الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الموسيقى الصينية.. أنغام من فجر الحضارة

الموسيقى الصينية.. أنغام من فجر الحضارة
18 يوليو 2018 23:33
تامر عبد الحميد (أبوظبي) الصين أرض حضارة عريقة، جذورها ضاربة في التاريخ، وتمتلك تراثاً غنياً وخصباً، خصوصاً في مجال الموسيقى، فهي تعود إلى فجر الحضارة الصينية مع وجود الوثائق والأعمال الفنية التي تقدم أدلة على وجود الثقافة الموسيقية المتطورة في وقت مبكر من عهد أسرة تشو (1122 قبل الميلاد-256 قبل الميلاد)، ولا تزال الموسيقى التقليدية تراثاً غنياً، في حين تخرج وتعاد صياغتها في شكل أكثر عصرية من بعض الفرق الموسيقية الصينية. المؤسس الأسطوري للموسيقى في الأساطير الصينية هو «لينغ لون»، الذي جعل أعواد الخيزران يمكن ضبطها لتقلد وتعزف أصوات الطيور، كما يعود تاريخ «النغمات الاثنتي عشرة»، إلى ما قبل أكثر من 4 آلاف سنة، حسب سجلات الوثائق التاريخية، و«المزمار العظيم» المكتشف في موقع يعود إلى العصر الحجري الحديث، يعود تاريخه إلى ما قبل أكثر من 8 آلاف سنة. وفي عهد أسرة «تانغ» - إحدى العائلات الحاكمة - في الصين، تبنت الدولة إنشاء جهاز حكومي معين لإدارة الموسيقى وتعليمها، وفي عهد أسرة «سونغ» - إحدى السلالات الحاكمة - اتجهت الأوبرا الصينية إلى النضوج، وظهر فيما بعد الكثير من المسرحيات، ومنذ أن تحولت الموسيقى الصينية من التعبير عن العواطف البسيطة إلى الدخول في الطبيعة العميقة للبشر، وإظهار العوالم النفسية للشخصيات المختلفة، تمتعت الموسيقى بميزة شعبية واضحة، وظهرت أنواع مختلفة من الأوبرا. وبعد حرب الأفيون (1839 – 1842)، صارت الديمقراطية والعلم الاتجاه الرئيسي للموسيقى الصينية، حيث امتزجت وتطورت الموسيقى التقليدية مع الغربية القادمة من أوروبا، أما دخول الموسيقى إلى الطريق الصحيح، فكان بعد تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح عام 1978، ومنذ ذلك الحين، فإن جميع أوجه الموسيقى من الإبداع الموسيقي إلى التمثيل والدراسة والنظريات الموسيقية وتسويقها، وغيرها من المجالات المتعلقة، شهدت تطوراً وازدهاراً واضحاً، ودخلت الموسيقى الصينية عهداً جديداً. أوبرا صينية وتمتعت الأوبرا الصينية بشعبية كبيرة لعدة قرون، ولا سيما أوبرا «بكين»، فهي موسيقى في كثير من الأحيان تغنى بأصوات عالية النبرة مصحوبة بقرع، وعادة ما تكون مصحوبة بالسوونا، جينغ هو، وأنواع أخرى من الآلات الوترية، بالإضافة إلى أنواع أخرى من الأوبرا الصينية الشهيرة تشمل «أوبرا التصفيق»، و«أوبرا كانتون»، و«أوبرا الدمية»، و«أوبرا كونتشيوي وسيتشوان». الآلات الموسيقية ويمتد تاريخ الآلات الموسيقية التقليدية الصينية زمناً طويلًا، حيث تشير المكتشفات الأثرية إلى أن أنواعاً مختلفة من الآلات الموسيقية ظهرت في الصين قبل أكثر من ألفي عام، من هذه الآلات الصفارة العظمية التي اكتشفت في «أطلال خهمودو بتشجيانغ» من فترة ثقافة العصر الحجر الحديث، و«آلة شيون» التي اكتشفت في بانتسون بشيان من ثقافة يانغشاو، والجرس الحجري والطبلة الخشبية المغطاة بجلد الثعبان المكتشفان في أطلال ين بمدينة آنيانغ، مقاطعة