الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«مودرن دبلوماسي»: قطر تطعن المغرب في الظهر بدعم سري لـ«البوليساريو»

10 يوليو 2018 00:05
دينا محمود (لندن) كشف موقع «مودرن دبلوماسي»، الإخباري المتخصص في تناول شؤون السياسة الدولية النقاب عن وجود أزمة مكتومة بين قطر والمغرب، على خلفية افتضاح أمر تورط النظام الحاكم في الدوحة في تقديم الدعم بشكل سري لجبهة «البوليساريو» التي تخوض صراعاً مريراً مع الرباط على منطقة الصحراء الغربية منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي. وأكد الموقع في تقرير أن المساندة القطرية التي تتم في الخفاء للجبهة الانفصالية الرافضة لسيادة المغرب على الصحراء الغربية، تتناقض مع ما يبدو على السطح من تحسن ظاهري للعلاقات بين البلدين، لا سيما بعد توقيعهما 12 اتفاقية للتعاون الثنائي قبل شهور قليلة في مجالات عدة، مشيراً إلى أن ذلك حدا ببعض المغاربة إلى اعتبار دعم الدوحة غير المشروع للبوليساريو طعنة في الظهر. واعتبر أن التحقق من صحة الاتهامات الموجهة إلى «نظام الحمدين» بانتهاج سياسة مزدوجة على صعيد العلاقات مع المغرب، سيشكل وجهاً آخر من أوجه «النمط القطري من الدبلوماسية الذي يلقى انتقادات علنية»، والذي يقوم في بعض جوانبه على الحفاوة بالدول الغربية في الظاهر والإبقاء على العلاقات مع التنظيمات الإرهابية سراً في الوقت ذاته. وأوضح التقرير أن التوتر نشأ في العلاقات المغربية القطرية منذ أبريل الماضي، عندما ظهرت للمرة الأولى على السطح الوثائق المتعلقة بالعلاقات القائمة بين أشخاص قطريين وجبهة البوليساريو، قائلاً إن هناك تقارير تظهر أن الدعم القطري السري لهذه الجبهة، يمثل جزءاً من محاولات الدوحة للدخول عنوة إلى الساحة الدبلوماسية في شمال أفريقيا. وأشار إلى ما تقدمه السلطات القطرية من دعمٍ للجماعات الإرهابية في ليبيا. كما أبرز التقرير العلاقات الحالية بين «البوليساريو» و«حزب الله» اللبناني الإرهابي التابع لإيران التي تشكل في الوقت الحاضر الحليف الأبرز لـ «نظام الحمدين». وقال إن من بين العوامل الأخرى التي تفاقم التوتر الراهن على صعيد العلاقات القطرية المغربية، تحول نظام تميم بن حمد إلى رهينةٍ لدى طهران. وأشار إلى أن هذا الارتهان وما يصحبه من تصريحاتٍ ومواقف علنية يتخذها المسؤولون القطريون لتأكيد قوة علاقاتهم مع «نظام الملالي» الحاكم في إيران تزعج على الأرجح المسؤولين في المغرب، الذين يرون أن إيران تتصرف كمثيرٍ للقلاقل وليس كمصدرٍ للدعم. وأشار التقرير إلى القرار الذي اتخذه المغرب مايو الماضي بقطع العلاقات مع إيران، وإعلانه في ذلك الوقت أنه حصل على معلوماتٍ تكشف تقديم «حزب الله» دعماً مالياً ولوجستياً وعسكرياً لـ «البوليساريو»، وقول المسؤولين المغاربة إن هذه الجماعة الإرهابية ساعدت الجبهة بتنسيقٍ من جانب دبلوماسيين إيرانيين على تكوين قيادة عسكرية ودربت عناصر منها على القتال وسلمتهم أسلحة. وشدد على أن الرفض المغربي للسياسات الإيرانية على الصعيد الإقليمي يلبد الأجواء بين الرباط والدوحة. واعتبر التقرير أن المؤشرات المتوافرة بشأن الدعم القطري السري لـ «البوليساريو» يعني أن الدوحة تعتبر الصراع الدائر بشأن الصحراء الغربية منذ أكثر من أربعة عقودٍ جزءاً من أزمتها المتصاعدة مع جيرانها في الخليج، وهو ما يزيد من حدة تلك الأزمة وتعقيدها. وأشار إلى أن المساندة التي يبديها نظام تميم لتلك الجبهة الانفصالية تجعل الصحراء الغربية مجرد بقعةٍ أخرى تُلوثها سياسة التنافس القطري مع دول الجوار الخليجي، مُشدداً على أن قطر تسعى لإزعاج جيرانها، من خلال تحركاتها في منطقة شمال أفريقيا. وانتقد التقرير الدعم القطري لـ «البوليساريو»، قائلاً: إن المؤازرة التي تحظى بها هذه الجبهة تُمثل تهديداً للاستقرار الإقليمي والمصالح الأميركية في شمال أفريقيا، خاصةً في ضوء الأهداف الانفصالية لمسلحي تلك الحركة. واستعرض جانباً من الممارسات التخريبية التي تنخرط فيها «البوليساريو»، مؤكداً أنها تُعرف منذ أمدٍ طويل بأنها تعمل في تهريب الأسلحة إلى دولٍ في منطقة الساحل الأفريقي، كما أنها انخرطت خلال العقد الماضي في تجارة المخدرات والإتجار بالبشر». ولم يغفل التقرير الإشارة إلى أوجه الدعم الأخرى التي تقدمها قطر ومؤسساتها للتنظيمات الإرهابية والمسلحة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وبقاعٍ متعددة من أفريقيا. وأبرز ما تبديه المؤسسات الخيرية القطرية العاملة في الصومال من دعمٍ وتمويلٍ للإرهابيين المدعومين من إيران.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©