الإثنين 6 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«سباسيبا» حتى ينقطع النفس!

16 يوليو 2018 01:18
بنجاح باهر، أو بالأحرى منقطع النظير، أسدلت روسيا أمس ستائرها على المونديال، الذي سجل نفسه كأفضل المونديالات على الإطلاق، ويكفي تتالي الشهادات عليه، منذ اليوم الأول وحتى أمس، والتي كان أهمها شهادة رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو الذي قال إن هذا المونديال هو أفضل نسخة على الإطلاق، وقد سمعت ذلك شخصياً من مسؤولين كبار، ولاعبين، وإعلاميين، كلهم يؤكدون ما ذهب إليه قائد أمبراطورية «الفيفا». ولأن من رأى ليس كمن سمع، أقول برؤية نقدية تحليلية، لا انطباعية ولا عاطفة فيها، إن الروس قد كسبوا الرهان، وقد زرت أربع مدن خلال تواجدي في البطولة، بدءاً بموسكو التي حضرت فيها مباراة الافتتاح، وقضيت جل أيامي فيها، كما زرت مدن روستوف أون دون، وسانت بطرسبرج، وفلجوجراد، وأستطيع التأكيد على أن كل مدينة من تلك المدن كانت حدثاً في ذاتها. إعجابي بالتجربة الروسية، وإيماني بنجاحها الباهر، ليسا مرهونين بإبهار الحدث العالمي، أو لصدمة الانفتاح على البلد الذي ظلّ منغلقاً على نفسه، وأنا الذي زرت بلاد القياصرة، مرتين قبل المونديال، الأولى قبل 20 عاماً، حينما قمت بتغطية دورة الألعاب الأولمبية للشباب في العام 1998، والثانية في مطلع ديسمبر الماضي، حينما حضرت قرعة المونديال، كما حضرت أحداثاً عالمية كثيرة، ولذلك فأنا على قناعة تامة بأن الروس لم يحرزوا التفوق وحسب، بل حققوه مع مرتبة الشرف. لقد تجاوز التفوق الروسي الإثارة في الملاعب، والتنظيم المتقن داخلها وخارجها، إلى النجاح في كل التفاصيل الصغيرة والكبيرة، مما له علاقة مباشرة بالمونديال أو غير مباشرة، وقد عبر إنفانتينو عن ذلك وأحسن التعبير، حين قال إنه يشعر وكأنه طفل في متجر للألعاب، في إشارة إلى الدهشة الذي اعترته منذ انطلاق كأس العالم، قبل أن يضيف: لقد وقعنا جميعاً في حب روسيا، نحن هنا منذ فترة، وقد اكتشفنا بلداً لم نكن نعرف، وقد صدق إنفانتينو في كل كلمة قالها. أكثر ما كان لافتاً في النجاح الروسي، هو السلاسة والديناميكية في التنظيم والإجراءات، فالدخول للبلاد وللملاعب، بما في ذلك مباراة الافتتاح، كان أسهل من تنظيم مباراة في دوري الدرجة الثانية في أي بلد، وقبل ذلك كان استخراج بطاقات الإعلاميين، وبطاقات الجماهير «FAN ID»، أما الصدمة الحقيقية فكانت في التعامل الراقي للشعب الروسي، الذي أشعرنا أن كل مواطن في هذا البلد متطوع في خدمة المونديال. بعد كل ذلك الإعجاب بحثت عن كلمة يمكن أن اختزل فيها امتناني فلم أجد غير كلمة «سباسيبا»، والتي تعني شكراً بالروسي، والتي سبق للزميل محمد البادع أن وظّفَها في أحد مقالاته بحس صحفي عالٍ ، تحت عنوان «سباسيبا».. روسيا، وهو العنوان الذي لم يغادر ذهني، ولا أجد غضاضة في استخدامه مرة ثانية، بل سأستخدمه لو اضطررت لإعادته غير مرة إلى أن ينقطع النفس.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©