الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبدالرحمن سالم العتيقي.. 30 عاماً في خدمة الكويت

عبدالرحمن سالم العتيقي.. 30 عاماً في خدمة الكويت
22 سبتمبر 2017 15:34
بقلم: د.عبدالله المدني (أكاديمي وكاتب بحريني) من رجالات الكويت الذين خدموا بلدهم بإخلاص قبل الاستقلال وبعده في مواقع إدارية ووزارية ودبلوماسية واستشارية يبرز عبدالرحمن سالم العتيقي، صاحب السيرة الحافلة، بدءًا من جذور أسرته الكريمة وصولاته وجولاته في المناصب التي شغلها على مدار ثلاثة عقود عاصر خلالها ثلاثة من أمراء الكويت، فضلاً عن مواقفه الوطنية خلال المنعطفات الحادة في تاريخ الكويت الحديث. ولد عبدالرحمن سالم عبدالله حمد العتيقي 1928 في «محلة العتيقي» المعروفة بـ «سكة عنزة» شمال حي الوسط من مدينة الكويت. والمعروف لدى الرعيل الأول من أبناء الكويت أن «محلة العتيقي» ظهرت بقدوم العلامة الشيخ «سيف بن أحمد بن محمد العتيقي الحنبلي» للكويت سنة 1775 م من نجد، حيث أسس فيها بيت الأسرة الأول، قبل أن يتكاثر الأولاد والأحفاد وتتعدد منازلهم، ويطلق على المنطقة اسمهم. أسرة قرشية تتفق المصادر التي اطلعت عليها، القديم منها والحديث، على أن العتيقي أسرة قرشية تعود أصولها إلى أحد أحفاد الخليفة أبي بكر الصديق المعروف باسم «العتيق»، والذي كان يقيم بالمدينة المنورة. فقد ورد في كتاب «المعارف» من تأليف ابن قتيبة عبدالله بن مسلم الدينوري، وتحقيق الدكتور ثروت عكاشة (ص 174 الطبعة الرابعة، دار المعارف) أن أولاد الصديق رضي الله عنه تفاضلوا فقال أحدهم أنا ابن الصديق، وقال آخر أنا ابن ثاني اثنين، وقال ثالث أنا ابن صاحب الغار، وقال محمد بن عبدالرحمن بن أبي بكر الصديق أنا ابن أبي عتيق (في إشارة إلى حديث عبدالله بن الزبير الذي ذكر فيه أن الرسول صلى الله عليه وسلم سمى أبا بكر الصديق بالعتيق من النار) فنسب إلى ذلك هو وابنه عبدالله وحفيداه محمد وعبدالرحمن. وهكذا عُرفت ذرية ابن أبي عتيق بـ «العتيقي» كما شرح الإمام السمعاني التميمي في كتابه «الأنساب» (الجزء الرابع، ص 156). ومن بعد سكنهم في شمال المدينة المنورة وعملهم في الإفتاء وتدريس العلوم الشرعية، انتشر أحفاد الخليفة أبي بكر في مناطق الجزيرة العربية ومنها نجد. لذا نجد أن العتيقي في الكويت جاؤوا من إقليم «سدير» في نجد، حيث كان أجدادهم، وفق ما ورد في موقع العائلة الإلكتروني، يملكون مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية وبساتين النخيل والبيوت في المجمعة وحرمة والزلفي وغيرها، منها ما صار شيئاً من التاريخ مثل: «مدرج العتيقي» في المجمعة، «العتيقية» في حرمة، «العتيقية» في جلاجل، ومنها ما يزال قائماً كوقف مثل: أرض «الفريحية»، وأرض «الطريفية» الواقعتين في مدينة المجمعة. أعمال الخير وعرفت عائلة العتيقي بأعمال الخير الكثيرة، حيث تشير الوثائق الشرعية والسجلات الرسمية إلى أنها قامت خلال القرون الثلاثة الماضية بتخصيص الكثير من أملاكها في الحجاز ونجد والكويت كأوقاف للإعمال الخيرية والإنقاق على المساجد العديدة التي بناها أبناؤها ومنها مسجدان قديمان في الكويت هما: مسجد عبدالعزيز حمد العتيقي المؤسس في عام 1830، ومسجد محمد عبدالله العتيقي المؤسس في عام 1892. رحلته التعليمية عن دراسته، يقول العتيقي، في مقابلة أجرتها معه مجلة «الرجل» في