الإمارات تستضيف المؤتمر العالمي للفضاء بأبوظبي الثلاثاء المقبل‏

محمد الأمين( أبوظبي) أكد الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي، مدير عام وكالة الإمارات للفضاء، أن حجم الاستثمارات المباشرة للإمارات في المجال الفضائي وصل إلى 200 مليار درهم على مدى الـ 15 سنة الماضية، بما فيها المؤسسات والجهات العاملة في مجال الفضاء بالدولة،مثل مركز محمد بن راشد للفضاء، وشركة «الياه سات»، وشركة «الثريا»، والمراكز البحثية والشركات الفضائية، بنسبة نمو تصل إلى 10% ، وهي نسبة كبيرة ، مقارنة مع نسبة النمو العالمية التي تصل إلى 8% ، لافتا إلى أن هذه النسبة تتغير وفقا للفترات الزمنية التي تستغرقها المشاريع والبرامج الفضائية. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته «وكالة الإمارات للفضاء» مع عدد من ممثلي وسائل الإعلام أمس بفندق «دوست تاني» في أبوظبي لتسليط الضوء على برنامج ومحاور المؤتمر العالمي للفضاء الذي تنظمه الوكالة يوم الثلاثاء المقبل تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي «رعاه الله» بفندق «سانت ريجيس» السعديات في أبوظبي. وأشار إلى أنه للمرة الأولى تستضيف دولة الإمارات مؤتمراً ضخماً في مجال الفضاء، وعلى درجة كبيرة من الأهمية كالمؤتمر العالمي للفضاء، الذي يعد من أكبر الفعاليات التي تحدث في الشرق الأوسط وأفريقيا، وجنوب غرب آسيا، حيث يصل عدد المشاركين إلى 600 مشارك، منهم 90 متحدثا من كبار صناع القرار في المجتمع الفضائي العالمي من وكالات الفضاء التي تمثل الحكومات، إضافة إلى المعاهد والجامعات والمنظمات التي تعنى بشؤون الفضاء، وأشار الأحبابي إلى أن ما بين 85 إلى 88% من الحضور خبراء عالميون في مجال الفضاء ومن جميع دول العالم التي لديها برامج فضائية. وثمن الدكتور الأحبابي الرعاية الكريمة التي يحظى بها المؤتمر من القيادة الرشيدة لدولة الإمارات، منوهاً إلى أن برنامج الدولة الفضائي يتمتع بدعم لامحدود من القيادة الحكيمة نتيجة رؤيتها الثاقبة للمستقبل وإيمانها بأهمية علوم الفضاء كجسر للعبور نحو الفضاء. وأشار إلى أن عدد العاملين في قطاع الفضاء في الدولة يتجاوز في الوقت الراهن 500 موظف، 50% منهم مواطنون، وهو ما يؤكد رؤية دولة الإمارات وأهدافها من برنامج الفضاء ومشروع «مسبار الأمل». وأوضح أن استضافة دولة الإمارات للمؤتمر العالمي للفضاء تندرج تحت سياسة الدولة والوكالة لجعل الإمارات مركزاً إقليمياً للخدمات والفعاليات والتعليم الفضائي، إذ إن الدولة تتمتع ببنية تحتية قوية وإمكانيات وأنشطة وبرامج فضائية قيمة، حيث أصبحت الدولة اليوم تمثل دول المنطقة باستثمارها في مجال الفضاء من ناحية الاستثمارات المباشرة وعدد الأقمار الصناعية والقوة العاملة في قطاع الفضاء. وقال الأحبابي، إنه بتنظيم ودعم من وكالة الإمارات للفضاء ستعقد للمرة الأولى على هامش المؤتمر، جلسة عربية يشارك فيها ممثلون من وفود الدول العربية للحديث عن البرامج الفضائية العربية وكيفية وإمكانية التعاون بينها لتمثيل المنطقة العربية على مستوى العالم، مضيفاً: «نأمل أن يكون هناك تعاون بين الدول العربية لتحجز مكانتها التي تستحقها في هذا القطاع، لإعادة أمجادها في علوم الفلك والفضاء، إذ إن ثلثي أسماء النجوم المتداولة اليوم عربية، والإمكانيات متوفرة وربما الظروف هي التي لا تساعد على ذلك، إلا أنه من خلال الرجوع للتاريخ، ومنح الشباب العربي فرصة، والاقتداء بما يحدث في دولة الإمارات نتمنى أن تستعيد الأمة العربية مجدها السابق في علوم الفلك والفضاء». وتمنى أن تحذو الدول العربية حذو نظيرتها الأوروبية في التعاون بقطاع الفضاء، إذ إن 22 دولة أوروبية تجتمع في الوكالة الأوروبية للفضاء، مضيفاً: «نتمنى أن تتشارك الدول العربية في البرامج الفضائية لأن طبيعة هذه البرامج مكلفة وتمتد لفترة زمنية طويلة، وليس هناك دولة في العالم اليوم تقوم بعمل برنامج فضائي متكامل من دون أن يكون لها شركاء،أو من دون أن يكون مكلفاً ويستغرق وقتاً طويلاً، وأنسب الحلول والوسائل لتقليل هذه التكاليف العالية والمخاطر، هو اختصار الوقت والتقليل من المخاطر من خلال الشراكات. ولفت إلى أن الحوار في الجلسة سيركز على كيفية التعاون بين الدول العربية فيما بينها لإعداد برامج فضائية،لرفع مستوى التنسيق بينها الذي يعد اليوم ضعيفا حتى في المحافل الدولية، ودولة الإمارات تمثل المنطقة ككل وتدافع عن حقوق جميع الدول العربية في المنظمات الدولية التي انتسبت إليها بحكم برنامجها الفضائي، مشدداً على أن التعاون بين الدول العربية من شأنه التغلب على القيود التي تحاول بعض الدول الأوروبية ذات الباع الطويل في قطاع الفضاء، فرضها لوضع العراقيل أمام الدول الأخرى لإعاقتها عن عمل برامج فضائية خاصة بها. ونوه إلى أن الإمارات عضو في لجنة الاستخدام السلمي للفضاء في الأمم المتحدة، وهي تضم الدول التي تمتلك أنشطة وبرامج فضائية، وتناقش السياسات واللوائح والقوانين المستقبلية لاستخدام الفضاء، وعندما تأسست الوكالة انضمت الإمارات، وأصبحت تشارك بفعالية لتمثيل المنطقة العربية.