السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

عقلية الألمان

10 يوليو 2018 21:40
مرة أخرى أصر على أنه بيننا وبينهم «عقلية».. مجرد عقلية يمكن أن تأخذنا إلى أي منحدر آخر غير الذي نحن فيه، ويمكن أيضاً أن تأخذهم إلى قمة أخرى غير التي هم فيها، فهذه العقلية هي المحددة لكل الخطوات، والدليل ماتناثر هنا وهناك في أمثلة يومية لا يستهان بها.. فانظر مثلاً إلى ما أصاب العرب من خلال مونديال روسيا، والذي خرجنا فيه بألقاب تقيم الدليل على أننا ما زلنا بعيدين عن العالمية بسنوات ضوئية.. انظروا إلى حالة اليأس التي ضربتنا من المحيط إلى الخليج، وكأننا لم نكن مقتنعين بأننا ضيوف خفيفو الظل على روسيا، أو كأن اسم أحدنا مكتوب ضمن قائمة المرشحين للعودة بالكأس أو لعب الأدوار الأولى.. فنحن يا سادة كنا منذ البدء نعرف أننا سنكون الأسرع في امتطاء طائرة العودة ونحن ـ سواء جهزنا أنفسنا أم لا ـ كنا نعرف حدود إمكاناتنا وحدود أحلامنا وحجم خطواتنا.. وبالتالي لا أدري سبب هذا السخط الكبير على المنتخبات التي شرفتنا بالمشاركة، وهو شرف مشروع جداً وجميل جداً ومقنع جداً، في انتظار أن نتخلص من عقدنا وبشاعتنا الكروية وتخطيطاتنا لمثل هذه المواعيد.. انظروا مثلاً إلى ما يجري عندنا، فكلنا ضربتنا ذبابة «التسي سي» وخدرت أحلامنا وخطواتنا في وقت كان منتخب ألمانيا أكبر الخاسرين في هذا المونديال، بعد أن أذلته كوريا الجنوبية وخسر مباراتين وعاد إلى دياره مكسور الجناح والخاطر، بعد أن ترك كأسه في روسيا يتصارع عليها بقية المجتهدين في عالم الجلد المكور.. فهذا المنتخب منذ عاد إلى أرض الوطن انتقدت صحافته ما جرى لمنتخب بلادها دون خلفيات وحسابات رغبة في إشباع الجمهور بالحقائق التي جعلت منتخب «المانشافت» يعود خاوي الوفاض من رحلة روسيا، والنتيجة يا سادة أن الأغلبية الساحقة ـ إن لم أقل الجميع ـ اقتنعت بأن المدرب يواكيم لوف مازال قادراً على إسعاد الشعب الألماني، وأن ما حدث لا يتحمله لوحده، وأن الواجب الوطني يفرض تجديد عقده إلى حدود 2022، ليكون على رأس المنتخب، ولعل أجمل شهادة على هذه العقلية الساحرة ما قاله رئيس الاتحاد الألماني عندما أكد «بوجود لوف نحن نملك مدرباً وطنياً سيحلل الموقف بعناية فائقة، ويتخذ خطوات صحيحة لإعادة الفريق إلى درب النجاح»، فهل رأيتم كلاماً أجمل من هذا، وشهادة أرفع وأنقى وأروع من هذه لمدرب خسر كأس العالم، وعاد إلى أرض الوطن يجر أذيال خيبة لن تغادر ذاكرة الجمهور؟ على جناح الأمل ألمانيا، كل ألمانيا لم تكن راضية عن أداء منتخب «المانشافت»، وشعرت بالإذلال عند خروجها بهزيمتين وفوز يتيم، لكن ألمانيا نفسها، كل ألمانيا، لم تنس أن المدرب يواكيم لوف هو صاحب آخر كأس للعالم 2014، وأنه صاحب كأس القارات، وأنه الشخص نفسه الذي أسعد الألمان طيلة 12 عاماً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©