عدد مارس 1995، إنه التحق في سن السادسة بمدرسة الملا عبدالله عبداللطيف العثمان وإخوانه التي درس فيها القرآن الكريم والحساب لمدة عامين قبل أن يتركها ويلتحق بالمدرسة المباركية مع بدء التعليم النظامي في الكويت في عام 1936. وعن ذكرياته في المباركية ذكر العتيقي في المقابلة نفسها أن دراسته لمدة سنتين عند الملا العثمان أهلته ليبدأ الدراسة في المباركية من الصف الرابع، لكنه يستدرك فيقول إن اعتلال صحته ومعاناته آنذاك من مرض في عينيه أجبره على التوقف عن الدراسة عام 1942 أي حينما كان في الصف الثاني ثانوي. فبقي الرجل في منزله لمدة عام يحاول خلاله تثقيف وتعليم نفسه بنفسه من خلال الاطلاع. وبالتزامن مع ذلك لازم العتيقي أستاذين كويتيين متخصصين كان لهما فضل كبير عليه: أولهما هاشم بدر القناعي الذي تولى تعليمه اللغة الإنجليزية والطباعة على الآلة الكاتبة، وثانيهما الأديب والشاعر عبدالله سنان الذي علمه النحو والأدب، إضافة إلى أصول مسك الدفاتر التجارية والمحاسبية. وبهذا سبق العتيقي، بحسب قوله، زملاءه الذين أتيحت لهم فرصة الذهاب إلى الخارج لاستكمال الدراسة الثانوية والجامعية. وعن مسيرته العملية، يقول العتيقي إن ظروف الحياة في كويت الأربعينيات اضطرته لدخول ميدان العمل مبكراً، فبدأ خلال حقبة الحرب العالمية الثانية العمل في تموين الأطعمة ثم تموين الأقمشة. لكنه بدءاً من عام 1949 التحق بشركة نفط الكويت، حيث استطاع بسبب تفوقه في اللغة الإنجليزية أن يجتاز اختبارات القبول ويتجاوز بقية المتقدمين، وأن يحصل على وظيفة «مشرف عام» على العمال في جميع مناطق التنقيب عن النفط. وفي هذه الأثناء تزوج العتيقي، وبالتالي تضاعفت نفقاته، فكان لزاماً عليه البحث عن وظيفة إضافية يعزز بها دخله من عمله مع شركة النفط. واعتمد الرجل مرة أخرى على تفوقه في اللغة الإنجليزية وما تدرب عليه ذاتياً في أعمال مسك الدفاتر والطباعة على الآلة الكاتبة. يقول العتيقي: «كان هناك توجه لدى التجار الكويتيين، بعد انتهاء الحرب، للاتصال مباشرة بالشركات المصدّرة للمنتجات التي كان يستهلكها السوق. وعملت مع بعض التجار الكبار، وكان دوري معهم كتابة الرسائل وطباعتها باللغة الإنجليزية، وترجمة ما يصلهم من رسائل من تلك الشركات». بين الكويت وأميركا يبدو أن انخراط العتيقي وقتئذ مع كبار تجار الكويت في أعمال الترجمة بلغ مسامع شيوخ البلاد ومسؤوليها، ومنهم رئيس دائرة الشرطة آنذاك الشيخ صباح السالم الصباح (أمير الكويت لاحقاً)، الذي طلبه للعمل معه في دائرة الشرطة مترجماً. وهكذا ترك العتيقي شركة النفط في عام 1949 ليلتحق بدائرة الشرطة في العام نفسه. واستمر يعمل فيها عشر سنوات، باذلا جهداً كبيراً ليس في مجال الترجمة فحسب، وإنما أيضاً في مجال تنظيم دائرة الشرطة التي صار مديراً عاماً لها، حيث إنه طلب إذناً من الشيخ صباح السالم للقيام بذلك، كي يبرز مواهبه المخزونة، فجاءته الموافقة لثقة الشيخ صباح بقدراته وحسن تدبيره، وهي ثقة تكررت حينما نقل الشيخ موظفه العتيقي معه إلى دائرة الصحة بعد أن أسندت رئاسة دائرة الصحة إلى سموه بدلا من الشرطة في عام 1959، ثم تكررت مرة أخرى بعد ثلاثة أشهر حينما تم تعيين العتيقي مديراً عاماً لدائرة الصحة والخدمات الطبية خلفاً لمديرها السابق الذي استقال. أول ممثل للكويت بالأمم المتحدة واستمر العتيقي