الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

كيف يعرف هاتفي خواطري؟

كيف يعرف هاتفي خواطري؟
21 يوليو 2018 20:38
في صباح أحد الأيام، بدلاً من قراءة الصحيفة، فعلت ما فعله الملايين من الأميركيين: كنت أتصفح الإنترنت على هاتفي الخلوي. عندما كنت أتجول بين مواقع إخبارية عشوائية، أدركت أن القصتين الأوليين المعروضتين كانتا تستهدفانني شخصياً. إنه أمر مخيف. كان شخص ما في مكان ما في شبكة الإنترنت يعلم ما يدور في خيالي من أفكار. كانت المقالة الأولى في مدح عرض للأوبرا، القصة التالية كانت حول مجموعة من الصحفيين في صحيفة شيكاغو تريبيون ينظمون نقابة. كيف وجدت هذه الأشياء طريقها إلى هاتفي بالتحديد؟ كنت قد كتبت مؤخراً مقال عن التحرش الجنسي في أحد فرق الأوبرا. كما أن معظم كتاباتي كانت تنشر في صحيفة شيكاغو تريبيون. إذن، لم يكن هناك إنجاز كبير للحواسيب الإلكترونية وبرامج تحليل المعلومات لاختيار ما يجب أن أقرأه. ومع ذلك، لم يعجبني ما حدث. كان الأمر كما لو أن أحدهم كان يقرأ مذكراتي الشخصية. شعرت كما لو أن المبرمجين البعيدين كانوا يتجولون في عقلي. وبدلاً من أن أتجول بحرية وسط صفحات جريدة ورقية، وجدت نفسي اقرأ ما يمليه علي شخص آخر. لكن العودة إلى الأخبار. لقد اكتشف أغنى الرجال في العالم كيفية استثمار الملكية الفكرية للأشخاص دون أن يدرك الناس كيف تُستغل بياناتهم الشخصية. يبدو من الواضح أن القليل منا قرأ شروط الخدمة المنشورة على المواقع الإلكترونية، وربما اكتفينا بقراءة كلمة واحدة فقط وهي «خدمة مجانية». الناس «يوافقون» على التخلي عما يكتبونه أو عن الصور الفوتوغرافية الخاصة بهم، وفي المقابل، تستخدم الشركة التي تعمل عبر شبكة الإنترنت حقوق الملكية الفكرية، للحصول على أموال طائلة من الإعلانات. هل الجميع يتفق مع هذا؟ ماذا لو لم أكن أريد أن أقرأ هذا الصباح عن الأبراج أو مشاكل الصحفيين في شيكاغو تريبيون؟ ربما كنت أرغب في أقرأ عن نحل العسل الإيطالي. أصبت بالملل وعدم الاكتراث تماماً لدرجة أنني أغلقت الهاتف المحمول. كل متعة القراءة تلاشت. لم أعد أنا من يختار ماذا أقرأ، كان شخص آخر هناك في وادي السليكون. اعتراف: أنا أحب الصحف. أبكي على موقفهم المثير للشفقة في عالم اليوم الرقمي. في الماضي، كان في شيكاغو وحدها خمس صحف يومية، تجد دائماً من يشتريها ويهتم بقراءتها. أنتظر، أنا فقط أتحقق من هاتفي المحمول، وماذا هناك؟ قصة خبرية حول الأوبرا. هذا يكفي. * الكاتب: أنجيلا روكو ديكارلو
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©