الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إثيوبيا وإريتريا تتفقان على تطبيع العلاقات وفتح السفارتين

إثيوبيا وإريتريا تتفقان على تطبيع العلاقات وفتح السفارتين
9 يوليو 2018 08:59
نيروبي (وكالات) قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد أمس بعد محادثات استمرت يوما مع الرئيس الإريتري أسياس أفورقي إن البلدين اتفقا على إعادة فتح سفارة كل منهما في عاصمة الأخرى. وقال أبي، الذي وصل عاصمة أسمرة عاصمة إريتريا أمس، في تصريحات بثتها قنوات التلفزيون الرسمي في كلا البلدين «بعد النقاش.. اتفقنا على إعادة فتح سفارتينا». وبثت القنوات التلفزيونية صورا للزعيمين خلال عشاء رسمي أقامة أسياس وشوهد فيه الزعيمان وهما يتحدثان إلى بعضهما. وأعلن أبي أحمد أن إثيوبيا وإريتريا اتفقتا على إعادة فتح السفارات والحدود بين البلدين، معلنا بذلك انتهاء نزاع استمر لعقدين بين البلدين الجارين. وقال رئيس وزراء إثيوبيا «اتفقنا على أن تبدأ خطوط الطيران بالعمل، وفتح المرافئ، والسماح بالدخول والخروج بين البلدين وإعادة فتح السفارات». وجاء إعلان أحمد خلال مأدبة عشاء جمعته إلى أفورقي أُقيمت بعد محادثات جرت خلال النهار. وأضاف رئيس الوزراء الإثيوبي أن بلاده، التي ليست لها منافذ بحرية، ستبدأ في استخدام ميناء إريتريا. وتابع «ستستأنف إثيوبيا استخدام ميناء إريتريا». والاجتماع هو الأول من نوعه خلال عشرين عاما بين زعيمي البلدين. واجتمع الزعيمان وتعانقا وتبادلا الابتسامة أمام الكاميرات في حين أشاد مسؤولون من الجانبين بنهاية مواجهة عسكرية استمرت نحو 20 عاما. واستقبل أفورقي، الذي يحكم البلاد منذ فترة طويلة، بحرارة رئيس الوزراء الأثيوبي المنتخب حديثا، لدى وصوله إلى مطار أسمرة في الصباح قبل أن يتوجها إلى القصر الرئاسي لإجراء محادثات. وهذا الاجتماع هو أول لقاء من نوعه بين زعيمي البلدين الجارين الخصمين اللدودين بمنطقة القرن الأفريقي. وخاض البلدان حربا في أواخر التسعينيات قتل فيها نحو 80 ألف شخص. وقبيل وصول أبي كتب وزير الإعلام الإريتري يماني جبر ميسكيل على تويتر «هذه زيارة رسمية تاريخية والقمة التي ستنعقد.. تؤذن بحقبة جديدة من السلام والتعاون وتمهد الطريق أمام تغييرات إيجابية سريعة». وكتب الوزير تصريحاته بعد اجتماع الزعيمين، ونشر صورة لرئيس وزراء إثيوبيا أبي أحمد ورئيس إريتريا إسياس أفورقي وهما جالسان وينظران إلى بعضهما البعض. ولم يكن أحد يتصور رؤية هذه المشاهد قبل شهر واحد عندما بدأ التقارب الذي لم يكن متوقعا. ففي أوائل يونيو أعلنت إثيوبيا أنها ستلتزم بكل شروط اتفاق سلام فيما يشير إلى أن الحكومة ربما تكون مستعدة لتسوية خلاف حدودي. وردت إريتريا بشكل إيجابي بإرسال وفد إلى أديس أبابا الشهر الماضي. ويدفع الزعيم الإثيوبي البالغ من العمر 41 عاما باتجاه المزيد من الإصلاحات الجريئة لكسر عزلة إثيوبيا التي استمرت سنوات عن العالم الخارجي. فقد عفا عن منشقين ورفع حالة الطوارئ وتعهد بخصخصة جزئية لبعض الشركات الحكومية الرئيسية. ويقول مراقبون إن إريتريا رأت فرصة في جدول أعمال أبي الإصلاحي فيما يرجع بدرجة كبيرة إلى اختلافه الكبير عن سياسات منافسته الجبهة الشعبية التي هيمنت على التحالف الحاكم، وأثرت على إثيوبيا واقتصادها، منذ أوائل التسعينيات. وتعارض الجبهة الإصلاحات الكاسحة التي تعهد بها أبي. وخص أفورقي أبي أحمد باستقبال حافل قبيل عقد اجتماع بينهما الهدف منه وضع حد للحرب ولعقود من العداء. وبث التلفزيون الإريتري مقاطع مصورة للرجلين وهم يحتضنان بعضهما البعض، فيما نشر رئيس أركان الجيش الأثيوبي صوراً على تويتر مصحوبة بتعليقه أن «الزيارة توفر فرصة رائعة للمضي قدماً بلا تردد نحو السلام لمصلحة شعبينا». وقال المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية ميليس اليم إن «الزيارة جزء من مساع لتطبيع العلاقات مع إريتريا. من المتوقع أن يتباحث (أبي) مع القيادة الإريترية (حول) كيفية رأب الصدع» بين البلدين. ويأتي اللقاء إثر إعلان أبي أن إثيوبيا ستنسحب من بلدة بادمي وغيرها من المناطق الحدودية الخلافية، تنفيذاً لقرار أصدرته العام 2002 لجنة تدعمها الأمم المتحدة حول ترسيم الحدود بين البلدين. وأدى رفض تنفيذ إثيوبيا للقرار إلى تجميد العلاقات بين البلدين اللذين خاضا من العام 1998 إلى 2000 حرباً أسفرت عن حوالي 80 ألف قتيل. وإريتريا التي كانت منفذ إثيوبيا على البحر بمرفأيها عصب ومصوع، أعلنت استقلالها عام 1993 بعدما طردت القوات الإثيوبية من أراضيها في 1991 بعد حرب استمرت ثلاثة عقود. ومذاك أصبحت إثيوبيا البالغ عدد سكانها 100 مليون نسمة بلداً دون منفذ بحري. إلى ذلك، قال مسؤول إثيوبي إنه جرى استعادة الاتصالات الهاتفية الدولية المباشرة بين إثيوبيا وإريتريا «للمرة الأولى بعد عقدين». وكتب رئيس مكتب رئيس الوزراء الإثيوبي ذلك في بيان نشره على تويتر بعد بدء قمة بين رئيس الوزراء أبي أحمد ورئيس إريتريا إسياس أفورقي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©