يعمل في دائرة الصحة ما بين عامي 1959 و1961. وبعد استقلال الكويت عن بريطانيا في يونيو 1961 أصدر الشيخ عبدالله السالم الصباح مرسوماً أميرياً يقضى بتعيين العتيقي أول مبعوث دبلوماسي للكويت لدى منظمة الأمم المتحدة في مقرها بنيويورك، وفي الوقت نفسه، قدم أوراق اعتماده في واشنطن إلى الرئيس الأميركي جون كينيدي كأول سفير معتمد لبلاده لدى الولايات المتحدة الأميركية. إلى ذلك، يقول د. عبدالمحسن الجارالله الخرافي في مقال له بجريدة القبس الكويتية (16/&rlm&rlm&rlm4/&rlm&rlm&rlm2016) إن العتيقي لم يشعر بالراحة في الولايات المتحدة لأسباب شخصية، حيث كانت والدته آنذاك مريضة في الكويت ولم يكن بمقدوره الاطمئنان عليها بسبب فارق التوقيت بين البلدين من جهة وصعوبة الاتصالات الهاتفية من جهة أخرى، فتوفيت وهو بعيد عنها. ثم توفي والده بعد ذلك وهو بعيد عنه، الأمر الذي أصابه بحزن مضاعف. وفي عام 1963 عاد العتيقي إلى الكويت لتقبل العزاء في والده الذي كان قد توفي في تلك السنة، ثم عاد إلى مقر عمله في واشنطن ليجد في انتظاره برقية من الشيخ عبدالله السالم الصباح يطالبه فيها بالعودة إلى البلاد لتولي منصب سياسي رفيع تقديراً لقدراته الدبلوماسية والإدارية المشهودة. فعاد وقابل الأمير وعرف منه اختياره لشغل منصب وكيل وزارة الخارجية الذي باشره بعد أن قام بترتيب أوضاع سفارة بلاده في واشنطن وبعثتها لدى الأمم المتحدة خلال شهرين. مهمات صعبة في منصبه الدبلوماسي الجديد بقي العتيقي أربع سنوات (من 1963 وحتى 1967) تولى خلالها مهمات صعبة، منها التوصل إلى اتفاقية أكتوبر 1963 لترسيم حدود بلاده مع جارتها العراق المشاكسة بعيد الإطاحة بنظام الزعيم عبدالكريم قاسم، الذي كان قد أثار زوبعة إقليمية بمطالبته بالكويت فور إعلان استقلالها. وبحلول فبراير سنة 1967 دخل الحكومة الكويتية السادسة التي شكلها رئيس الوزراء وولي العهد الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح في عهد الشيخ صباح السالم الصباح، شاغلا للمرة الأولى منصباً وزارياً وهو منصب وزير المالية الذي كان يشغله من قبل الشيخ جابر بنفسه، إضافة إلى حقيبة النفط التي دمجت في حقيبة المالية قبل أن تفصل الحقيبتان في التشكيل الوزاري التاسع عام 1976، ويبقى العتيقي ممسكاً بالمالية لغاية سنة 1981، وهي السنة التي خرج فيها من التشكيل الوزاري الحادي عشر برئاسة الشيخ سعد العبدالله السالم لصالح الوزير عبداللطيف يوسف الحمد، ليختاره الشيخ جابر في السنة ذاتها مستشاراً له. وعن هذا الاختيار الذي سمع به وهو خارج الكويت، يقول العتيقي في مجلة «الرجل» (مصدر سابق) إنه كان اتفق مع زملائه على أن يترأس بنك البحرين والشرق الأوسط وبنك الاستثمار العربي (إنفستكورب)، فلما تم تعيينه مستشاراً للأمير لم يستسغ أن يجمع المنصبين منعاً للاحتكاك والرضوخ للمجاملات والوساطات، فعرض الأمر على الشيخ جابر الذي بارك الخطوة وأيدها طالما أنها خارج الكويت. ويمكن القول إن أبرز ما قام به الرجل إبان توليه حقيبة المالية والنفط هو: إنهاء إجراءات امتياز البنك البريطاني وتحويله إلى «بنك الكويت والشرق الأوسط»؛ قيادة الوفد الكويتي إلى الاجتماع التأسيسي لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للنفط (الأوابك)؛ التوصل في عام 1972 إلى اتفاقية المشاركة الجزئية