السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«التجربة الكرواتية».. درس مجاني للرياضة العربية

«التجربة الكرواتية».. درس مجاني للرياضة العربية
16 يوليو 2018 01:25
مراد المصري (دبي) دون المنتخب الكرواتي لكرة القدم اسمه في سجلات التاريخ بعدما بات أصغر دولة منذ عام 1930 تنجح في الوصول إلى المباراة النهائية لكأس العالم، حيث يزيد عدد السكان عن 4 ملايين نسمة بقليل، لكنهم برهنوا على همتهم العالية وامتلاكهم مواهب توزعت في الدوريات الأوروبية الكبرى، لكنها اجتمعت معاً على حب الوطن ونجحت في وضعه على الخريطة العالمية بقوى هذه الأيام. وفيما يعرف في كرة القدم أو الرياضة عموماً أن انتقاء المواهب يتقلص كلما قل عدد السكان، فإن كرواتيا برهنت قدرتها على قلب هذه المعادلة، وهي التي تضخ للقارة الأوروبية العديد من النجوم الذين ينتشرون في إسبانيا مثل مودريتش وراكيتيش وإيطاليا بتواجد ماندزوكيتش وبيرسيتش، وفي إنجلترا، حيث يلعب لوفرين وغيرها من المواهب التي تطورت معاً في مناخ رياضي ملائم للغاية في بلد ينبض بشغف الرياضة، التي تعتبر أسلوب حياة يحتذى به على الصعيد العالمي. وتتميز هذه الدولة الفتية التي استقلت عن يوغوسلافيا قبل 27 عاماً وتحديداً في عام 1991، وانضمت إلى الاتحاد الأوروبي رسمياً عام 2013، بأنها تمتلك فرقاً عالمية في جميع الألعاب الرياضية ومواهب مميزة على الصعيد الفردي أيضاً، وإن كانت كرة القدم استحوذت على الصورة الأساسية، حينما تمكن منتخبها من الحصول على المركز الثالث في كأس العالم عام 1998، وكان دائماً متواجداً في مراكز متقدمة في البطولات الأوروبية وبات عنصراً مؤثراً في السنوات الماضية ليأتي النجاح الأبرز في مونديال روسيا. وتقدم كرواتيا العديد من أمثلة النجاح الرياضي بعدد سكان قليل لكنه يمتلك شغفاً وهمة عالية، حيث نجح منتخب كرة اليد من الفوز بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب الأولمبية عامي 1996 و2004، وتوج بلقب كأس العالم عام 2003 وجاء وصيفاً أعوام 1995 و2005 و2009، وللمفارقة فإنه خسر نهائي عام 2009 أمام فرنسا تحديداً. وفي كرة السلة تعتبر كرواتيا واحدة من أبرز الدول على مستوى العالم، حيث توجت بالميدالية الفضية في دورة الألعاب الأولمبية عام 1992، ونالت الميدالية البرونزية في بطولة العالم عام 1994، كما نالت المركز الثالث في بطولة أوروبا عامي 1993 و1995، إلى جانب امتلاكها العديد من الأسماء الذين لعبوا أو تواجدوا حالياً في دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين أبرزهم توني كوكوتش زميل مايكل جوردان في صفوف شيكاجو بولز أيام مجده في تسعينيات القرن الماضي. كما توج فريق كرة الماء الكرواتي بلقب بطولة العالم عام 2007، ونال الميدالية البرونزية عامي 2009 و2011، فيما حصد لقب بطولة أوروبا عام 2010 ونال الميدالية الفضية عامي 1999 و2003. وفي كرة الطائرة فإن منتخب السيدات الكرواتي يتفوق بحصوله على الميدالية الفضية 3 مرات في بطولة أوروبا أعوام 1995 و1997 و1999. وبالنظر لعدد السكان فإن كرواتيا ربما تشكل مصدر إحراج للملايين من العرب، حيث تمتلك في رصيدها 33 ميدالية في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية، بواقع 11 ذهبية و10 فضيات و12 برونزية، إلى جانب حضورها الدائم في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية. وتأتي كافة هذه العوامل لتؤكد لنا أن النجاح الكروي لكرواتيا لم يتحقق وليد الصدفة، ولكنه نتج بسبب اهتمام مميز بالرياضة عموماً التي تشغل بال الكبار والصغار في دولة تجد من خلالها الأمل نحو مستقبل مشرق، وتتخذ من الرياضة أسلوب حياة أساسياً لها دون انتظار مردود مادي ضخم، ولكن من أجل إثبات الذات، فيما لم تتنافس الفرق داخل الدولة على احتكار المواهب والتنافس فيما بينها على ألقاب زائفة، ولكنها تركت المجال لهم للذهاب نحو أقوى المسابقات العالمية وصقل موهبتهم، إدراكاً منها أن تطوير المنتخبات يبدأ من الأفراد الموهوبين الذين لا يجب حبسهم في عجلة تدور إلى ما لا نهاية مثل قفص «الهامستر»، ولكن من خلال التنافس على الصعيد الدولي ومواجهة أفضل الرياضيين حول العالم ليأتي المردود كما نراه من خلال الإبداع في جميع الألعاب الرياضية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©