات حيث وصل للنهائيات أربع مرات فقط على مدار ثلاثة عقود، أصبح نسور قرطاج عنصرا منتظما في النهائيات منذ عام 1994 وحتى الآن. وستكون البطولة القادمة هي المشاركة العاشرة على التوالي للفريق في النهائيات والرابعة عشر بشكل عام. وبدأ المنتخب التونسي مشاركاته في كأس إفريقيا بقوة حيث وصل للمربع الذهبي في بطولة 1962 بإثيوبيا ولكنه خرج من الدور الأول في البطولة التي أقيمت في غانا 1963 ثم أحرز المركز الثاني في البطولة التالية التي استضافتها بلاده عام 1965. وبعدها غاب الفريق عن النهائيات منذ بطولة عام 1968 وحتى بطولة عام 1992 باستثناء مشاركته في نهائيات 1982 بليبيا والتي خرج فيها الفريق من الدور الأول للبطولة. ولكن مع استضافة تونس للبطولة عام 1994 عاد “نسور قرطاج” للظهور في النهائيات لكن إقامة البطولة على ملعبهم لم يغير من الأمر شيئا حيث خرج الفريق من الدور الأول للبطولة صفر اليدين. ويبدو أن هذا الخروج المبكر تسبب في انتفاضة حقيقية لكرة القدم التونسية فأصبح الفريق على مدار السنوات العشر التالية من القوى الكروية الكبيرة على الساحة الأفريقية ففاز الفريق بالمركز الثاني في بطولة 1996 بجنوب أفريقيا بعد الهزيمة في المباراة النهائية أمام أصحاب الأرض. اللقب الأول كما وصل الفريق لدور الثمانية في بطولات 1998 و2006 و2008 وللدور قبل النهائي في 2000 بينما خرج من الدور الأول عامي 2002 و2010. وفي نفس هذه الحقبة الزمنية بين أواخر القرن الماضي والسنوات العشر الأولى من القرن الحالي انتزع “نسور قرطاج” بطاقة تأهلهم لكأس العالم ثلاث مرات متتالية ورغم خروجهم من الدور الأول في البطولات الثلاث ترك الفريق أثرا جيدا في هذه المشاركات. ولكن أبرز إنجازات المنتخب التونسي على الساحة الأفريقية تحققت عندما استضافت تونس البطولة عام 2004 حيث نجح الفريق في إحراز اللقب الأفريقي للمرة الأولى في تاريخه بقيادة المدرب الفرنسي روجيه لومير الذي قاد المنتخب الفرنسي سابقاً للفوز بكأس الأمم الأوروبية عام 2000 ليكون أول مدرب في العالم يحقق إنجاز الفوز ببطولتين قاريتين في تاريخ اللعبة. استعادة البريق ومع خروج الفريق من دور الثمانية في بطولتي 2006 بمصر و2008 بغانا ومن الدور الأول في البطولة الماضية بأنجولا وفشله في بلوغ نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، يحتاج المنتخب التونسي بقيادة الطرابلسي إلى استعادة بريقه عندما يشارك الفريق في بطولة كأس أفريقيا 2012. ولم تكن مسيرة نسور قرطاج في التصفيات على ما يرام حيث جاء تأهل الفريق بشكل عسير وبصعوبة بالغة ومن الباب الضيق بالفعل حيث احتل المركز الثاني في مجموعته ليحجز البطاقة الثانية من المجموعة الوحيدة في التصفيات التي حظيت ببطاقتي تأهل مباشر إلى النهائيات. وعلى عكس المتوقع، كانت البطاقة الأولى في المجموعة من نصيب المنتخب البوتسواني ليكون التأهل الأول له إلى النهائيات بينما لم يحجز نسور قرطاج بطاقة تأهلهم إلا من خلال مباراتهم الأخيرة في التصفيات والتي تغلب فيها الفريق على ضيفه التوجولي بهدفين نظيفين. بطاقة التأهل واستهل المنتخب التونسي مسيرته في التصفيات بأسوأ شكل ممكن عندما مني بالهزيمة صفر-1، على ملعبه أمام المنتخب البوتسواني ولكنه استعاد بعض توازنه في المباراة التالية وحقق الفوز 3-1 على منتخب تشاد في عقر داره قبل أن يسقط في فخ التعادل 2-2 مع ضيفه منتخب مالاوي ثم يفوز على المنتخب التوجولي 2-1 في عقر داره. لكن نسور قرطاج تلقوا لطمة جديدة بالهزيمة صفر-1 مجددا أمام بوتسوانا إيابا قبل أن ينتفضوا بفوز ساحق 5-صفر على تشاد ثم تعادل سلبي ثمين في مالاوي والفوز الحاسم 2-صفر على توجو. ورغم حجز بطاقة التأهل للنهائيات، يبدو أن المنتخب التونسي سيكون بحاجة إلى انتفاضة أكبر في النهائيات خاصة بعد هزيمته أمام كوت ديفوار صفر -2” وديا قبل أيام قليلة مما يعني أن الفريق مازال غير قادر على التفوق في مواجهة الفرق الكبيرة. ويأمل الطرابلسي في أن يحقق مع الفريق طفرة في النتائج خلال مسيرته بالنهائيات التي يخوضها ضمن المجموعة الثالثة في الدور الأول للبطولة والتي تضم معه منتخبات المغرب والجابون والنيجر. ويستهل المنتخب التونسي مسيرته في البطولة بأصعب مواجهة ممكنة أمام نظيره المغربي في مواجهة ثأرية بعد نهائي كأس الأمم الأفريقية 2004. ولا يختلف اثنان على أن هذه المواجهة ستحسم بشكل كبير الموقف داخل المجموعة خاصة وأن الفريقين يمتلكان أفضلية كبيرة على المنتخبين الآخرين من ناحية الخبرة والإمكانيات وينتظر أن يحصلا على بطاقتي هذه المجموعة إلى دور الثمانية إذا لم تحدث مفاجآت حقيقية. وتولى الطرابلسي قيادة المنتخب التونسي بعد إخفاق الفريق الواضح في الجولات الأولى من التصفيات بقيادة المدرب برتران مارشان. ويأمل الطرابلسي في الاستفادة من فوز المنتخب التونسي بلقب كأس أمم أفريقيا 2011 للمحليين وفوز الترجي بدوري أبطال أفريقيا ليكون دافعا قويا لنسور قرطاج في البطولة المقبلة. ويعتمد الطرابلسي على مجموعة متآلفة من نجوم الدوري التونسي وخاصة من لاعبي الترجي مثل يوسف المساكني وخالد القربي وأسامة دراجي ومجدي تراوي وعدد من اللاعبين المحترفين بالخارج مثل صابر خليفة (إفيان الفرنسي) وعصام جمعة (أوزير الفرنسي) وأمين الشرميطي (زيوريخ السويسري) وكريم حقي (هانوفر الألماني).
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©