الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

باريس أو زغرب وليس بروكسل!

14 يوليو 2018 22:32
بالقدر الذي كنت فيه محظوظاً بالوجود في العاصمة باريس بين الجماهير الفرنسية، وهي تحتفل بعد فوز منتخبها على نظيره البلجيكي، وبلوغه المباراة النهائية لمونديال روسيا، فقد كنت سيء الحظ، حين وصلت إلى مدينة بروج البلجيكية، وهي تلملم جراحها بعد فشل منتخب البلاد في تحقيق حلم الوصول للمباراة النهائية للمرة الأولى في تاريخه. في إجازتي الأوروبية التي بدأتها بعد العودة من روسيا، كنت قد رسمت «سيناريو»، تكون فيه بلجيكا أحد طرفي المباراة النهائية، وكنت - في واقع الأمر- أرجح وصول «الشياطين الحمر» أكثر من أي منتخب آخر، ليس إلى النهائي وحسب، بل إلى منصة التتويج باللقب العالمي، ولذلك اخترت العاصمة بروكسل محطتي التي سأصلها صباح اليوم قادماً من بروج وقبلها من باريس، لأعيش فيها اللحظة التاريخية التي توقعتها. للأسف، فإن كيليان مبابي ورفاقه أفسدوا خطتي، بعدما بعثروا توقعاتي بفوزهم المستحق على منتخب بلجيكا في نصف النهائي، والذي بددوا من خلاله حلم البلجيكيين في تحقيق اللقب للمرة الأولى في تاريخهم، وهم الذين عاشوا تفاصيل الحلم الذي طال وهو يؤرق مناماتهم، وحين حانت اللحظة التاريخية، إذ أصبحوا يملكون منتخباً يستحق أن يجلس على قمة الكرة العالمية، إنْ من خلاله أدائه الجماعي المبهر أو من خلال كتيبة الأسماء التي توجد فيه، تحول الحلم الوردي فجأة إلى كابوس. على الرغم من ذلك، فإن أكثر ما لفتني وأسعدني في آن خلال وجودي في مدينة بروج التاريخية، هما الحفاوة التي لا يزال يحظى بها إيدن هازارد وبقية أفراد الكتيبة الحمراء، حيث لا تزال البيوت العتيقة التي تحف قنوات المدينة المائية تتزين بشعارات المنتخب وأعلامه، فيما لم تبرح المحال التجارية تعلق صور نجوم الفريق وقمصانه، حيث تنشر صوراً وقمصاناً لهازارد، وكيفن دي بروين، ولوكاكو، ونجوم آخرين مثل ديمبلي، وكومباني، وفيستل، فيما تستشعر حالة الفخر بهم في أي أحاديث تجريها مع أي مواطن بلجيكي، حتى لتخال كل البلجيكيين قد اتفقوا على إخفاء أحزانهم تقديراً للمنتخب ولاعبيه. لن أقول الآن إنني حزين لفشل مخططي، أو محبط لأنني ضللت الطريق إلى حيث ستكون كأس العالم، بقدر ما أنا حزين لفشل المشروع البلجيكي المتقن، غير أنني سعيد لما لمسته من فخر البلجيكيين بمنتخبهم، وسعيد كذلك لأنني سأشاهد اليوم منتخبي فرنسا وكرواتيا، وهما يثبتان للعالم أن الأسماء وحدها لا تصنع الإنجازات حتى وإنْ كانت أسماء بحجم ميسي وكريستيانو ونيمار، وأن باريس تستحق أن تعيش لحظة تاريخية ثانية باحتضان كأس العالم، كما تستحقها زغرب كذلك بتحقيق ما كان بالأمس مستحيلاً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©