السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هوسرل ومذهب الظاهراتية

هوسرل ومذهب الظاهراتية
1 فبراير 2008 23:31
الظاهراتية: مذهب فلسفي دعا إليه الفيلسوف الألماني إدموند هوسرل 1859-·1938 ويقوم هذا المذهب على أساس أن ظواهر الوعي أو المعطيات المباشرة، والتي تتمثل في أفعال الفكر، يجب أن تكون محل الاهتمام الأول من جانب الفلاسفة، وعليهم ألا يقوموا بإصدار الأحكام على تلك الظواهر، وهو ما يُعرف بـ''مبدأ تعليق الحكم''، وهنا يشير هوسرل إلى ضرورة تحديد مصطلح (الفينومينولوجيا) بالشكل الذي يتفق مع منهجه؛ لأن هذا المصطلح وهو من مصطلحات الفلسفة، الحديثة، يقصد به دراسة كيفية تجلي الوجود الواقعي في الواقع، ولكن هوسرل يرى أن ''الفينومينولوجيا'' تعني الوصف السيكولوجي المحض لأفعال الفكر، والتي من خلالها نصل إلى الموضوعات المنطقية من دون السعي إلى تفسير تلك الأفعال، وهو يدعو إلى ضرورة الاعتناء باللفظ؛ لأن دلالته ومعناه يُعدّان شيئاً ثابتاً وليسا رهناً بأي تداعيات أو تقلبات· هنا يمكن القول إن فلسفة هوسرل هي فلسفة للماهيات، وكلمة ماهية هنا لا تستخدم بمعناها العميق - أي ما هو عليه الوجود- بل فقط ما هو عليه المظهر· ورغم أن هوسرل هو عالم رياضيات ومنطق في الأصل، إلا أن مذهبه يمكن استخدامه على نطاق واسع في جميع ميادين الفكر الفلسفي، وهو ما فعله ''ماكس شلر''، الأستاذ في جامعة كولونيا خلال بدايات القرن الماضي، الذي التزم في دراسته للقيم الدينية والخُلُقية بالمنهج الفينومينولوجي الذي اتبعه هوسرل، حيث رأى أن الأمور المقدسة خلقية كانت أو دينية، هي أمور وقيم ثابتة، مثلها تماماً مثل الأمور المادية، وأن تلك الأمور والقيم لا تتغير بتغير حاملها، أي أنه عمل بـ''مبدأ تعليق الحكم'' الذي دعا إليه هوسرل، وهو ما ظهر واضحاً في نظرته إلى فلسفة الدين، حيث رأى شلر أن فلسفة الدين هي حدس ببعض الماهيات التي تتجلى في التجربة الدينية، وهذه الماهيات جميعها لا ينبغي المساس بها، ولا يجب إخضاعها إلى عملية التحليل أو الاختزال، وإنما يجب أن تُدرك كما هي؛ لأن إدراكنا لهذه الماهيات يتم من خلال الحواس، التي بدورها لا تدرك إلا جزءاً بسيطاً من الأحوال الباطنة، ومن أهم تلك الماهيات التي تظهر في التجربة الدينية ''ماهية ما هو إلهي''، أي تلك الماهية المطلقة والمتصرفة في كل شيء، وكذلك صورة التجلي الإلهي، وأيضاً ''ماهية الفعل الديني''، وهي الإعداد الذاتي لدى الإنسان للإمساك بالقيمة المطلقة· من هنا، يمكننا القول إن شلر كان مؤيداً لهوسرل فيما ذهب إليه، من حيث إن المشكلة الفلسفية الأساسية تتمثل في الوجود، وعلى الفلاسفة أن يتعاملوا مع هذا الوجود كما هو، مع التحرُّر من أي قوالب فكرية مُعدة سلفاً لشرح وتفسير ذلك الوجود· وهنا فقط يمكن معالجة مشكلة معرفة الوجود على أساس منطقي وواقعي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©