محمد حامد (دبي)
بعد 18 مباراة دون هزيمة في مختلف المسابقات، حيث كانت آخر خسارة له في أكتوبر الماضي أمام توتنهام في البريميرليج تذوق ليفربول مرارة السقوط، والمفارقة أن هذا حدث أمام سوانزي سيتي متذيل جدول ترتيب البطولة الإنجليزية بهدف دون مقابل، وما يثير الدهشة أن هذه الهزيمة جاءت بعد أسبوع من انتصار الليفر على المتصدر مانشستر سيتي في مباراة مثيرة ارتفع خلالها سقف التفاؤل والطموح إلى حدود لم يسبق لها مثيل، فقد كان عشاق الريدز يأملون في مواصلة المسيرة الناجحة بعد رحيل كوتينيو.
هزيمة ليفربول أمام سوانزي أعادت الفريق إلى دائرة الشك، خاصة فيما يتعلق بقدرة الفريق على تعويض النجم البرازيلي كوتينيو، فقد بدا الجميع في حاجة إلى مساعدة النجم الذي رحل إلى البارسا، فهو الوحيد الذي يمكنه اختراق التكتلات الدفاعية الحصينة، وتشير إحصائيات المباراة إلى سيطرة مطلقة من ليفربول أمام سوانزي المدافع، ولكن في نهاية المباراة عاد الريدز من ستاد ليبرتي دون الحصول على أي نقطة.
كما أن غيوم الشك تحاصر قلعة ليفربول وجماهيره في الوقت الراهن، حيث لا يمكن ضمان إنهاء الموسم مع الرباعي الكبير الذي يتأهل لدوري الأبطال، فقد تسببت الهزيمة في ستاد ليبرتي في تراجع الفريق إلى المرتبة الرابعة بفارق 3 نقاط على تشيلسي الثالث الذي يملك في رصيده 50 نقطة، ومان يونايتد وصيف جدول الترتيب بـ 53 نقطة، فيما لا زال مان سيتي يحلق بعيداً في الصدارة وفي رصيده 65 نقطة يقترب بها من حسم البطولة، وكما أشار بيب جوارديولا فإن سيتي في حاجة لتحقيق الفوز في 10 من 14 مباراة متبقية لضمان الحسم رقمياً وحسابياً بعيداً عن انتظار أي عثرات للمنافسين.
المعركة الأكبر في البريميرليج الموسم الحالي سوف تدور رحاها بين ليفربول وتوتنهام وآرسنال من أجل الحصول على المركز الرابع، وقد ينضم لهم تشيلسي، خاصة أن الفارق في النقاط بين هذه الأندية ليس كبيراً، ويعد التأهل لدوري الأبطال بطولة في حد ذاته، لما يمثله ذلك من انتصار معنوي لجماهير هذه الأندية، وكذلك بالنظر إلى المكاسب المالية الكبيرة التي تحققها الأندية المشاركة في دوري الأبطال.
بالعودة إلى ما حدث في موقعة ليبرتي في ختام مباريات المرحلة الـ 24 للبريميرليج، فقد نجح البرتغالي كارلوس كارفالهال في إسقاط يورجن كلوب بنفس الفلسفة التي يعتمد عليها البرتغالي الأشهر جوزيه مورينيو، وهي تضييق المساحات والأداء الدفاعي المنضبط، وقد فعلها مدرب سوانزي بصورة أكثر تعقيداً من مورينيو، فالأخير لا يدافع طوال 90 دقيقة، كما فعل كارفالهال الذي نجح فريقه في تسجيل هدف والحفاظ عليه طوال المواجهة.
وعقب المباراة، لخص كارفالهال ما حدث حينما قال: سيارات الفورمولا لا يمكنها أن تسير في الشوارع المزدحمة، لقد أخبرت اللاعبين إن ليفربول فريق قوي يقدم كرة هجومية، وفي حال تم تضييق المساحات أمامه فسوف يبدو وكأنه سيارة فورمولا- 1 تسير في شوارع لندن الساعة الرابعة عصراً، أي أنه سوف يكون مثل أي سيارة أخرى حينما يواجه هذا الزحام، لقد دافعنا بصورة جيدة طوال المباراة، نعم فريقي كان محظوظاً في آخر 5 دقائق، ولكن هذا الحظ جزء من عدالة كرة القدم، نحن نستحق بعض الحظ، عطفاً على ما قدمناه طوال المباراة.
وعلى الرغم من أن تصريحات كارفالهال قد يعتبرها البعض مجرد رد فعل يحمل روح الدعابة، إلا أنها واقعية تماماً، حيث يعتمد ليفربول على المساحات، ويبدع في حال واجه فريقاً هجومياً كما فعل الأسبوع الماضي في مواجهة مان سيتي الذي لا يتخلى عن الأداء الهجومي المفتوح، في حين ظهر الليفر بصورة متواضعة أمام سوانزي الذي دافع بقوة طوال 90 دقيقة.
من ناحيتها، منحت صحيفة «ليفربول إيكو» تقييماً متواضعاً لجميع نجوم ليفربول عقب المباراة السيئة أمام سوانزي سيتي، وخاصة ثلاثي الهجوم الذي فشل في ضرب الحصون الدفاعية لأصحاب الأرض، فقد حصل محمد صلاح على 6 درجات من 10، وحصل روبرتو فيرمينيو، وساديو ماني على 5 درجات فقط، في إشارة إلى أن الثلاثي الذي تغنى الجميع به بعد رحيل كوتينيو لم يتمكن من إثبات قدرته على التعامل مع المباريات التي تشهد تكتلاً دفاعياً من المنافسين.
عدد اليوم
