السبت 11 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

حاسوب جوزيه ساراماغو يزيح الستار عن يومياته

حاسوب جوزيه ساراماغو يزيح الستار عن يومياته
16 يوليو 2018 21:14
أحمد عثمان (باريس) على الرغم من وفاة الروائي البرتغالي الشهير جوزيه ساراماغو في يونيو 2010، إلا أنه لا يكف عن إثارة دهشتنا. فقد تم الكشف خلال الأيام الأخيرة عن يومياته غير المنشورة، والمنتظر أن تصدر خلال العام الحالي في لغات عدة، وبعد عشرين عاماً من الانتهاء من كتابتها: لقد ترك حائز نوبل للآداب «الكتاب الأخير للانزاروت»، في حاسوبه، منذ عام 1998. أصدرت مؤسسة ساراماغو تصريحاً مجلجلاً: هذه المخطوطة معروفة على نطاق واسع، ولكن، وقتما تحدث الكاتب عنها، لم يكن أحد يعرف، إن كان قادراً على الانتهاء منها أو سوف يتمها. من ناحيتها، ذكرت أرملة ساراماغو، بيلار ديل ريو، إلى أنه أشار إلى هذا النص كثيراً في سنواته الأخيرة، وحتى قبل وفاته. من المعروف أن نشر كتاب بعد عشرين عاماً من كتابته وبمناسبة مرور عشرين عاماً على حصول ساراماغو على جائزة نوبل لا يعد من قبيل الطرف والنوادر. بالنسبة لبيلار: «صدوره بعد عشرين عاماً، يعني أن اللحظة المناسبة للكشف عن تأملاته وأسراره قد أزفت». بيد أن كل ذلك يظل «اكتشافاً عرضياً». وخلال المؤتمر الصحافي الذي صاحب تقديم الكتاب، أشارت الأرملة إلى الحيرة التي لازمت الناشرين وكذا حيرتها الشخصية، على أعتبار كونها مترجمة ساراماغو: نسى الجميع بوجه الاحتمال ولا إراديا النص. «في نهاية فبراير، بالبحث في الحاسوب، قمت بما لم أقم به من قبل: فتحت ملفاً معنوناً «حاسوب»، وهكذا كشفت، في حيرة وبلبلة، دفتراً سادساً، في الملف. «دفتر سادس... لم يكن هناك من الأساس دفتر سادس. أعرف أن هناك نصوصاً، ولكنها غير مرتبة. فتحت الملف، ووجدت كتاباً، في السادسة صباحاً». يسرد هذا الدفتر حياة الروائي في عام 1998، أي عام حصوله على جائزة نوبل، وبالتالي، سوف يصدر في احتفالية خاصة في البرتغال بداية في 8 أكتوبر من العام الحالي، ثم في إسبانيا خلال نفس الشهر. وسوف تصدر مطبوعات «سوي»، ناشره التاريخي، الرواية في نفس العام، ولكن من دون تحديد موعد حتى إشعار آخر. ظاهريا، الملف/ الوثيقة، كما دأبت مصادر عدة على تسميته على هذا النحو، غير كامل بنسبة 80%. وفي هذا الصدد، ذكرت بيلار أنها قامت بإعادة تصويب وإضافة عناصر لم تكن متوفرة في النص: «إنه كتاب مرتبط بالبرازيل، ولكن أيضاً بالمكسيك، الأرجنتين وأوروغواي وكولومبيا. إنه يجتاز القارة». بالنسبة للكاتب مانويل آلفارو بالنته، يسمح هذا الإصدار للبرتغال على وجه التحديد بمعرفة مثلى أهمية الحدث، «الذي لا يمكن نسيانه». في الواقع، كما أضاف «(من المؤسف) أن بعض الحقائق البرتغالية، أو البرتغال، في مجموعها، لم تكن واعية لما تعنيه هذه السنة، وبالأخص أن مرت من دون جائزة نوبل». وهكذا، لم يكف مؤلف «العمى»، و»سنة موت ريكاردو ريس» وغيرهما عن إثارة دهشتنا، كما تنفتح أعين مبصرون بعد العمى على خيالات وظلال تتكون تدريجياً شخصيات وأمكنة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©