بالملكية في صناعة النفط مع شركتي بريتش بتروليوم وغلف المالكتين لشركة نفط الكويت، كبديل للتأميم؛ السهر على تنفيذ الأهداف الكبرى للمجلس الأعلى للبترول المؤسس في عام 1974 والمتمثلة في بناء صناعة نفطية وطنية؛ تأسيس التأمينات الاجتماعية لصالح مستقبل طيب وواعد لموظفي الدولة؛ وتأسيس صندوق الأجيال القادمة الذي لا ينسب الرجل فكرته إلى نفسه وإنما ينسبها بكل تواضع إلى آخرين على رأسهم الشيخ جابر الأحمد حينما كان سموه وزيراً للمالية. وفي هذه الجزئية أخبرنا العتيقي في حواره مع مجلة الرجل أن مداخيل الكويت في البدايات لم تكن بذلك الحجم الكافي للاستثمار، لكن مع مرور الوقت زادت الأرصدة المالية فأنفق جزءاً منها في بناء البنية الأساسية في الداخل وتأسيس المؤسسات التي يعجز القطاع الخاص المحلي عن إنشائها، وأنفق الجزء الآخر على الدول الشقيقة والصديقة الأقل دخلاً من خلال «صندوق الكويت للتنمية الاقتصادية». وأضاف العتيقي أن من الأفكار التي عرضها على مجلس الأمة الكويتي قبل حله في عام 1976، إما خفض الإنتاج النفطي حفاظاً على نصيب الأجيال القادمة من ثروات البلاد الطبيعية، وإما رفع الإنتاج واستثمار إيراداته بالداخل والخارج لصالح الأجيال القادمة مع وضع المستحصل في حساب خاص باسم «حساب الأجيال القادمة»، وكان الشيخ جابر من مؤيدي الخيار الثاني. وهكذا كان لدى الكويت، حينما ترك العتيقي وزارة المالية، صندوق احتياط للأجيال القادمة به أكثر من 100 مليار دينار كويتي، ضاع معظمه بسبب الحرب العراقية ــ الإيرانية ثم بسبب الغزو العراقي، وما تبقى منه استخدم في إعادة الإعمار بعد التحرير وتعويض المواطنين. ولم ينف العتيقي حدوث «تصرفات غير لائقة» أفضت إلى ضياع مبالغ طائلة من أموال الصندوق، ولاسيما خلال الفوضى التي أعقبت الغزو العراقي، لكنه شدد على ضرورة عدم التعميم، بمعنى تجنب الشك في كل من عمل في الجهاز لأن «من عليهم أصابع الاتهام لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة. وكان بإمكاننا القبض عليهم واسترجاع الأموال التي أخذت في هدوء». خطاب مقنع وعن أعمال العتيقي إبان توليه حقيبة المالية والنفط، صولاته في المحافل العالمية دفاعاً عن الكويت والبلاد العربية بلغة إنجليزية سليمة وخطاب مقنع، حيث إنه شغل الحقيبة المذكورة في زمن كان فيه الإعلام الغربي يهاجم الدول العربية بضراوة بسبب قيامها بوقف تصدير النفط ورفع أسعاره من خلال منظمة الأوبك، وما تسبب فيه هذا الإجراء من شح المعروض من النفط في الأسواق الغربية، وبالتالي تضرر الصناعة ووسائل المواصلات والتدفئة (انظر أيمن نبيل غانم ــ جريدة النهار الكويتية ــ 8/&rlm&rlm&rlm6/&rlm&rlm&rlm2016). ومن أعمال العتيقي الأخرى عمل يشيد به البعض، فيما البعض الآخر ينتقده وهو دعمه ووقوفه خلف مشروع تأسيس «بيت التمويل الكويتي» (بيتك). وملخص القصة هو أن فكرة المصارف الإسلامية كانت في زمن تولي العتيقي لحقيبة المالية جديدة، بل غير قابلة للتنفيذ بسبب قانون البنوك المعمول به منذ الاستقلال. لذا فلكي تنجح الفكرة كان لا بد من وضع قانون خاص بها، وهو ما لم يكن متاحاً في ظل وجود برلمان تسيطر عليه المعارضة. لذا انتهز العتيقي تعليق المادة 4 من الدستور في يوليو 1976 لإعطاء الحكومة فترة 4 سنوات تراجع فيها الدستور وتنقحه، وحل مجلس الأمة وتعطيل الانتخابات