هناء الحمادي (أبوظبي)
قيل عنها في الشعر الشعبي قَدرتي يا ناس «لومية».. وطلبة المضنون رمانة والمصيبة قال «ربيّة».. والمخابي ما بها آنه!.. الليمون أو كما يطلق عليها عند أهل الإمارات «اللومي» فاكهة تزين الكثير من المنازل الإماراتية، في الحوش (الحوي)، تتدلى منها ثمرة اللومي ذات اللون الأخضر اللامع، ورغم حموضة طعمها فإنها لها مكانة في قلوب أهل البيت، حيث تزرع في بدايتها كشتلة صغيرة ما إن تروى بالماء حتى تترعرع تحت أنظار وابتسامة صاحب المنزل الذي ينتظر أن يقطف منها حبات «اللومي» لعصرها فوق صحن المجبوس أو صالونة السمك.
لا يتوقف عن الاعتناء بها، فقد زرعها منذ عدة سنوات، وها هي أزهرت أوراقها وأينعت ثمارها أمام عينيه، يقطف منها حبات اللومي ليشرب عصيرها البارد مع قليل من السكر، حيث يقول عبيد يعقوب المزارع الذي يمتلك شجرتين من الليمون في منزله: زراعة شجرة الليمون لا تحتاج إلى الكثير من المساحة الزراعية في المنزل مجرد حفر حفرة عميقة تزرع الشتلة بعرض يمتد لحوالي 30 سم، وتنظف تماماً من الأحجار ليكون أساسها الرمال فقط، وتترك بينها وبين الشتلة الثانية مسافة جيدة، فهذه الشجرة ستكبر وتتفرع أغصانها، لذا فهي تحتاج للمساحة.
ويضيف:«لتكون أكثر نضارة لا بد من وضع بعض السماد «قبل وضع الشتلة» ويمزج مع التراب، فهذا يمنح الشجرة مجالاً أكبر في تثبيت جذورها، ثم تنزع الشتلة من الأصيص مع مراعاة ألا يلمس التراب الذي على الجذور كي لا يلامسها الهواء، ثم توضع الشتلة في الحفرة، وتغطى ببعض التراب الممزوج بالسماد مع الحرص على عدم دفن الأوراق.
راشد الظنحاني أكد أن سقي شجرة الليمون بعد الغرس يحتاج إلى الماء يومياً، وبعد ذلك تقلل الكمية عنها حتى تنضج، بينما في الماضي لم تكن هناك الثلاجات، فكانت حبات الليمون تقطف صبيحة كل يوم لتدفع بالقرب من «الخرس»، وهو إناء كبير من الفخار يوضع فيه ماء الشرب ليبرد، أو تدفن حبات الليمون بجوار مصادر الماء المنزلية كي تحظى ببرودة الأرض فتظل طازجة، لأنها إن تركت في الهواء الطلق ذبلت، وإن وضعت تحت الشمس جفّت، وتحولت إلى نوع آخر من الليمون هو «اللومي اليابس». كما أن أوراقها بعد غسل حبات منه يوضع في الشاي مما يعطي نكهة ومذاقاً لذيذاً.
مع حرارة الصيف لا يستغني الكثيرون عن إعداد عصير الليمون، ومنهم خليفة سلمان، الذي قال: له نكهة وطعم مختلف، وكثير من الأمهات مع موسم اللومي يقطفون حباته ليتم عصره في إناء العصير ويضاف له ماء والسكر.
وأضاف سعيد القلاف: عصر 4 حبات من الليمون وإضافة كوب ماء مع نصف ملعقة من الملح علاج جيد لآلام البطن ويمكن استخدامه غرغرة لتخفيف الاحتقان، والمسح على مكان لدغة الحشرات لتقليل الألم وأثر الحكة، ويمكن استخدامه في الطبخ.. وكانت النساء تغلي في الماء عشر حبات من الليمون اليابس بعد كسرها قليلاً، ثم تترك لتبرد، وبعدها تعجن بها الحناء فتصير داكنة اللون عند تخضيب اليدين أو القدمين بها.
عدد اليوم
