الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«طائر السلام» من إثيوبيا إلى إرتيريا للمرة الأولى منذ 20 عاماً

«طائر السلام» من إثيوبيا إلى إرتيريا للمرة الأولى منذ 20 عاماً
19 يوليو 2018 08:03
أديس أبابا (وام، وكالات) حضر علي سعد العميرة، القائم بأعمال سفارة الدولة في جمهورية إثيوبيا، حفل الاستقبال الذي تم تنظيمه، بمناسبة تدشين أول رحلة طيران بين إثيوبيا وإريتريا، وذلك منذ انقطاع الرحلات بين البلدين قبل 20 عاماً. وحضر الحفل الذي أقيم بقاعة كبار الشخصيات بمطار بولي الدولي، أيضاً هايلا ماريام دسالين رئيس الوزراء الأثيوبي السابق، وكبار الشخصيات، وممثلو البعثات والمنظمات المعتمدون في إثيوبيا. وحطت الرحلة بسلام في أسمرة، حيث رحب بها راقصون يلوحون بالأعلام والورود، في خطوة تعزز التقارب المفاجئ الذي أنهى سنوات طويلة من العداء في بضعة أيام. وتحدث تيولدي جبري مريم، الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية الإثيوبية، عبر نظام الاتصال الداخلي في الطائرة لدى دخولها المجال الجوي الإريتري، قائلا للركاب البالغ عددهم 315: «إنهم صاروا جزءاً من التاريخ». وقال: «هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك منذ 20 عاماً». وقوبلت كلماته بتصفيق من الركاب وطاقم الطائرة بوينج 787. وعلى متن الطائرة، كان يجلس أحد كبار الشخصيات بجوار كل عائلة انفصلت عن ذويها منذ بداية حرب الحدود الدامية في الفترة بين عامي 1998 و2000. وهذه الرحلة واحدة من اثنتين أقلعتا من إثيوبيا صباح أمس الأربعاء. وقالت الراكبة سينيت تيسفايي: «إنها لم تتمكن من رؤية جدتها أبريهيت منذ أكثر من عقدين». وأضافت: «إن جدتها جرى ترحيلها في بداية الصراع إلى إريتريا مع عشرات الآلاف الآخرين من الإثيوبيين المقيمين من ذوي أصل إريتري». وتأتي هذه الرحلة إيذاناً ببدء مرحلة جديدة للمصالحة التاريخية بين البلدين العدوين السابقين في القرن الأفريقي. وذكرت شركة الطيران الإثيوبية أن رحلتها رقم 312 إلى إسمرة أقلعت من مطار أديس أبابا الدولي، بعد حفل لفتح مرحلة جديدة لتطبيع العلاقات التي أُطلقت قبل ستة أسابيع فقط. وكتبت شركة الخطوط الجوية الاثيوبية في تغريدة «طائر السلام، طار للتو إلى أسمره!». وقال المدير العام للشركة تيولدي جبري مريم: «يمثل هذا اليوم حدثاً فريداً في تاريخ إثيوبيا وإريتريا». وبسبب الطلب الكبير أضافت شركة الطيران الإثيوبية رحلة أخرى بعد 15 دقيقة من الرحلة الأولى باتجاه اريتريا. وأضاف: «تسيير رحلتين متعاقبتين يظهر حماسة الناس». وقال مراسل لـ«فرانس برس»، استقل الرحلة الثانية: «إن المشروبات قدمت للمسافرين من كل الدرجات، وإنه تم توزيع ورود بعيد الاقلاع». وكانت إريتريا تشكل الجزء الساحلي من إثيوبيا بمرفأيها عصب ومصوع، قبل أن تعلن استقلالها في عام 1993، إثر طرد القوات الاثيوبية من أراضيها في 1991. وأدى خلاف حول ترسيم الحدود الى نشوب حرب بينهما، استمرت من 1998 إلى عام 2000، وأدت إلى مقتل 80 ألف شخص، قبل أن يتحول النزاع بينهما إلى حرب باردة. والشهر الماضي، أحدث رئيس الوزراء الإثيوبي الجديد الإصلاحي ابيي أحمد مفاجأة بإعلانه قبول تسوية للنزاع الحدودي العائد إلى 2002. قبل أسبوعين قام بزيارة رسمية إلى أسمرة، حيث وقع مع الرئيس الإريتري أسياس افورقي إعلاناً أنهى رسمياً حالة حرب مستمرة منذ 20 عاماً. وكان استئناف العلاقات الجوية مرتقباً أمس بين تدابير التطبيع بين العدوين السابقين. وأعلنت شركة الطيران الاثيوبية أنها تريد تأمين في مرحلة أولى رحلة يومية ذهاباً وإياباً بين أديس أبابا وأسمرة. وقال مدير عام الشركة: «بسبب الطلب الذي نسجله أعتقد أننا سنزيد الرحلات اليومية إلى اثنتين أو ثلاثة وحتى أكثر». وأضاف: «إن فتح المجال الجوي الإريتري امام شركة الطيران الإثيوبية سيترجم برحلات أفضل مع الشرق الأوسط». وبين الركاب على رحلة الافتتاح رئيس الوزراء الإثيوبي السابق هايلي مريم ديسالين الذي أدت استقالته في فبراير الى فتح المجال أمام سلسلة تقلبات في سياسة إثيوبيا، وبشكل أوسع في القرن الأفريقي في عهد خلفه. وقال بشأن عملية السلام مع إريتريا: «كنت أعلم أن ذلك سيحصل يوماً ما». وابيي الذي يوصف بأنه «رجل على عجلة من أمره» ضابط سابق ووزير سابق في الـ42 قام بتحرير قسم من اقتصاد بلاده، والإفراج عن المنشقين، قبل أن يطلق عملية تطبيع علاقات مع إريتريا. واستقبل التقارب جيداً في إثيوبيا، حيث سيتقاسم السكان علاقات ثقافية وثيقة مع الإريتريين، وحيث انفصلت أسر عن أقاربها في الجانب الآخر من الحدود. وستترجم العملية ايضاً بدينامية اقتصادية للبلدين، ما أعاد فتح منفذ على البحر لإثيوبيا عبر الموانئ الإريترية. وأثيوبيا دولة تشهد نمواً كبيراً، وعليها اليوم القيام بنشاطاتها التجارية عبر موانئ جيبوتي. وتحسين العلاقات الثنائية حرك الأمل لحصول تغييرات أيضاً في إريتريا، حيث أحد الأنظمة الأشد إغلاقاً في العالم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©