وقام بتمرير قانون خاص في غياب مجلس الأمة عن طريق عرضه على مجلس الوزراء برئاسة الشيخ جابر الأحمد الذي وافق عليه بعد مناقشات، ثم صادق عليه أمير البلاد وقتذاك الشيخ صباح السالم الصباح. وهكذا ظهر أول كيان مصرفي إسلامي في الكويت هو عبارة عن شركة مساهمة كويتية برأس مال قدره عشرة ملايين دينار، تشارك فيها وزارة المالية بنسبة 20%، ووزارة العدل (إدارة شؤون القصر) بنسبة 20%، ووزارة الأوقاف بنسبة 9%، والجمهور بنسبة 51% عبر الاكتتاب العام. حيث تم افتتاح «بيت التمويل الكويتي» للجمهور للمرة الأولى يوم 31/&rlm&rlm&rlm8/&rlm&rlm&rlm1978 بعد مرور نحو تسعة أشهر على تأسيسه بصدور المرسوم الأميري بقانون رقم 72 لسنة 1977م، ولا بد من الإشارة إلى انخراطه في عدد من الأنشطة الخيرية والاجتماعية. فقد أسهم في تأسيس «جمعية الإرشاد الإسلامي» بهدف تربية النشء الجديد على الأخلاق الحميدة. كما شارك في الجمعية الكويتية لرعاية المعاقين كعضو مؤسس، ودعمها وترأس مجلس إدارتها، فأضحت تملك فروعاً عدة، وميزانية تفوق المليون دينار كويتي. وللعتيقي مواقف وطنية ناصعة منها ما ذكره يوسف عبدالرحمن في مقال له بصحيفة الأنباء الكويتية (1/&rlm&rlm&rlm1/&rlm&rlm&rlm2014) حول قيامه بالرد مباشرة على الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي في مؤتمر قمة القاهرة المخصص لبحث الغزو العراقي للكويت، حيث طرح القذافي حلا يقضي بأن تنسحب القوات العراقية من الكويت بالتزامن مع خروج كافة القوات الأميركية والأجنبية من منطقة الخليج فرد عليه قائلا (بتصرف): «إذا كان الموجودون من أهل الكويت أصلهم وتربيتهم تفرض عليهم تجاهلك وعدم الرد، فأنا من سيرد عليك.... أنا كمواطن كويتي مستعد للتحالف مع الشيطان لعودة بلدي وطرد الاحتلال العراقي». والمعروف أن العتيقي كان وقت حدوث الغزو العراقي لبلاده في مطلع أغسطس 1990 في الطائرة متجهاً من ألمانيا إلى الأردن، حيث كانت أسرته تمضي إجازة الصيف، فقرر تغيير وجهته للالتحاق بالأمير الشيخ جابر الصباح وإخوانه في السعودية، حيث لازمهم سبعة أشهر إلى حين تحرير الكويت في فبراير 1991. نتاج المصاهرة في الكويت تصاهرت عائلة العتيقي مع عوائل كويتية معروفة منها البحر، المرزوق، الوقيان، البدر، الخرافي، الرفاعي، النفيسي، الهلال المطيري. فبرزت منها شخصيات اشتغلت في مختلف المواقع الرسمية وغير الرسمية. فإلى جانب عبدالرحمن سالم العتيقي هناك أخوه محمد سالم العتيقي (من رواد صناعة الألبان بالكويت من بعد تقاعده من السلك العسكري)، وعبدالله سالم العتيقي (من مؤسسي وكالات السيارات والشاحنات الأوروبية بالكويت)، ومحمد حمد العتيقي (أحد أقدم الكويتيين الذين دخلوا مجال صناعة البلاط والطوب)، والملا عبدالله حمد عبدالمحسن العتيقي (مستشار وسكرتير الشيخ مبارك الصباح)، وفهد محمد صالح منصور العتيقي (أول مدير لمطار الكويت ووكيل وزارة العدل المساعد للشؤون الإدارية عام 1970)، ومحمد أحمد عبدالعزيز العتيقي (سفير الكويت في طهران ومستشار رئيس مجلس الوزراء)، ويوسف عبدالقادر محمد العتيقي (وكيل وزارة الصحة المساعد للشؤون الإدارية)، ود. صلاح عبداللطيف العتيقي (عضو مجلس الأمة في عام 2012)، داوود محمد العتيقي (قنصل الكويت في سوريا ثم في واشنطن).  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©