عواصم (وكالات)
حذر تقرير نشره موقع «ذي اتلانتيك» الأميركي، من أن منطقة جنوب العراق، قد تفقد «أهليتها للاستيطان البشري» لأسباب عدة، مضيفاً أن البلاد برمتها تواجه مصير دول أميركا الشمالية، خاصة النموذج «التشافيزي»، نسبة لرئيس فنزويلا الراحل هوجو تشافيز، أي «دولة المعونات والمنح الغارقة بالفقر». وذكر التقرير أن «الفساد وعدم الكفاءة، والإدارة (المافوية) للموارد، وغياب الفاصل بين الرسمي وغير الرسمي، تسبب باهدار موارد هائلة، كان يمكنها أن تمنع تفاقم الأزمة، وتتعامل مع قضايا ذات أثر بعيد المدى مثل شح المياه والتغير المناخي»، مرجحاً فرضية خروج جنوب العراق من مصاف الأماكن الملائمة للاستيطان البشري للأسباب المذكورة. وشدد التقرير أيضاً على أن العراق يتراوح بين النموذج التشافيزي ونموذج بعض دول أميركا الوسطى (الدول الهشة التي تتنازعها المافيات والعصابات)، حيث العنف هو نشاط رئيس لانتزاع الريع.
وأكد التقرير الذي أعده باحث عراقي للموقع، على ضرورة إعادة النظر بجوهرية دور الدولة ووظيفتها وإعادة هيكلتها، بما في ذلك إعادة تنظيم علاقتها بالمجتمع، ومن دون ذلك فمن المتوقع أن تتفاقم الأزمة أكثر، خصوصاً أن الطلب الاجتماعي بات يتجاوز قدرة الدولة ومؤسساتها على تلبيته. وكانت الإدارة الأميركية قد أصدرت الليلة قبل الماضية، أول رد فعل رسمي على الاحتجاجات التي اجتاحت جنوب العراق، مؤكدة على لسان المتحدثة باسم الخارجية هيدز نويرت، دعمها للتظاهر السلمي حقوق العراقيين التعبير عن مطالبهم. وأضافت «بلا شك، عندما نشاهد وجود مشكلة هناك متمثلة بالماء والكهرباء، فنحن نتفهم لماذا يحتج العراقيون»، مستدركة بالقول: «الحكومة العراقية أعلنت انها تبذل جهوداً جدية في الحفاظ على أروح المتظاهرين، وأنها تسعى لتنفيذ مطالبهم».
عدد اليوم
