ساسي جبيل، وام ووكالات (تونس، أبوظبي)
دانت الإمارات العربية المتحدة، بشدة، أمس، التفجير الإجرامي الذي استهدف دورية تابعة للحرس الوطني التونسي قرب الحدود مع الجزائر. وقالت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان، «إن الإمارات تدين وتستنكر هذا العمل الإرهابي الجبان الذي يستهدف زعزعة أمن واستقرار تونس عبر اللجوء إلى العنف، وتؤكد وقوفها وتضامنها مع الدولة التونسية في مواجهة العنف ومحاولات تقويض الاستقرار».
وأقيمت في تونس أمس، مراسم تأبين لستة عناصر من الحرس الوطني قتلوا في الكمين الذي تبنته «كتيبة عقبة بن نافع» الإرهابية. وجرى التأبين بقاعدة الحرس الوطني بمنطقة العوينة في العاصمة بحضور وزير الداخلية بالنيابة غازي الجريبي ومسؤولين وأقرباء. فيما نفذ العشرات من رجال الأمن في محافظة سيدي بوزيد وقفة احتجاجية وسط المدينة للتنديد بالهجوم مطالبين السلطات بتزويدهم بالمعدات.
وخرج الآلاف من الأهالي في ولايات بنزرت والكاف والقيروان ونابل والعاصمة، لتشييع الضحايا إلى مثواهم الأخير، كما خرجت مسيرات منددة بالإرهاب في باجة ومدن أخرى تحتج ضد نقص التجهيزات وإجراءات الحماية للأمنيين والعسكريين في الجبال.وعقد اجتماع أمني برئاسة رئيس الحكومة يوسف الشاهد وحضور وزيري الداخلية والدفاع الوطني وعدد من القيادات الأمنية والعسكرية لمتابعة العمليات الجارية لتعقب المجموعة الإرهابية في المناطق الجبلية الحدودية.
وقال الشاهد في بيان «سنثأر لأبنائنا في اقرب وقت ولن يهدأ لنا بال حتى نقضي نهائيا على الإرهابيين»، لكنه أضاف «الحرب على الإرهاب طويلة المدى، ربحنا فيها معارك مهمّة، وكسبنا جولات كبيرة، لكن بعض المجموعات اليائسة والمعزولة قامت اليوم بهذه العملية الغادرة». ودعا الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، مجلس الأمن القومي إلى اجتماع طارئ اليوم الثلاثاء، بحضور الشاهد والوزراء المكلّفين بالداخلية والدفاع والعدل لتدارس الوضع الأمني.من جهتها، قالت مديرة المركز الدولي للدراسات الإستراتيجية الأمنية والعسكرية بدرة قعلول، إنها تلقّت منذ 5 أيام تسجيلا صوتيا لمجموعة تستعد للهجوم الذي تعرضت له دورية الحرس الوطني، وأضافت أنها طلبت من المصدر إبلاغ الوحدات الأمنية وقدم تم ذلك فعلا وظنت أن المخطّط تم إحباطه بعد إبلاغ السلطات، إلا أنها فوجئت، بتنفيذ الهجوم واستشهاد 6 من الحرس الوطني.
وكشفت أن مصدرها الخاص، مستعد للكشف عن جميع المعطيات لرئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي فقط، بوصفه القائد الأعلى للقوات المسلحة.
ودان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بشدة الهجوم الإرهابي الذي استهدف دورية الحرس الوطني بمنطقة عين سلطان في ولاية جندوبة التونسية. وجدد دعم الجامعة لتونس وتضامنها الكامل معها في كل جهد يهدف للقضاء على آفة الإرهاب الخطيرة، مؤكدا الثقة في أن مثل هذه الأعمال الإجرامية لن تثني تونس قيادة وشعبا عن المضي قدماً في طريق إنهاء هذه الجرائم التي تشكل تهديداً لأمن واستقرار المجتمعات العربية.ودان مجلس وزراء الداخلية العرب العملية الإرهابية، وأكد في بيان تضامنه مع تونس في مواجهة الإرهاب. وعبر عن ثقة المجلس بقدرة القوات الأمنية التونسية والشعب التونسي على تحقيق التلاحم والتضامن في مواجهة الإرهاب والإجرام لتوطيد مناخ الأمن والسلم في البلاد وتعزيز التنمية والازدهار في مختلف المجالات. فيما دعت وزارة الخارجية البريطانية رعاياها في تونس إلى عدم السفر إلى جندوبة والجنوب إلا في الحالات القصوى.وعبر عدد كبير من نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي «فيسبوك» في تونس، عن سخريتهم من قطر التي دانت واستنكرت في بيان، الهجوم، وأكدوا أن قطر ينطبق عليها المثل القائل: «تقتل الشخص وتسير في جنازته.
عدد اليوم