خنان، وآلات المزمار الأفقي ومزمار شنغ وسه والجرس الموسيقي والأجراس الموسيقية المتسلسلة، وأنواع مختلفة من الطبول التي اكتشفت في مقبرة تسنغ هو يي عام 433 قبل الميلاد. رقصات شهيرة وتميزت الفنون الشعبية الصينية بالعروض الفنية الراقية التي تمزج بين الموسيقى والرقصات الصينية الكلاسيكية والشعبية مثل رقصة «القناديل الحمراء» و«المظلات الحمراء» و«مياه جدول رقراق»، إلى جانب رقصتين شهيرتين هما: «رقصة التنين» مع الموسيقى التي تعد تقليداً صينياً متوارثاً، حيث يتم مشاهدتها في مراسيم السنة الصينية الجديدة في جميع أنحاء العالم، و«رقصة الأسد» وهي واحدة من التقاليد الأكثر شهرة في الثقافة الصينية وأهم عادات وتقاليد الشعب الصيني، وتعقد خلال المهرجانات التي تقام على مدار العام، ويُعتقد أن هذه الرقصة تجلب الحظ السعيد والازدهار وتتخلص من الشر. فعاليات إماراتية وتألقت بعض الفرق الموسيقية بعروضها المميزة في الإمارات في السنوات الأخيرة، من خلال مشاركتها بعروض منفردة أو مهرجانات فنية، محققة نجاحاً كبيراً، من بينها «أوركسترا الصين مع لونغ يو» التي شاركت في مهرجان أبوظبي للموسيقى الكلاسيكية، وأدت العديد من المعزوفات الصينية الشهيرة، إلى جانب الموسيقار والملحن والباحث الصيني الكبير «تان دون»، الذي قدم محاضرة ضمن فعاليات القمة الثقافية التي أقيمت سابقاً أبوظبي، وكانت حافلة بالكثير من الملامح الموسيقية المؤكدة على غنى وثراء المكون الموسيقي في ذاكرة الصينيين، حيث «تان دون» في عام 2001 جائزة أكاديمية الأوسكار لأفضل موسيقا تصويرية عن تأليفه لموسيقى فيلم: «نمر رابض، تنين مختبئ»، كما قدم «تان دون» في قمة القيادات الثقافية بأبوظبي عرضاً تفاعلياً حول الآلات الموسيقية القديمة في بلاده، والمخطوطات الأثرية المتضمنة نوتات مجهولة، والتي قد عمل على إحيائها من جديد، وإعادة العزف على تلك الآلات البائدة الموثقة في الكتب العتيقة والمرسومة على جدران الكهوف الأثرية في الصين، وعلى أنغام الموسيقى الصينية التقليدية شاركت الفرقة الصينية «إيست ستايت تشياينيس سيركس»، عرضها المميز احتفالاً برأس السنة الصينية، على مسرح مدينة جميرا كجزء من فعاليات مهرجان دبي للتسوق، بالمزج بين حركات الأكروبات والرقص، وكذلك الأزياء الباهرة. ملك المزمار يمثل لو تشون لينغ مدرسة المزمار الجنوبية بالصين ويلقب بـ «ملك المزمار»، وفي عام 2008، حددت وزارة الثقافة الصينية أن لو تشون لينغ وارثاً لمشروع الآلات الموسيقية للتراث الثقافي غير المادي، وخلال عملية ممارسة العزف على المزمار التي توصلت لـ83 سنة، زار لو تشون أكثر من 70 دولة وينتشر طلابه في كل أنحاء العالم، وأبدع تشون الكثير من ألحان المزمار الجميلة مثل «اليوم والماضي» والبشرة» و«الربيع في جنوب نهر اليانغتسي»، كما قام بتعديل الكثير من الألحان التقليدية الصينية، ويعتبر لحن «الحجلة الطائرة» أحد هذه الألحان التمثيلية، وفي عام 1989، فاز اللحن بجائزة الألبوم الذهبي الصينية، كما أبدع لحناً بعنوان «أغنية الصداقة»، لتمجيد الصداقة بين شعوب العالم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©