الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

نموذج تمويلي جديد من أجل غدٍ أفضل

نموذج تمويلي جديد من أجل غدٍ أفضل
18 يناير 2014 22:19
تمثل تلبية الطلب المتنامي على إمدادات الطاقة في ظل النمو والتطور السريع الذي تشهده اقتصادات العالم، إحدى أكبر التحديات التي نواجهها في عصرنا الحالي. فمن المتوقع بحلول عام 2030، أن يزداد تعداد الطبقة المتوسطة في العالم ليصل إلى 4.9 مليار نسمة، مقارنة بحوالي ملياري نسمة في الوقت الراهن. وسيترافق مع تزايد عدد الأثرياء، نموٌ في الطلب على الطاقة أيضاً. وبحلول عام 2030، من المتوقع أيضاً أن يزداد الطلب العالمي على الطاقة بنسبة 33% والطلب على الكهرباء بنسبة 60%، في حال واصلت اقتصادات العالم نموها بنفس الوتيرة الحالية. ومما لا شك فيه أن القدرة على الوصول إلى الطاقة الموثوقة يعد عاملاً رئيسياً لتحقيق النمو الاقتصادي وتحسين مستويات المعيشة والارتقاء بجودة حياة الشعوب. ولكن الاعتماد فقط على مصادر الوقود الأحفوري لتلبية الطلب العالمي المتنامي على الطاقة، سينتج عنه عواقب وخيمة تتمثل في تزايد نسبة التلوث والانبعاثات الكربونية على المستويات المحلية. كما سيزيد ذلك من مخاوف البلدان المستوردة للوقود الأحفوري بشأن تحقيق أمن الطاقة. وبالتالي، لابد للمجتمع الدولي من تكثيف جهوده بغية إيجاد أفضل حلول الطاقة النظيفة والمستدامة التي يمكنها تلبية الطلب المتزايد على الطاقة وفي الوقت نفسه الحفاظ على سلامة كوكبنا. وتضاعف حجم استثمارات الطاقة المتجددة على المستوى العالمي ست مرات خلال السنوات الماضية، ليصل إلى 244 مليار دولار في عام 2012، مقارنة بـ 40 مليار دولار في عام 2004. ولكن مسألة تمويل مشاريع الطاقة المتجددة لا تزال تمثل تحدياً رئيسياً وعقبة أمام نشر حلول الطاقة المتجددة على نطاق واسع، لا سيما في الدول النامية. وينطوي على تمويل مثل هذه المشاريع العديد من المخاطر التي لابد لنا من دراستها ومعالجتها لكي نتمكن من تقليل تكاليف التمويل. فمن المعروف أن بدء مشاريع الطاقة المتجددة يحتاج إلى نفقات عالية ورأس مال كبير. وغالباً ما تتطلب عملية توليد الطاقة على المدى القصيرة تكاليف أعلى؛ كما أن العديد من مشاريع الطاقة المتجددة لا تروق لجهات التمويل العالمية بسبب صغر حجم هذه المشاريع واعتقادهم بعدم جدواها من الناحية الاقتصادية. ومن أجل التغلب على هذا التحدي، نشأ نموذج تمويلي جديد في العاصمة الإماراتية أبوظبي، يكسر النمط التقليدي للشراكات التنموية بين دول شمال الكرة الأرضية وجنوبها. فقد خصصت دولة الإمارات العربية المتحدة ما يصل إلى 350 مليون دولار لتمويل مشاريع الطاقة المتجددة في الدول النامية. وتعمل «آيرينا» على دراسة هذه المشاريع وتقديم التوصيات بشأنها، بينما يعمل «صندوق أبوظبي للتنمية» على توفير قروض تغطي ما يصل إلى نصف التكاليف الإجمالية لتلك المشاريع، ما يضمن مشاركة الجهات المحلية في تمويلها، ويسهم في الوقت نفسه في الحفاظ على استقرار الأسواق المالية المحلية للبلدان النامية ونقل المعرفة الهامة إليها. وسيتم اليوم في أبوظبي الإعلان عن أسماء المستفيدين من أول ستة قروض ميسرة ستمنحها الإمارات لدعم هذه المشاريع التي يزيد إجمالي استطاعتها على 33 ميجاواط وستسهم في توفير الطاقة المستدامة والموثوقة ومعقولة التكلفة للمناطق الريفية التي تفتقر إلى خدمات الطاقة الحديثة. وتشترك المشاريع الممولة، والتي تعتمد مجموعة متنوعة من التقنيات النظيفة وتغطي مجتمعات ومناطق جغرافية مختلفة، في كونها ستسهم في تحقيق أثر اجتماعي واقتصادي كبير على المديين المتوسط والبعيد. ولا تنطوي فوائد النموذج الجديد على كونه يساعد في الحد من مخاطر الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة صغيرة الحجم وكبيرة الفعالية، بل تمثل أيضاً مثالاً ممتازاً على الدور المتنامي لأبوظبي باعتبارها مركزاً عالمياً للطاقة النظيفة. وتكتسب العاصمة الإماراتية اليوم أهمية متزايدة باعتبارها محركاً عالمياً للابتكار والريادة في قطاع الطاقة، ويعزز من هذه المكانة المتميزة استضافتها لأحداث رفيعة المستوى مثل «أسبوع أبوظبي للاستدامة» الذي يلتقي خلاله نخبة قادة وخبراء قطاع الطاقة من مختلف أنحاء العالم. وتفخر «آيرينا» بكونها جزءاً رئيسياً من هذا التجمع المعرفي الذي تحتضنه دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تستضيف مقرنا الرئيسي، كما أنها ممتنة للدعم المستمر الذي تقدمه الدولة للجهود الرامية لتطوير قطاع الطاقة والارتقاء به نحو آفاق جديدة. ومن خلال التعاون الوثيق مع شركائنا، نعمل اليوم بلا كلل أو ملل لضمان سهولة وصول المجتمع العالمي إلى المعرفة المتاحة اليوم حول مصادر الطاقة المتجددة، ووضعها في متناول الدول النامية لكي تستفيد منها. ونحن على ثقة بأن نهج التمويل الجديد لمشاريع الطاقة المتجددة سيساعد في تلبية الطلب العالمي المتنامي على الطاقة. وعلينا بذل المزيد من الجهود لتعزيز انتشار حلول الطاقة المتجددة اليوم من أجل الاستفادة من مزاياها الواسعة ولضمان مستقبل أفضل لأطفالنا، فمن حقهم أن ينعموا بغدٍ أفضل قوامه طاقة أنظف وأكثر استدامة. عدنان أمين مدير عام «الوكالة الدولية للطاقة المتجددة» (آيرينا)، أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©