على هذه الأرض المعطاء (الإمارات) لا تتوقف المبادرات الإنسانية الخلاقة، القيمة، الرائدة، والتي تجعل الإنسان ينطلق بفكره، ويطور قدراته، ويسعى للعمل والإبداع. ومن هذه المبادرات الرائعة (الخلوات) التي تقام على امتداد الإمارات والتي ترتقي بقدرات الإنسان وعطائه في المجالات كافة. ومن الخلوات المهمة التي أقيمت مؤخراً في دبي (خلوة الإمارات ما بعد النفط) والتي استمرت ليومين، وحضرها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. كما حضرها أصحاب السمو الشيوخ الكرام، والجهات الحكومية الاتحادية والحكومات المحلية.
في هذه الخلوة الموسعة، نوقشت مختلف الأفكار والمبادرات التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد الوطني بهدف تحقيق التوازن بين قطاعاته كافة، بما يضمن استدامة الاقتصاد للأجيال القادمة. ولا شك أن التحديات كبيرة، ولا بد من وضع استراتيجية شاملة تضمن لنا تحقيق الأهداف المرجوة من التنويع والاستدامة. وقد أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن تطوير العقول البشرية هو العملة العالمية لاقتصادات القرن الحادي والعشرين، والسبيل الوحيد لتحقيق تنمية مستدامة نقود من خلالها دولتنا نحو المزيد من التقدم والرخاء».. مضيفاً: «لدينا في دولة الإمارات الخبرات والموارد والإرادة والتصميم، والأهم من ذلك الرؤية والقيادة الحكيمة لندفع باقتصادنا نحو الاستدامة».
نعم، إن القيادة الحكيمة هي التي تصنع المعجزات، وتحقق الأمنيات، بحيث تُتيح لكل أبنائها، ولكل مبدع، المساهمة، كلُ حسب قدراته وإمكاناته في العمل والإبداع في المجالات كافة، لأن هذه القيادة تدرك أن أغلى وأهم ما نملكه هي الطاقات البشرية، من العقول المبدعة، والأفكار والمبادرات الخلاقة التي بإمكانها أن تصنع المستحيل، فبالأفكار النيرة، والتخطيط السليم، والإرادة الصلبة، والعمل المتواصل بروح التعاون والمشاركة الإيجابية، يمكننا أن نحقق تلك الأهداف من تنوع واستدامة الاقتصاد، وعندما تكون الرؤية واضحة، والخطط التنفيذية تكون على أسس صحيحة، وتنفذ بشكل سليم، حتماً ستكون النتائج طيبة، تسهم في ارتفاع معدلات الاستقرار والاستدامة المطلوبة لاقتصاداتنا، بعيداً عن تقلبات الأسعار العالمية للموارد والخدمات والسلع كافة.
همسة قصيرة: خلوات الفكر والتأمل الصحيح.. الطريق للإبداع.
عدد اليوم
