الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سميرة لملاكة.. أمينة على كنز التطريز المغربي

سميرة لملاكة.. أمينة على كنز التطريز المغربي
26 يناير 2017 21:20
لكبيرة التونسي (أبوظبي) عندما بدأت المغربية سميرة لملاكة هوايتها في التطريز والأشغال اليدوية لم تتوقع أن صيتها سيصل إلى العالم، وأنها ستشارك في معارض الصناعة التقليدية الأكثر شهرة، فقد أنشأت لملاكة «تعاونية» لاحتضان النساء ذوات الدخل المحدود والأرامل لتصبح فيما بعد من أشهر التعاونيات، التي تنتج المطرزات والمشغولات اليدوية الخاصة بالبيت وملابس النساء وتجهيز العروس، معتبرة نفسها وصية على حرفة التطريز التقليدي المغربي. نواة الفكرة في حي العكاري بالرباط أسست لملاكة نواة «تعاونية» التيسير (مشروع صغير برأس مال بسيط)، بدأت عائلية، ونحو العالم انطلقت، وبالإضافة إلى نشاطها في «التيسير»، الحاصلة على شهادة الجودة خاصة، كونها تعمل وفق معايير عالمية، قدمت لملاكة دورات تدريب لأفراد الجالية المغربية في فرنسا، كما قدمت دورات في المناطق الجبلية المغربية، وشاركت أيضا في برنامج «هن» بقناة الحرة التي زارت التعاونية واطلعت عن قرب على الأعمال اليدوية التي تقوم بها النساء. وتقول لملاكة، التي كرمتها كندا ضمن أفضل المشاريع الصغيرة: «أسست تعاونية في البداية لوضع عملنا العائلي في إطاره الصحيح، وتحقيق مكاسب، لكن سرعان ما توسعنا وأصبحنا نشارك في بلجيكا، وفرنسا، وإنجلترا، وعديد من الدول الأخرى التي نتقاسم معها التجارب نفسها». ولملاكة، التي شاركت في فعالية «المغرب في أبوظبي»، الذي اختتمت فعالياته الشهر الماضي، أصبحت واحدة من أكثر النساء إلهاما للباحثات عن مشاريع تحقق أرباحا وتروج بضاعة عريقة. ونشأت لملاكة في بيت يمتهن التطريز وأشغال الصناعة التقليدية بكل حرفية، حيث كانت تجتمع الأم والخالات والأخوات على نسج أجمل اللوحات على المفارش والمخدات والملابس النسائية والشراشف والأغطية، فتشربت الصنعة وهي ماتزال على مقاعد الدراسة، وسرعان ما شغفت بها. ولاحظت لملاكة أن آليات تسويق منتجاتهن لم تستند إلى خطة مدروسة ما كان يهدر الجهد والوقت فضلا عن المال، الأمر الذي دفعها إلى البحث في الموضوع والاتجاه نحو التأطير الصحيح، فأنشأت تعاونية بسبع عضوات. عمل دؤوب أنشأت لملاكة، وهي عضو سابق بغرفة الصناعة التقليدية بالرباط، ورئيسة اتحاد جمعيات الصناعات التقليدية بالمدينة تعاونية «التيسير»، التي تجمع أكثر من 40 سيدة تمتهن فن التطريز والمشغولات التقليدية منهن الأرامل والمطلقات وذوات الدخل المحدود، ثم توسعت تدريجيا حيث بدأت بعدد قليل من النساء لتصبح اليوم من أكبر التعاونيات في الرباط. ولملاكة لا تعد نفسها محظوظة وهي تجوب العالم لتبرز ما جادت به أناملها وأيدي الصانعات من إبداعات بمختلف الألوان، بل تؤكد أن ما تحقق نتيجة جهد سنوات من العمل الدؤوب، فضلا عن ريادتها في طرح هذه المبادرة التي فتحت باب رزق لنساء امتلكن مؤهلات للعمل، لكنهم كن غير متمكنات من آليات تسويق منتجاتهن ذات الجودة العالية. وبالإضافة إلى تحقيق الربح والترويج لهذا النوع من الصناعة التقليدية تحرص لملاكة على هذا الموروث الثقافي، مؤكدة أن نشاط «التعاونية» لا يقتصر على التطريز، بل يشمل عدة مشغولات أخرى. وتضيف «كان فن التطريز يرتبط بالمورسكيين (المسلمون الذين بقوا في إسبانيا تحت الحكم المسيحي بعد سقوط الخلافة الإسلامية وخُيروا بين اعتناق المسيحية، وترك إسبانيا)، ولكن عندما انتقلوا للمغرب، انتقل هذا الفن إلى يد المرأة المغربية التي حافظت عليه وأبدعت فيه»، مشيرة إلى أن التطريز المغربي يتنوع باختلاف المدن، فهناك الرباطي والفاسي، بحيث يتميز كل واحد عن الآخر بشكل جذري من حيث آلية العمل والأدوات. وتعتبر لملاكة نفسها أمينة على حرفة التطريز التقليدية، مؤكدة أنها تسعى إلى الحفاظ عليه من الاندثار أمام اجتياح الآلة لهذا النوع من الصناعات. وتقول «يحظى فن التطريز في المغرب بأهمية قصوى خاصة في المدن العريقة، وبمجرد أن تولد البنت تبدأ والدتها بتطريز أثاث عرسها، ورغم أن ذلك بدأ في الاندثار إلى أن بعض العوائل لا تزال تحافظ على هذا الموروث».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©